الشرق الأوسط... الأطماع الغربية ومخطط استعباد الأرض والإنسان (2)

الأطماع الغربية ليست حديثة العهد وتعود جذورها إلى الإمبراطورية الرومانية، والاجتياح المغولي ثم الحملات الصليبية فالاحتلال العثماني وما تبعها من استعمار أوروبي، وزرع للفتنة بين مكونات بلدان الشرق الأوسط تسببت في حروب طائفية وأخرى إرهابية.

سناء العلي

مركز الأخبار ـ مؤامرات كبيرة وخطيرة تحاك ضد الشرق الأوسط فالاستعمار والاحتلال لم يعودا التحديين الوحيدين اللذين تواجههما الشعوب، بل إن المؤامرة بدأت تأخذ أشكالاً أكثر خطورة تلعب على فكر الشرقيين لتصيبهم بعقدة النقص فيركضون لاهثين وراء التطور الغربي مغيبين عن حقيقتهم.  

موقع الشرق الأوسط الجغرافي في قلب العالم، إضافةً لامتلاكه ثروات مهمة على رأسها النفط والغاز الطبيعي والفوسفات، وفي جغرافيته أهم الممرات البحرية التي تصل الشرق بالغرب وتعد حلقة وصل بين قارات العالم، وهو مركز العلوم والفكر والأدب من رياضيات وفلك وطب وفيزياء، كل ذلك جعله محط أطماع القوى العالمية.

اليوم تعد أمريكا امبراطورية عظيمة برزت كقطب أوحد في العالم بعد تفكك الاتحاد السوفييتي ويرى القائد عبد الله اوجلان أنه جرى توسعها بغير رغبة منها نسبياً وكضرورة فرضت ذاتها عليها نسبياً، وأن المناطق التي توسعت فيها تتميز بفوضاها العميقة والأزمات الإضافية التي ستتسبب فيها كل من العراق وأفغانستان لوحدها، ساطعة أمام الأنظار، بالمقابل فإن البلدان تعلن تبعيتها لأمريكا لأن ما من خيار آخر أمامها، حيث تكاد تنعدم الظروف الداخلية والخارجية المساعدة على المواجهة والتحدي اعتماداً على خوض تجربة "سوفياتية" ثانية.

نظام الهيمنة يعمل على خلق الأزمات وإدارتها فالنظام الرأسمالي مر بحروب كبرى في القرن العشرين، فالشعوب، ورغم عجزها حتى الآن عن تأسيس نظمها الذاتية؛ إلا إنها بلغت الوضعية التي تخولها للإعراب عن إرادتها الديمقراطية إزاء سلطة الدولة والسياسة.

 

الاستعمار القديم

الاستعمار والاحتلال ليستا بظاهرتين حديثتي العهد فلطالما كانتا أداتي الغرب للسيطرة على الشرق الأوسط ونهب خيراته والاستيلاء على موقعه المهم، ويمكن تقسيم الاستعمار لعهدين قديم وحديث.

ويتمثل الاحتلال القديم في الإمبراطورية الرومانية أو كما عرفت بالبيزنطية التي استولت على شرق البحر الأبيض المتوسط حتى نهر الفرات عبر البلقان في القرن الأول ق.م، وكما يحدث اليوم من ارتهان للخارج تحالفت الدولة الغسانية التي حكمت سوريا وفلسطين وشمال الحجاز حتى المدينة المنورة، وعاصمتها في مرتفعات الجولان، مع الرومان، حتى أطيح بها من قبل جيوش المسلمين في القرن السابع الميلادي.   

واهتم الرومان بتدمر التي تميزت بموقعها الجغرافي، فشكلت في العالم القديم نقطة تقاطع لعدة طرق تجارية، وواجهت الملكة التدمرية زنوبيا هذه الاطماع فقادت عصياناً على الإمبراطورية الرومانية، ورغم أنه لم ينجح إلا أنها أثبتت ضرورة المقاومة ورفضت الرضوخ.  

فيما ظهرت الحروب الدينية مع الديانات التوحيدية الثلاث، وباسم الفتوحات سيطرت جيوش الإسلام على الشرق الأوسط حتى وصلت إلى أوروبا، والهند، حاملة معها العروبة والإسلام، كدين وثقافة جديدتين لسكان هذه الأرض، لترد جيوش أوروبا بما يعرف بالحملات الصليبية، من أواخر القرن الحادي عشر حتى الثلث الأخير من القرن 13، والهدف الأساسي منها السيطرة على القدس، ولها تأثيرات باقية حتى اليوم ومنها تباعد وانشقاق الكنيستين الغربية والشرقية، وجعلت المسيحيين من اللاعبين الأساسيين في الشرق الأوسط.  

