كفاح الأفغانيات من أجل البقاء في ظل انتهاكات طالبان
بعد سيطرة طالبان على السلطة، ازدادت الانتهاكات المرتكبة بحق النساء في أفغانستان، وحرمن من كافة حقوقهن كالتعليم وممارسة الأعمال الخاصة، وعلى الرغم من التحديات تستمررن بنضالهن.

بهاران لهيب
باميان ـ قبيل سيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان، كان من المعتاد رؤية النساء البائعات في الشوارع، لكن الآن تضاعف عددهن بشكل كبير، لقد بدأت النساء اللواتي تركن دون عمل أو تعليم وتم تهميش دورهن في المجتمع وحرمانهم من أبسط حقوقهن؛ بافتتاح مشاريع صغيرة لتأمين احتياجاتهن اليومية.
فالعديد من النساء اللواتي تعملن على البسطات على الطرقات العامة أو داخل الأسواق تتلقين مضايقات من قبل مثيري الشغب في الشوارع وغيرهم، تقول البائعات "في مجتمع تهيمن عليه السلطة الأبوية، لا يتوقعون معاملة أفضل من ذلك ولا تأملن بمعاملة جيدة من تلك السلطات التي تلجاً للعقلية القمعية".
تقول فاطمة رضا وهي أم لثمانية أطفال، وتدير متجراً صغيراً منذ سبع سنوات، وبالرغم من كبر سنها إلا أنها كانت تتسم بروح قوية ومليئة بالفرح "كنت في الرابعة من عمري عندما فقدت والدي بسبب المرض، فتولت والدتي مسؤوليتنا جميعاً حيث كنا خمس أطفال، بالنسبة لي هي امرأة عظيمة حاربت العديد من المصاعب".
وتابعت "تعلمت من والدتي الإصرار والمثابرة، والآن لدي أربع بنات وأربع شباب وكلهم متزوجين وأعيش مع أبنائي، وبالرغم من أنهم يعملون ولديهم دخل مادي إلى أنني مصرة على العمل للمشاركة في تلبية احتياجات المنزل".
وعن حياتها في القرية تقول "أنا ابنة قرية، كنا فرحين جداً بأعمالنا بين الحقول والمزارع، لكن عندما أتيت إلى المدينة لم يكن لدي عمل خارج المنزل وشعرت حينها بالتعب، حتى بدأت بتطوير مشروعي الصغير ببيع المستلزمات النسائية من خلال فتح بسطة".
وأضافت "في البداية سخر مني الناس، وقالوا (ماذا تفعل هذه المرأة هنا؟) وعلى الرغم من ذلك استمريت بالعمل لغاية اللحظة مع مرور 15 عاماً، هذا العمل حررني من قيود المنزل المفروضة على النساء".
وعن التحديات التي تواجهها خلال تطوير مشروعها الاقتصادي في ظل حكم طالبان أوضحت "بعد سيطرة طالبان على الحكم هاجموا المتجر عدة مرات وأجبروني على إغلاقه، لكنني عارضت بشدة، ونتيجة لذلك يفرضون عليّ ضرائب شهرية، لن يستطيعون إيقافي عن العمل"، مؤكدة على أن النساء الأفغانيات لا تخفن من التهديدات وستواصلن أعمالهن مهما كان الثمن.
قصة فاطمة رضا هي قصة آلاف النساء الأفغانيات اللواتي تقفن ضد القيود والمصاعب من أجل حماية وجودهن واستقلالهن الاقتصادي.