العاملات في المجال الإغاثي بغزة صعوبات وتحديات تعرقل دورهن
منع دخول المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة وانتشار المجاعة، أبرز التحديات التي تواجهها العاملات في المجال الإغاثي بغزة، إلى جانب استهدافهن من قبل القوات الإسرائيلية.
رفيف اسليم
غزة ـ تعاني العاملات في المجال الإغاثي عدة صعوبات أبرزها الاستهداف المباشر من قبل القوات الإسرائيلية، إلى جانب قلة المساعدات الغذائية والصحية الواردة لقطاع غزة، بالإضافة إلى المضايقات من قبل المستفيدين، إلا أنهن لا تزلن تمارسن عملهن بتقديم مختلف الخدمات دون تقاعس أو تراخي.
هالة عاشور أوضحت أنها تعمل في المجال الإغاثي منذ ما يقارب 17 عام كمتطوعة مع عدة مؤسسات منها جمعية إنقاذ المستقبل الشبابي والهلال الأحمر الفلسطيني والصليب الأحمر، لكنها لم تعيش ظروف قاسية تضاهي العام المنصرم الذي مر به قطاع غزة.
وعرفت العمل الإغاثي بأنه تقديم مجموعة من الخدمات في ظل ظروف صعبة، وتتنوع تلك الخدمات ما بين الطرود الغذائية والصحية، والتثقيف الصحي، والتعليم المجاني، والدعم النفسي والإسعاف الأولي النفسي، خاصة للأطفال الذين يعيشون ظروف صعبة التحمل أو التقبل من قتل وتهجير وتجويع.
ولفتت إلى أن المواطنين في مدينة غزة يفتقرون إلى تلقي الخدمات الإغاثية في الأيام العادية أي قبل الحرب، كون الفقر يسيطر على السكان حاصداً أعلى المستويات في العالم، وكون الفلسطيني لا يعيش بدولة مستقلة تقدم له خدمات الصحة، والتعليم، وبعض المشاريع الخدماتية.
وأضافت هالة عاشور، أنها استطاعت من خلال العمل الإغاثي الوصول إلى نساء طاعنات في السن مقعدات لا تستطعن الحركة، ولا تقدرن على الذهاب إلى المؤسسات كي تطالبن بحصصهن من المساعدات الإنسانية، لافتةً إلى أنهن عبرن عن أوضاعهن فقد كدن تمتن جوعاً وحدهن كون أبنائهن نزحوا لجنوب منطقة وادي غزة مشياً على الأقدام ولم يستطيعوا اصطحابهن معهم.
وعن الفئات التي بحاجة لمساعدة إغاثية خاصة خلال الحرب، أكدت أن جميع فئات المجتمع تحتاج لتلقي تلك الخدمات سواء الأطفال أو النساء وحتى الرجال الذين فقدوا مصدر رزقهم ولا يمتلكون أي وسيلة أخرى لرعاية أسرهم، مشيرةً إلى أن ما يرد إليها من طرود لا يغطي احتياجات أولئك الفئات مما يوقعها في حرج مستمر.
وتواجه العاملات في المجال الإغاثي عدة صعوبات بحسب هالة عاشور، منها الخطر المحدق فلا مكان في قطاع غزة يعتبر آمناً، إلى جانب صعوبة المواصلات فتعتبر تلك الوسائل نادرة وإن وجدت فإن تكلفتها باهظة جداً مما يدفع غالبية السكان للمشي سيراً على الأقدام لمسافات طويلة وهذا الأمر مستحيل عندما تحمل عدة طرود تود توزيعها.
وأضافت أن التواصل مع المستفيدين يشكل صعوبة أخرى فالغالبية العظمى لا يمتلكون الهواتف للتواصل بسبب تلفها خلال الهجوم وعدم إيجاد بديل، مشيرةً إلى أن فقدان المؤسسة للمعلومات التي كانت تخزنها بسبب تدمير مقرات المؤسسات هي مشكلة أخرى، لكن انقطاع الكهرباء بشكل كلي هو الأمر الأسوأ كونها لا تستطيع شحن حاسوبها الشخصي وإدخال تلك البيانات من جديد.
ولفتت إلى أن المواد الغذائية المقدمة في الطرود معيق أساسي، فالناس سئموا من الأطعمة المعلبة كالفول والبازيلاء، لذلك تدعو الممول لإدخال أصناف جديدة كسمك التونة المعلبة والفواكه المعلبة وغيرها من الأصناف التي قد تعطي ولو فائدة بسيطة للجسم، موضحةً أن آلاف المرضى في قطاع غزة مصابون بسوء التغذية خاصة خلال الحرب.
وحول مخاوفها قالت إن أبرزها استمرار منع دخول المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة، وانتشار مجاعة تضاهي المجاعة الأولى، مشددةً أن القطاع بحاجة الآن لدخول عدد من أصناف الأطعمة كاللحوم والخضروات خاصة، كون البنية الجسدية للمدنيين في شمال مدينة غزة أصبحت أكثر عرضة للأمراض من غيرها وقد لا تحتمل البقاء على هذه الحال مدة أطول.
ونوهت هالة عاشور أن تواجد العاملات في المجال الإغاثي في الميدان له أهمية كبيرة أبرزها تحديد الاحتياجات للمتضررين خاصة النساء، مشيرةً إلى أن أكثر ما تحتاج إليه النساء والفتيات اليوم الخدمات الصحية والدوائية منها المنظفات والفوط الصحية، والمكملات الغذائية والأدوية كالفولك أسد خاصة للحوامل والمرضعات اللواتي هن بأمس الحاجة للمساعدة.
وأضافت أن النساء بحاجة للكثير من الخصوصية كونهن إما نازحات في البيوت أو بمراكز الإيواء وقلة قليلة منهن ما زلن في بيوتهن، فلا تستطعن القيام بأي عمل دون تسليط الأضواء عليهن، منوهةً أن الخصوصية ليست رفاهية بالنسبة للنساء والفتيات بل باتت حاجة ملحة في ظل الحرب المستمرة.