 

الإسلام حركة اشتراكية مبكرة

يختلف العالم تجاه حقيقة الإسلام وتعاليمه والجرائم المرتكبة باسمه منذ أيام الفتوحات وحتى عهد التنظيمات الإرهابية في العقود الأخيرة، لكن لا بد من الإضاءة على حقيقة مهمة وهي أن الإسلام وبعيداً عن كونه ديناً، استطاع توحيد العرب وجعلهم قوة، ومحاربة الرأسمالية من خلال مفهوم "الزكاة"، ليكون حركة اشتراكية مبكرة في العالم، فهذا الدين الذي حكم المنطقة منذ القرن السابع حتى منتصف القرن 11م، توافقت الكثير من مبادئه مع أهداف الاشتراكية بمفهومها الذي يعرفه العالم اليوم وهو منع الفرد من استغلال رأس المال للثراء على حساب المجتمع، وضرورة إشراف الإدارة المسؤولة عن البلاد على الاقتصاد.   

 

الاستعمار الحديث

الاستعمار الحديث أو الجديد يعرف بأنه يعمل ضمن منظومة الرأسمالية والعولمة والاستعمار الثقافي للتأثير على بلد نامي بدلاً من الأساليب الاستعمارية الكلاسيكية والمتمثلة بالحروب العسكرية، وبذلك استمرت جهود الغرب في إضعاف الشرق الأوسط لتسهل السيطرة عليه.

وقبل أكثر من قرن من الزمن شكلت كل من بريطانيا وفرنسا قوتين كبيرتين سيطرتا على مناطق واسعة من العالم، وكان هدفهما الشرق الأوسط، وارتكبتا مجازر بحق شعوبه وسرقتا خيراته، وتم التأثير بشكل كبير على ثقافته.

فرنسا استعمرت المغرب 44 عاماً، والجزائر 132 عاماً، وسوريا 21 عاماً، كما استعمرت أفريقيا (ساحل العاج، والسودان، وغينيا، وداهومي، وموريتانيا، والنيجر، والسنغال، وبوكينا فاسو)، لما يزيد عن مئة عام، ومصر 30 عام، وعملت خلال عام 2011 على تدمير ليبيا.

فيما بريطانيا التي سيطرت على نحو 24 بالمئة من مساحة العالم، وصفت نفسها بـ "الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس"، واستعمرت الهند 200 عام، والخليج 150 عام، والعراق 25 عام، وانهت انتدابها على فلسطين بتوقيع وعد بلفور الذي خلق أزمة حقيقية في الشرق الأوسط، وأشعل فتيل فتنة ناره قتلت وما زالت تقتل الأبرياء.

واستعمرت الهند وباكستان وبنغلاديش وميانمار منذ بداية القرن 19 حتى منتصف القرن 20، وخلال الحرب العالمية الثانية هاجمت إنكلترا إيران طمعاً بحقول النفط، وعام 2003 هاجمت العراق وارتكبت مجازر بحق العراقيين أحد شواهدها سجن أبو غريب، ومن يومها يعيش العراق أزمة سياسية، وانتشرت الطائفية بشكل كبير. كما أن إيطاليا وخلال 40 عام ارتكبت مجازر بحق الشعب الليبي، واحتلت أثيوبيا 6 سنوات. 

ولم تنتهي هذه السيطرة إلا بحصول المستعمرين على حقوق اقتصادية وحتى سياسية، ليبقوا سيطرتهم على شعوب المنطقة، فمثلاً بين عامي (1913ـ 1923) حصلت بريطانيا على ضمانات من حكام الخليج لمنح امتيازات لشركات نفط بريطانية، وطالبوهم باستثمار عوائد النفط الفائضة في بريطانيا، ولكن نتيجة لاكتساب الأفكار القومية العربية شهرة في الستينات وما بعدها تعرض الوجود البريطاني لضغوطات، لينسحب لكنه احتفظ بقدر كبير من النفوذ في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية. 

 

الدولة القومية  

للإسلام دور بارز في نشوء الدولة القومية عندما أعلى من "العروبة، والإسلام"، على حساب القوميات والديانات المختلفة والتي يتميز بها الشرق الأوسط فكان من أبرز ضحايا هذه القومية الأمازيغ في شمال أفريقيا، والذين أسلم معظمهم رغماً عنهم، وأصبحت لغتهم اليوم مثار استهجان من حولهم، وطمست تقاليدهم التي تعود للمجتمع الأمومي.

