كيف تقضي المرأة السودانية يومها في مراكز الإيواء؟
احتضنت عدد من مراكز الإيواء في الولايات الآمنة بالسودان آلاف الأسر النازحة من مناطق النزاع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ نيسان/أبريل 2023.

آية إبراهيم
السودان ـ ظلت المرأة صامدة وصابرة طوال فترة النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على الرغم من الصعوبات والتحديات التي واجهتها في رحلة نزوحها من منزلها حتى وصولها إلى مراكز إيواء بالمناطق الآمنة.
قامت وكالتنا بجولة واسعة في داخلية "وداعة الله" بالولاية الشمالية التي كانت مقراً لطلاب واحدة من الجامعات قبل أن تتخذها السلطات كمركز إيواء وتنصب بداخلها عدد من الخيم في ظل الظروف التي تمر بها السودان حيث تأوي عدد من الأسر النازحة خصوصاً من العاصمة الخرطوم، إذ رصدت الوكالة استقرار الأوضاع الأمنية وحالة النساء اللواتي تقبلن العيش في مركز إيواء رغم بعض الصعوبات التي تواجههن، لكنهن تتقبلن ذلك وتبررن الأوضاع التي يعشن وسطها بسبب ظروف النزاع وانعكاساته على المواطن بشكل مباشر أو غير مباشر.
تقول سارة أزهري التي تقطن في واحدة من الخيم المخصصة للنازحين بمركز إيواء "وداعة الله"، إنها نزحت من محلية أم درمان بولاية الخرطوم منذ الأيام الأولى لاندلاع النزاع، مشيرةً إلى أن التجربة جيدة بالنسبة لها لكون أنها وجدت مكان تسكن فيه وأسرتها دون دفع رسوم مقابل ذلك، إضافة إلى أن المنطقة جيدة غير نائية والخدمات متوفرة بها.
وتروي سارة أزهري التي فقدت والدها قبل عام بمركز الإيواء بسبب المرض، أن المتواجدين في المركز دعموها وساندوها خلال تلك الفترة التي اعتبرتها عصيبة بالنسبة لها، لافتةً إلى أنها رغم الظروف استطاعت الالتحاق بجمعية الهلال الأحمر كمتطوعة ومنظمة أخرى، وتقول "صحيح تجربة صعبة لكن التقينا بأشخاص آخرين وتعرفنا على ثقافات مختلفة استفدنا من ذلك".
وحول كيفية قضاء يومها في المركز، تقول إن ذلك يتوقف على البرنامج، مشيرةً إلى أن تواجدها بمركز الإيواء ساهم في إطعام الآخرين وعمل الخير، واصفة تجربتها في مركز الإيواء بـ "الجميلة".
وناشدت سارة أزهري المنظمات لدعم التعليم داخل مراكز الإيواء، قائلة إن هناك تدهور كبير في مستوى التعليم بين النازحين في مركز الإيواء.
رقية محمد سعيد أشارت إلى أنها وأسرتها تنقلوا في البداية من مركز إيواء إلى آخر، لكنهم في نهاية الأمر استقروا رغم المعاناة والصعوبات التي واجهتهم، قائلة إن المعاناة تتمثل كذلك في عدم حصول الأهالي على أعمال تعينهم في الحياة وتسهل لهم التكفل بأسرهم لكن "رغم ذلك الناس متعايشة ومتشاركة مع بعضها البعض"، لافتةً إلى أن المسيرات التي تطلقها الدعم السريع من وقت لآخر أدخلت الرعب على قلوبهم.
سيدة النور التي نزحت من العاصمة الخرطوم تمنت انتهاء النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والعودة إلى منازلهم في أقرب وقت على الرغم من التجربة الجيدة التي تعيشها بمركز الإيواء، وتقول إن المتواجدين بالمركز أصبحوا أسرة واحدة يقضوا يومهم وكأنهم في منازلهم، مطالبة بضرورة نظر المسؤولين في بعض الاحتياجات الخاصة بالمرأة وتوفيرها.
بدورها قالت سجود عز الدين التي نزحت من العاصمة الخرطوم منطقة الجريف شرق "أتواجد في المركز منذ ثلاثة أشهر. رغم الصعوبات والعوائق التي نواجهها إلا أننا نسعى إلى مضيء يومنا بشكل جيد".
حالة من الرضاء الكبير التمسناه خلال جولة وكالتنا بداخلية إيواء "وداعة الله" في الولاية الشمالية، فالنساء هنالك متعايشات مع بعضهن البعض وقبلن بالأوضاع التي فرضتها ظروف النزاع في بلدهن رغم المعاناة التي تواجههن من وقت لآخر وسط تمنيات بإنهاء النزاع والعودة إلى منازلهن.