'على النساء السوريات توحيد صوتهن من أجل مستقبل أفضل'

طيلة عقود عانت السوريات نتيجة ظروف البلاد وكان التهميش رفيق دربهن بجميع المجالات الحياتية.

روشيل جونيور

السويداء ـ رغم أن السوريات قادرات على تجاوز المحن وتحويل الألم إلى قوة دافعة نحو التغيير، ولكن بعد مواجهتهن للتحديات حان الوقت لإثبات مواقفهن في جميع المجالات الحياتية.

ترى العديد من النساء في السويداء أن تمكين المرأة ومشاركتها في مراكز صنع القرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي، يمثل حجر الأساس لبناء مجتمع عادل ومستقر، وأن النساء تمتلكن فرصة فريدة لإعادة تشكيل مستقبل البلاد، من خلال الاستقلالية المادية، والوعي بالحقوق، والمشاركة المجتمعية.

 

"علينا أن نمتلك القرار ونكون مستقلات"

أكدت الناشطة نسرين أبو فخر من السويداء أن المرأة السورية مطالبة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بأن تساهم بفعالية في النهوض بالبلد "علينا نحن النساء أن نكون في مواقع القرار في السياسة والقضاء والاقتصاد، وأن نمتلك وعياً بحقوقنا وواجباتنا، كما أن الاستقلال المالي ضروري لأنه يمنح المرأة القدرة على اتخاذ قرارات حرة بعيداً عن التبعية".

وأضافت أن تمكين المرأة يجب أن يشمل جميع الجوانب النفسية والجسدية، خاصة بعد سنوات من الحرب وما رافقها من عنف وخوف "المرأة يجب أن تكون قادرة على حماية نفسها، وعلى فهم معنى الحرية الشخصية حرية التعلم، والسفر، واختيار حياتها وحتى تقرير عدد الأطفال"، مشددةً على أن "هذه الحقوق يجب أن تحترم، رغم اختلاف العادات والتقاليد".

 

 

"علينا التكاتف وتوحيد الصوت النسائي"

ودعت أمل عزام إلى ضرورة توحيد جهود السوريات في جميع المدن "يجب أن نكون يداً واحدة، ونعقد اجتماعات منتظمة بين جميع نساء المدن السورية ونستفيد من تجارب بعضنا ونخطط لبناء دور حقيقي للمرأة في القيادة المستقبلية للبلد"، مؤكدةً أن لدى النساء السوريات كفاءات عظيمة يجب توظيفها، خاصة لدعم النساء اللواتي عانين من ظروف صعبة.

ولفتت إلى أن دعم النساء لا يجب أن يقتصر على الجانب النفسي بل ينبغي أن يشمل أيضاً الدعم المادي عبر مشاريع اقتصادية واجتماعية حقيقية لأن العمل يعزز شخصية المرأة ويجعلها أكثر قدرة على المساهمة في المجتمع "المرأة القوية تربي أبناء أقوياء، وهذا هو الطريق الحقيقي لبناء سوريا الجديدة".

 

 

فيما أعربت أمل غانم عن أسفها للتباعد الحاصل بين النساء في ظل الظروف الصعبة "على الشعب السوري أن يكون أقرب للوحدة الوطنية، وأن يكون هناك حياة مشتركة بين النساء ونتكاتف ونكون يد واحدة".

ودعت إلى تعاون النساء واتحادهن "لا شيء يمنع مجموعة من النساء للعمل معاً، وهذا هو المستقبل الذي نطمح إليه وأتمنى أن تتحسن الأوضاع، ويتحد صوت النساء، ويكون لهن دور فعّال في إعادة بناء المجتمع".