حدود الدولة مناقضة للطبيعة الجغرافيا وكذلك بالنسبة لتنوع وحراك المجتمع البشري، كما أن هذه الحدود السياسية تتصدر لائحة المخترعات الاجتماعية المتغيرة بأقصى سرعة، فتكريس المساحات المرسومة افتراضياً ونقشها إلى هذه الدرجة في أذهان المواطنين وكأنها موجودات مقدسة أزلية وسرمدية وائتمانهم عليها إنما يعني إنشاء أكبر القضايا وأكثرها تعقيداً فالاهتمام الكبير بحدود الدولة يؤدي لاستملاك البشر وتسخيرهم وتبضيعهم وتجييشهم بحيث لا يبقى فرق بين الوطن وبين السجن، كما يتم فرض التجانس اللغوي والثقافي.

الدولة القومية تعادل الرأسمالية في التعبير عن نظام تفاقمت فيه القضايا الاجتماعية إلى أقصاها بدلاً من صياغة الحل الاجتماعي، فهي شكل التحول السلطوي الأقصى.

 

الاستشراق أداة الاستعمار

الاستشراق هو أسلوب يميز بين الشرق والغرب، حيث يقدم الغرب نفسه على أنه متفوق ويحق له السيطرة على الشرق "المتخلف"، وإعادة هيكلته وسلطته.

وساهم الاستشراق بدعم الأطماع الغربية، كما ساهمت العديد من الأحداث في وضوح هذه الأطماع في الشرق الأوسط خلال القرنين الأخيرين فهزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وتشتت القوى التحررية ساهم في وقوع بلاد الشام ضحية للتقسيمات البريطانية والفرنسية، لتسيطر بريطانيا على العراق وشرق الأردن وفلسطين، فيما حصة الفرنسيين لبنان وسوريا.

ومن خلال اتفاقية سايكس بيكو تم وضع الحدود المعروفة اليوم لبلاد الشام، وطمست هويات العديد من شعوب هذه المنطقة ووضع كيان "دولة قومية عربية"، يناسب مصالح الغرب لتبقى إثارة النعرات الطائفية سلاح بيدهم تضعف أي محاولة شعبية تحررية للنهوض.

يقول إدوارد سعيد وهو أحد المثقفين والمنظرين المهمين على الصعيد العالمي أن الشعب الكردي أبرز ضحايا اتفاقية سايكس بيكو، ويرى أنه لو تم تشكيل بلد كردي في أوائل القرن العشرين لتم إنقاذ ملايين الأرواح التي راحت ضحية التعصب القومي.

ولم تكتفي القوى الأوروبية الرأسمالية باتفاقية سايكس بيكو التي ما يزال خطرها قائماً حتى اليوم بل نسفت اتفاقية سيفر وأبدلتها بـ "لوزان".

وتحت مسمى "الانتداب"، وهو فرض الوصاية على البلدان التي نالت حريتها من الاحتلال العثماني، نهبت كل من بريطانيا وفرنسا خيرات الهند والدول العربية.

ومع اكتشاف النفط في شبه الجزيرة وتحديداً في العام 1932 في السعودية، ثم في باقي بلدان الخليج أصبح للمنطقة أهمية كبيرة، وبدأت مخططات الغرب في تقسيم المنطقة وفق مفهوم "فرق تسد"، تظهر جلياً، وتحول الصراع بين شركات النفط الغربية على منابع النفط يدخل ضمن سياسيات هذه الدول، فالنفط الذي ساهم بالنهضة الاقتصادية العالمية هو أحد أبرز أسباب استهداف المنطقة منذ مطلع القرن العشرين.

 

سياسة فرق تسد ودعم الإرهاب

لم يسمح الغرب بإقامة أنظمة سياسية تتبع الإرادة الشعبية، وفعل كل ما يمكنه من أجل منع ذلك، فتمت شيطنة أي شخصية أو حركة تنادي ببناء نظام لا يرتبط بالخارج.

ولابد من الإشارة إلى موضوع بالغ الأهمية وهو دعم الغرب للحركات "الجهادية"، في الشرق الأوسط، ويعود ذلك إلى العام ١٩٧٩ عندما حاربت أمريكا السوفيات في أفغانستان حيث اعتمدت المخابرات الأمريكية على تغذية التطرف لدى شباب افغانستان لمحاربة السوفيات، وهذا الفكر هو ما انتهجته طالبان بعد ذلك بأقل من 10 سنوات عندما تأسست أخطر التنظيمات السلفية باسم القاعدة عام 1988.

وبررت التدخل في أفغانستان والشرق الأوسط وخططت لـ "شرق أوسط جديد"، بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 على برجي التجارة العالميين، وهناك تقارير تؤكد تعاونها مع حركة الإخوان المسلمين بعد الربيع العربي، وبريطانيا ليست بأفضل فلم تتورع عن احتضان جماعة الإخوان المسلمين في مصر منذ ثلاثينيات القرن الماضي.

