منظمة سارا تطالب بإنزال أقصى العقوبات على مرتكبي جرائم القتل

أثارت جريمتي قتل امرأتين في مدينة الحسكة بشمال وشرق سوريا، خلال أسبوع، سخط النساء والتنظيمات النسائية في المدينة، مطالبين بإنزال أشد العقوبات بحق الجناة.

دلال رمضان

الحسكة ـ أكدت عضوة منظمة سارا في مدينة الحسكة بشمال وشرق سوريا حليمة محمد، أن ازدياد حالات قتل النساء في الآونة الأخيرة تعود إلى الذهنية الذكورية.

شهدت مدينة الحسكة جريمتي قتل بحق النساء خلال أسبوع، الأولى راحت ضحيتها "هبة محمد خلف" البالغة من العمر 32 عاماً في الحارة العسكرية، وهي أم لطفلين يبلغان من العمر ثلاث وخمس سنوات، على يد زوجها المدعو "حسن الكطاش" المنحدر من منطقة سفيرة بريف حلب.

وأفادت التحقيقات بأن الجاني قام بضرب الضحية داخل منزلها بأداة حادة على رأسها، ليرديها قتيلة في السابع من آب/أغسطس الجاري، ولاذ بالفرار بعد ارتكابه الجريمة، إلا أنه ألقي القبض عليه لاحقاً.

أما الضحية الثانية "نغم ذياب النزال" البالغة من العمر 30 عاماً قتلت على يد شقيقها في الحادي عشر من آب/أغسطس الجاري في حي العزيزية، وبعد ارتكابه الجريمة لاذ بالفرار، ولم يتم الكشف عن الأسباب الكامنة وراء ارتكاب الجريمة حتى الآن، وقد أصدر مكتب مكافحة الجريمة مذكرة بحث بحقه، وفتح تحقيق لتقديم المتهمين للعدالة.

وحول الأسباب الكامنة وراء ازدياد حالات العنف والقتل ضد النساء قالت عضوة منظمة سارا في مدينة الحسكة بشمال وشرق سوريا حليمة محمد "نناضل نحن النساء في مناطق شمال وشرق سوريا ونكافح من أجل الحد من ارتكاب مثل هذه الجرائم بحق النساء وتعنيفهن من قبل الرجال سواءً كان الأب أو الأخ أو الزوج".

واستنكرت ازدياد حالات قتل النساء في الآونة الأخيرة في مدينة الحسكة، وطالبت بإنزال أشد العقوبات بحق كل من يحاول التعدي على حقوق النساء وتعنيفهن وانتهاك حقهن في الحياة "نطالب الجهات المعنية ومحكمة الشعب بالإسراع في تحقيقاتها بحق الجناة في الجريمتين اللتين ارتكبتا مؤخراً".

وأشارت إلى أن معظم جرائم قتل النساء ترتكب بذريعة "الشرف"، مضيفةً "لن نقبل ارتكاب أي جريمة بحق النساء تحت أي اسم كان لتبرير أفعالهم الشنيعة، إن العديد من النساء والفتيات تلجأن للانتحار هرباً من الضغط الذي يمارس عليهن من قبل العائلة التي تمارس السلطة الذكورية"، لافتةً إلى أن العقلية الذكورية لا تتقبل المرأة وفكرها الحر حتى أنه لا يعترف بحقوقها "الجريمتان اللتان ارتكبتا مؤخراً دليل واضح على أنه لا تزال الذهنية الذكورية مستمرة ويجب العمل للقضاء عليها".

وأضافت "نرفض وندين هذه الجرائم الوحشية التي ترتكب بدوافع واهية، فهي لا تليق بثورة المرأة في شمال وشرق سوريا، سنحاول وبالتنسيق مع النيابة العامة لتقديم الجناة للعدالة لمنع ارتكاب جرائم مماثلة بحق النساء، وفتح دعاوى قضائية رسمية باسم منظمة سارا لمحاسبة المجرمين ليكونوا عبرة لكل من يحاول المساس بحقوق المرأة وتعنيفها وقتلها".

وشددت على ضرورة الإسراع في محاكمة المجرمين "لو استطعنا محاكمة مرتكب الجريمة الأولى وتسريع تنفيذ الحكم عليه، لم تكن لتقع امرأة أخرى ضحية جريمة قتل ثانية في نفس الأسبوع".

وعن الحلول والاجراءات التي يجب اتخاذها للحد من ارتكاب مثل هذه الجرائم تقول "سنعمل على تكثيف الدورات التوعوية للنساء والرجال لتعريفهم بحقوقهم، بالإضافة إلى تمكينهم اقتصادياً، لأن الوضع الاقتصادي المتدهور أحد الأسباب التي تؤدي إلى حدوث خلافات وتفكك الأسرة والمجتمع كذلك".

وستشارك منظمة سارا في كافة جلسات المحاكمة للجناة كما أوضحت حليمة محمد "من حقنا كمنظمة نسوية تدافع عن النساء وتعمل من أجل منحهن حقوقهن، المشاركة في جلسات محاكمة المتهمين"، موجهةً رسالة إلى النساء اللواتي تتعرضن للعنف قائلةً "على النساء اللواتي تتعرضن للعنف اللجوء إلى المنظمات النسوية المعنية بالدفاع عن المعنفات، وتقديم الشكاوى ضد معنفيهن".

والجدير ذكره أن التنظيمات النسائية في مقاطعة الحسكة أدانت جريمتي قتل كل من هبة خلف ونغم النزال من خلال الوقفات الاحتجاجية والبيانات، مطالبين الجهات المعنية بإنزال أشد العقوبات بحق الجناة.