ناشطة حقوقية يمنية ترفض تجهيل الفتيات في المناطق المهمشة
تسعى الناشطة الحقوقية أنجيلا بيضاني عبر مؤسستها "نور السلام"، إلى محاربة التجهيل المتعمد الذي فرض على منطقة شمالي مدينة عدن، حيث تفتقر هذه المنطقة للخدمات وأهمها المدارس والمراكز الصحية والإنارة كون المنطقة في أطراف عدن.
فاطمة رشاد
اليمن ـ كانت مؤسسة "نور السلام" السباقة في تقديم الخدمات عبر ممارسة نشاطها، إلا أنها واجهت المعارضة المستمرة من قبل بعض الأشخاص الذين وقفوا ضدها عندما سعت جاهدة إلى بناء أول مدرسة حكومية في المنطقة الواقعة شمالي مدينة عدن والتي تشبه القرية أو مدينة متمدنة.
تقول الناشطة الحقوقية أنجيلا بيضاني إنها كانت من أول الداعين لإنشاء مدرسة "السلام" وسعت إلى احتواء الأطفال لحمايتهم من الجهل والتخلف الذي كان يتربص بهم وخاصة الفتيات اللواتي تطالهن دائماً يد التسرب عن التعليم في جميع الأحوال التي تعيشها الأسرة من تحديات تجعل الفتاة تحرم من حقها في التعليم، فالمدرسة كانت حلم ولكن تحققه وعلى أرض الواقع الآن.
وأضافت "رغم ما عانيناه إلا أنه التحق بهذه المدرسة أكثر من 800 طالب وطالبة من المراحل الابتدائية إلى أول ثانوي. عشنا فترة من الوقت في صراع مع أطراف خفية كانت تحاول عدم النهوض بهذه المنطقة، ولم تنهض هذه المنطقة إلا بعدما أنشأت فيها مدرسة ليبدأ الأطفال تعليمهم، كما لدينا متطوعات من أجل أن يعلموا هؤلاء الأطفال".
وأشارت إلى أنه "سعيت لأن يدخل نور العلم إلى مدينة السلام وقمنا ببناء مدرسة في بداية الأمر وكانت عبارة عن غرف كالهناجر وكانت الإمكانيات بسيطة خاصة وأن المنطقة نائية والعديد من الناس لا يفضلون البقاء فيها".
وعن إقبال الطلاب والطالبات إلى المدرسة، أوضحت أنه "وجدنا إقبالاً كبيراً من قبل أولياء الأمر المتضررين من عدم وجود مدارس في مدينة السلام وكنت ألقى إلحاحاً منهم لأجل فتح مراحل دراسية أكثر وشعروا بالفرحة لأن أطفالهم بالقرب منهم لم يعودوا بحاجة للذهاب إلى مناطق تبعد عن منازلهم كيلومترات فهذه المدرسة ساهمت في الحد من تسرب الفتيات".
وأكدت أنجيلا بيضاني على سعي المؤسسة في الحد من التجهيل للجيل وخاصة النساء اللواتي تضررن من عدم وجود مدرسة للالتحاق بها وتكملة دراستهن وإلى جانب ذلك تسعى المؤسسة إلى توفير مساحة آمنة للأطفال وإنارة الشوارع لحماية المنطقة لأنها في الليل تسمى مدينة الظلام لعدم وجود الانارة، مضيفةً أنها عبر مؤسستها تسعى إلى أن يتم بناء مركز صحي لأنه مطلب الأهالي الدائم.
وأشارت إلى أنه "واجهنا العديد من الصعوبات على مراحل فكل مرحلة نفقد الأمل بسبب العصابات التي تمنعنا من إنشاء المدرسة، لكن نعود مرة أخرى ونتواصل مع الجهات المعنية والسلطات لكي يتم بناء المدرسة بعيداً عن المهاترات السياسية، فهدفنا هو النهوض بالمنطقة والقضاء على الجهل".
ولفتت أنجيلا بيضاني إلى أنها تفاجأت في اليوم الأول لافتتاح أبواب المدرسة بنساء أعمارهن 26 عاماً تسجلن مرحلة رابع ابتدائي، وكذلك فتيات أعمارهن ما بين 14 ـ 18 عاماً تسجلن في مرحلة سادس ابتدائي، معبرة عن فرحتها بهذا الإقبال "بالرغم من أنه كان في داخلي غصة، إلا أنني كنت سعيدة جداً أن المدرسة ستعمل على إنارة طريق هؤلاء الفتيات".
وعن مؤسسة نور السلام في تلك المنطقة وأعمالها، تقول إن مؤسسة نور السلام لرعاية الأسرة والطفل تأسست عام 2022 وتعمل في مجال الصحة والتعليم وبناء القدرات والإغاثة والتنمية المجتمعية في مدينتي عدن ولحج وتهدف إلى بناء قدرات الفئات الفقيرة والمهمشة من خلال سلسة من المشاريع والبرامج التوعية بالشراكة والتعاون مع الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والهيئات الدولية والقطاع الخاص.
ومن أهم إنجازات مؤسسة نور السلام هي بناء ودعم المؤسسات التعليمية وتشجيع التعليم لكافة فئات المجتمع ورعاية الموهوبين والمتفوقين ودعم الأسر المنتجة من خلال مشاريع مدرة للدخل، كما تضم فريق عمل مؤهل بمهنية واحترافية بشكل طوعي في تنفيذ المشاريع وبرامج المؤسسة.