وأفشل الغرب جميع ثورات الربيع العربي عندما استخدم نفس الورقة ضد شعوب المنطقة وهي ورقة الطائفية فقدم الدعم لأطراف على حساب أطراف أخرى، وطمس الحركات الوطنية والتحررية، وأنشأ منظمات إرهابية ودعمها، ودفع الوكلاء في المنطقة لدعمها لوجستياً وإعلامياً، فأبو بكر البغدادي كان معتقلاً في "غوانتانامو" ثم أفرج عنه بعفو أمريكي ليعلن بعدها بستة أشهر تأسيس مرتزقة تحمل اسم "الدولة الإسلامية في العراق".

كما غذا الغرب الصراعات وأشعل فتيل عدد منها كما في حربي الخليج الأولى والثانية، كذلك أثر تفكك الاتحاد السوفييتي في عام 1991، على صعود الإمبريالية العالمية.

 

الهلال الشيعي

يرمز الهلال الشيعي للمنطقة الممتدة من البحرين إلى إيران ثم العراق فسوريا ولبنان وهو مصطلح سياسي يعبر عن المنطقة التي يمثل فيها الشيعة غالبية السكان، ويعتبر الهلال الشيعي مشروع إيران في المنطقة، وهو أحد أوجه الفتنة الطائفية التي تم العمل على تغذيتها منذ وفاة النبي محمد والصراع على السلطة بعده، ليصبح المسلمين سُنة وشيعة يتصارعون على الحكم، ولتبقى هذه المذهبية جمرة مشتعلة طوال الوقت في الشرق الأوسط تساهم في تفككه أكثر فأكثر.

 

نهب الخيرات وتجويع الشعوب

الاستعمار لم ينتهي فما تزال الدول الرأسمالية تهيمن على اقتصاد البلدان العربية من خلال شركاتها وسياساتها الاقتصادية، وربط كل شيء بالدولار وهو أحد أشكال التحكم الاقتصادي، الذي أدى لإفقار بلدان بأكملها.

ويمكن النظر إلى العديد من الأحداث على أنها استمرار للاستعمار بطرق غير مكشوفة كالوصاية الفرنسية على لبنان، والتصريحات المحرجة للرئيس الأمريكي السابق ترامب للسلطات في السعودية، وما يحدث في ليبيا وفي اليمن والسودان وسوريا من دعم جهات محلية مرتهنة للخارج.

تاريخ الغرب حافل بعمليات النهب لثروات وخيرات الشرق الأوسط، فذريعة امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل مكنت الولايات المتحدة الأمريكية من غزو البلاد وسلب خيراتها من ثروات باطنية ومعدنية وزراعية، وكشف تقرير نشره مجلس العلاقات الخارجية أن أمريكا متخوفة مما يقوم به صدام حسين منذ عام 2000، حيث بدأ يتعمد فتح وغلق صنابير النفط بحسب ما يعتقد أنه من مصلحة بلاده الاستراتيجية، واعتقدوا أنه من المحتمل أن يسحبه من السوق لفترة طويلة من أجل الإضرار بالأسعار.

وظهرت هذه الأهداف بشكل واضح عندما قررت الإدارة الأمريكية تغيير قوانين النفط العراقية بعد الغزو، ووصلت قيمة النفط المسروق لـ 150 مليار دولار.

وعندما اكتشفت أمريكا بعد احتلالها لأفغانستان الثروة الباطنية الهائلة من المعدن لم تساعد في تحسين اقتصاد البلاد المنهكة وجعلها أحد أهم مراكز التعدين في العالم، بل زعمت أن "وزارة المناجم الأفغانية ليست مستعدة للتعامل مع تلك الكميات من المعادن، نحن نحاول مساعدتهم"، وسعت للحصول على عطاءات بشأن حقوق التعدين.  

ولأن الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي كان واعياً للأطماع الغربية ونهب الشركات لـ 90 بالمئة من إجمالي إنتاج النفط، عمل على نقل معظم شركات النفط في البلاد إلى القطاع العام، وهو ما يوضح السبب الحقيقي لتأجيج الصراع في البلاد منذ العام 2011، خاصةً ما كشفته العديد من التقارير عن سرقة النفط الليبي بعد ذلك، فمقابل حصول "المجلس الوطني الليبي" على الدعم الفرنسي تعهد لها بنسبة 35 بالمئة من إجمالي النفط الليبي الخام، وخلال 8 سنوات خسرت البلاد 750 مليون دولار سنوياً، أما في سوريا سرق 82 بالمئة من النفط.

وفي أفريقيا تراجع التدخل الفرنسي العسكري لكن فرنسا استمرت في سياساتها الاستعمارية، ففي عام 1961 وقعت اتفاقية مع 14 بلد، وألزمتها بدفع مبالغ كبيرة مقابل البنى التحتية التي أقامتها خلال فترة استعمارها، كما التزمت تلك الدول بوضع 85% من احتياطيات النقد الأجنبي لديها في خزانة البنك المركزي الفرنسي.