المسرح وسيلة للحماية... حملة توعوية عبر العروض المسرحية
عبر المسرحيات يعمل مركز باقي خدو على التوعية بالتهديدات التي تستهدف المنطقة.
نورشان عبدي
كوباني ـ من خلال حملاته وفعالياته المتنوعة يعمل مركز باقي خدو للثقافة والفن في مقاطعة كوباني بشمال وشرق سوريا على توعية أهالي المنطقة وتعريفهم بالعدوان التركي وحرب الشعب الثورية.
للفن دور مهم في توعية المجتمع إذا ما تم توجيهه نحو الطريق السليم، وهذا ما يفعله مركز باقي خدو للثقافة والفن الذي أطلق حملة توعوية لعرض أعمال مسرحية تتضمن فقرات حول ما تتعرض له المنطقة.
وانطلقت الحملة في 30 من تموز/يوليو الفائت بعنوان "بحناجرنا وفننا سندحر الاحتلال ونبني وطناً رائعاً". وتتضمن العديد من الفقرات الفنية والغنائية والموسيقية وعرض عدد من المسرحيات.
وحول الحملة قالت الممثلة المسرحية وعضو مركز باقي خدو للثقافة والفن ليلى أحمد أنه بإمكان الجميع أخذ دورهم في الدفاع عن أرضهم "من خلال نشاطاتنا الفنية نعمل على توعية شعوب المنطقة ونعرفهم بشكل أكبر على حرب الشعب الثورية التي نخوضها ضد الانتهاكات التركية لنحمي أرضنا ومكتسباتنا".
ويعد الفن الهادف توثيقاً للواقع المعاش، كما أنه طريقة للتوعية كما تؤكد ليلى أحمد "مسرحياتنا التي نعرضها خلال حملتنا تظهر حقيقة الدولة التركية وعدوانها على مناطقنا، واستخدامها للمرتزقة في حربها ضدنا".
التوعية عبر المسرح
وترى ليلى أحمد أن ما تمر به المنطقة مرحلة حساسة تستوجب من الجميع أخذ دورهم في الحماية والتوعية، "يرتكب الاحتلال التركي ومرتزقته جرائم حرب في المناطق المحتلة، كما أن اعتداءاته المتكررة على مناطقنا تخالف اتفاقيات حقوق الإنسان، ولذلك ارتئينا نحن العاملين في المجال الفني أخذ دورنا للتعريف بهذا العدوان"، مشيرةً إلى أن "هذا النوع من الفعاليات والنشاطات له مكانة خاصة لدى شعوب المنطقة".
وأضافت "نحن بحاجة ماسة لبدأ حملات توعوية بطرق مختلفة ومميزة لذلك سنقدم عروض متنوعة للأهالي في طرقات وشوارع وحدائق مقاطعة كوباني، ومن جانب آخر نسعى لزرع الابتسامة على وجوه أهلنا، تلك الفرحة التي سلبت منهم بسبب العنجهية التركية".
وأشارت إلى أنه سيشارك في الفقرات المسرحية فرق الأطفال للمسرح وفرق أخرى "نعمل لكي تشارك كافة الفرق التابعة لمركز باقي خدو الغنائية والمسرحية بفقراتها خلال الحملة، وستتضمن المسرحيات مواضيع اجتماعية وفنية وأخرى حول الروح الثورية لدى الشعوب".
"المسرح مرآة المجتمع ومن خلاله سنحمي أرضنا"
وأكدت ليلى أحمد أن للمسرح والمجال الفني أهمية كبيرة "يعتبر المسرح مرآة المجتمع ولأننا نمثل مجتمعنا وشعبنا كان من الضروري مساهمتنا في مواجهة الاحتلال التركي، فهذه ليست الحملة الأولى لنا ففي ذكرى مجزرة كوباني قدمنا هذا النوع من المسرحيات والنشاطات، وكان هنالك إقبال كبير على عروضنا لأن كل شخص يجد نفسه في القضية التي يتم عرضها".
وأضافت "من خلال أعمالنا المسرحية سنتقاسم مع أهلنا آلامهم بفقدان أبناءهم جراء الاعتداءات التركية، وسط صمت دولي مطبق، فالعالم كله يشاهد معاناتنا وقتلنا وتهجيرنا لكنه لا يحرك ساكناً لذلك علينا المقاومة والدفاع عن أنفسنا بالسلاح والعمل والفن أيضاً".
ووصفت الاحتلال التركي بـ "العدو الذي يسعى دوماً لإمحاء ثقافة الشعوب ووجودها"، مبينةً أنه "لن نسمح لها بتحقيق أحلامها". متسائلةً "أين الدول والمنظمات التي تقول بأننا نحمي حقوق الإنسان لماذا يغضون النظر عن الجرائم التركية في مناطق شمال وشرق سوريا وقتل الأبرياء".
واختتمت ليلى أحمد حديثها بالتأكيد على أن أملهم كبير في تحقيق أهداف الحملة وعلى رأسها توعية المجتمع بالسياسات التركية "نعمل للتعريف بالمؤامرات التي تحاك ضدنا والتي تأخذ أشكالاً عديدة ومنها الحرب الخاصة، للحفاظ على مكتسبات ثورتنا والإنجازات النسوية التي تحققت بفضل ثورة 19 تموز وتضحيات شهدائنا".
يذكر أنه ستستمر الحملة بعرض فقرات فنية ومسرحية في طرقات وأحياء كوباني إلى حين تقدم كافة الفرق التابعة للمركز فقراتها.