إبادة الساحل والإعلان الدستوري... تحذيرات من حرب أهلية

أثارت الانتهاكات بحق الطائفة العلوية الخوف لدى الطوائف الأخرى في سوريا من تعرضهم لإبادة مماثلة، ونشوب حرب أهلية في ظل الإعلان الدستوري.

سيلفا الإبراهيم

الحسكة ـ شجبت سوريات من طوائف مختلفة المجازر التي ترتكب بحق الطائفة العلوية، مبينات أن هذه الانتهاكات تنذر بأن جميع الطوائف عدا السنية عرضة للإبادة في ظل حكم الذهنية الراديكالية المتمثلة بهيئة تحرير الشام.

سلطت منصة الفعاليات المشتركة للحركات والتنظيمات النسائية في إقليم شمال وشرق سوريا الضوء على الانتهاكات التي يشهدها الساحل السوري وعملية الإبادة الطائفية بحق العلويين إلى جانب موقف النساء من الإعلان الدستوري، خلال منتدى حواري أقيم تحت شعار "تضامن النساء السوريات، أساس لوقف المجازر على المرأة في الساحل"، في مدينة الحسكة أمس الخميس 27آذار/مارس.

وعلى هامش المنتدى بينت رئيسة اتحاد المرأة الأرمنية لإقليم شمال وشرق سوريا سيلدا سيمون "نجتمع اليوم بمنتدى أقامته منصة الفعاليات بمشاركة جميع التنظيمات النسائية بإقليم شمال شرق سوريا، وذلك ضمن حملة دعم تضامنية لنساء الساحل"، لافتةً إلى أن الحملة انطلقت رداً على المجازر التي ارتكبت بحق أهالي الساحل السوري "نستنكر المجازر بحق المدنيين الأبرياء العزل ومعظمهم من النساء والأطفال".

وأكدت على ضرورة رفض العنف والقمع الذي يرتكب بحق الأهالي في الساحل السوري "كشعب أرمني أيضاً عشنا هذا الظلم والتهجير والإبادة عام 1915"، مؤكدةً أنهن كسوريات في إقليم شمال وشرق سوريا سيقفن مع نساء الساحل السوري، وستعملن لتصل أصواتهن لكل الجهات للحد من تلك المجازر والانتهاكات.

ونوهت إلى أنه بعد سقوط النظام السوري تصاعدت الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين الأبرياء تحت ذريعة ملاحقة فلول النظام "نتمنى أن يعم الأمن والأمان على جميع المناطق السورية".

فيما نددت الناطقة باسم اتحاد بلديات شمال وشرق سوريا حورتسي مراد بالمجازر التي ترتكب في الساحل السوري ورفضت الدستور السوري الجديد "كامرأة سريانة استنكر الدستور الجديد، على الجميع أن يكون له الحق في مواطنة عادلة، وألا يعتمد الحكم على قتل الهوية والقومية والأطياف الدينية"، محذرة من أن بقاء الدستور على ما هو عليه سيجلب معه حروب أهلية وطائفية.

وأشادت بتجربة الإدارة الذاتية التي تضم جميع المكونات من مبدأ الديمقراطية والتعددية واللامركزية، معتبرةً أنها الحل الأمثل لسوريا جديدة تُضمن فيها حقوق كافة المكونات، وترى أن الحكومة المؤقتة تدعوا للقتل وارتكاب المجازر التي تؤدي إلى طمس الهويات المتعددة في سوريا.

بينما قالت الناطقة باسم اتحاد المرأة الإيزيدية في إقليم شمال وشرق سوريا هدية شمو "عقدنا هذا المنتدى على ضوء الأزمة التي تعيشها سوريا وخصوصاً ما يشهده الساحل السوري من مجازر وإبادة بحق الطائفة العلوية، من قتل النساء والأطفال وتهجيرهم".

وقارنت الإبادة الطائفية بحق العلويين بالإبادة التي تعرض لها الإيزيديين "التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى في الشرق الأوسط، فكما تعرض الإيزيديين في شنكال عام 2014 لإبادة، يتكرر ذلك في الساحل السوري على أيادي نفس الجماعات ذات الذهنية الراديكالية الدوغمائية التي لا تقبل غيرها، فجرائم الساحل أعادت مشهد سبي الإيزيديات، وهذا لا يختلف عما تتعرض له العلويات في الساحل السوري من قتل واعتداء".

وأضافت "لم تكتمل سعادة الشعب السوري بسقوط نظام الأسد، فالشعب لطالما تطلع لسوريا حرة، بينما نزيف الدماء في سوريا لم يتوقف بعد" مبينةً أن "سوريا تتميز بتنوعها الثقافي والعرقي واللغوي ولكن الحكومة المؤقتة لم تلعب دورها بحماية مكونات سوريا وطوائفها، وتدعي بأن هذه الإبادة هي أعمال فردية ولكن لماذا لم يتم محاسبة هؤلاء الأفراد؟، كيف لحكومة لا تستطيع حماية شعبها أن تبني مستقبلاً للبلاد؟ ما هو المستقبل الذي ينتظر هذا الشعب في ظل هذه الحكومة؟".

وأوضحت "هذه الانتهاكات تشكل هاجس لدى الطوائف الأخرى في سوريا كالإيزيديين والآشوريين"، مؤكدة أنه "نسعى من خلال هذه المنتديات لتوحيد صفوف النساء السوريات وتقويتهن لأن في ظل هذه الحكومة كل شيء وارد، وآلام السوريات هي عينها، فالمرأة العفرينية التي استشهد أربعة من أبنائها قالت بأنها تستطيع العيش بدون أبناء ولكنها لا تستطيع العيش بدون أرض، ورأينا مؤخراً كيف تم قتل الأبناء أمام أعين أمهاتهن في الساحل السوري".

وناشدت هدية شمو المنظمات الإنسانية لمتابعة وضع سوريا عن كثب، ومحاسبة مرتكبي الجرائم كي يحدوا من إبادة أخرى قد تشهدها سوريا في حال عدم محاسبتهم.