شنكال... مقاومة الإيزيديين تفشل كافة الهجمات

تستمر هجمات الدولة التركية على شنكال دون هوادة استمراراً لخطة إبادة الإيزيديين، لكن مقاومة وإصرار وموقف الإيزيديين يُفشل كافة الهجمات.

ميديا هاوار

شنكال ـ في الثالث من آب/أغسطس 2014، نفذ داعش إبادة جماعية بحق الإيزيديين في شنكال، وقُتل آلاف الإيزيديين وكان الهدف الأول لداعش النساء الإيزيديات، وتم اختطاف وبيع الآلاف منهن.

 

شُنت هجمات على قادة الإيزيديين

استكمالاً للخطة التي لم يتم تنفيذها في عام 2014، لا تزال الهجمات مستمرة على شنكال من قبل القوة التي أرادت تدمير المجتمع باسم داعش، وتحاول اليوم تدمير النظام الذي أسسه المجتمع بالهجمات الجوية، ويتم استهداف القادة الإيزيديين بشكل خاص، في محاولة منهم ترهيب الإيزيديين وإجبارهم على التراجع خطوة إلى الوراء، ولكن موقف الإيزيديين، كلما دفعوا ثمناً أكبر، أصبحوا أقوى.

ومن دفع الثمن والتضحيات الأكبر هم النساء الإيزيديات اللواتي تم بيعهن في أسواق النخاسة واللواتي تعرضن للاغتصاب، لذلك أصبحت أفكار وفلسفة القائد عبد الله أوجلان شرارة ومصدر إلهام للمرأة الإيزيدية. بدأت المرأة تعيش على هذا الإلهام ونهج الحرية. لقد نظمن أنفسهن الآن، ومن أجل التمكن من الانتقام من العدو وصد الهجمات ومنع حدوث إبادة جماعية، لم تقبل الإيزيديات أبداً العبودية والألاعيب التي تتعرض لها شنكال، ولم يسلموا مجتمعهن لأي شخص. إن تأسيس حركة حرية المرأة الإيزيدية TAJÊ والحماية العسكرية وحدات YJŞ هو أمل جميع النساء الإيزيديات، واليوم تتوسع الأعمال والأنشطة في شنكال ويتزايد عدد المقاتلات.

وفي شنكال، من الجانب السياسي إلى الجانب العسكري، قمن بتنظيم أنفسهن في كافة المجالات، وقمن بخلق إرادة من رحم المعاناة، لقد وصل المجتمع إلى مستوى يستطيع اليوم أن ينظم نفسه على أساس فكرة، ويدير نفسه، ويحمي نفسه، ويقدمها للعالم. لسنوات، حاول الجميع استخدام المجتمع الإيزيدي وإدارته، لكن الآن أصبحت الإدارة الذاتية للمجتمع الإيزيدي مثالاً ونموذجاً في العالم.

 

الإدارة الذاتية الديمقراطية هي نموذج

المجتمع الإيزيدي لا يسمح بتنفيذ السياسات في شنكال، ولا يجوز للعراق أن يمارس سياسة الإبادة في الداخل. ولم ينس المجتمع الإيزيدي أن الإيزيديين تعرضوا للهجوم على أراضي العراق، ويعد اتفاق 9 تشرين الأول الذي تم التوصل إليه بخطة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وتركيا والعراق، أحد أبرز الهجمات. لن يتم تنفيذ خطة وقرار لا يتضمن إرادة ورأي الإيزيديين الذي يرون أن هذه الاتفاقية هي استمرار لخطة الإبادة في عام 2014 بالرغم من أن الإيزيديين كانوا يدعمون دائماً السلام والاستقرار في العراق. لقد حاولت الإدارة الذاتية الديمقراطية لشنكال، من أجل قبول وضعها مع العراق، الكثير عبر الوسائل السلمية، ولكي يتمكن الإيزيديين من الحصول على حقوقهم سواء في البرلمان أو في الجانب العسكري والسياسي طرحوا نموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية.

لقد كان موقف الإيزيديين دائماً هو النضال حتى النهاية بغض النظر عن الثمن والتضحيات التي يقدمونها، فإنهم لا يتراجعون أبداً. لقد وصل المجتمع إلى النقطة التي يعرف فيها أنه إذا لم يضحوا اليوم، فسيتعين عليهم الاستسلام إلى جهة ما. الاستسلام بمثابة الموت والإيزيديين لا يقبلوا ذلك، ولم يدفعوا الثمن اليوم فقط، فعبر التاريخ، دفع ثمن وقدم التضحيات من أجل اسمه وعقيدته مرات عديدة. لقد صمد الإيزيديين في وجه كافة أشكال الهجمات. هدفه وغرضه هو أن يكون قادراً على حماية شعبه وأراضيه والعيش بشكل مستقل، والحصول على استقلال شنكال على أرض الواقع.

 

نموذج الإدارة الذاتية يمنع الإبادة

شنكال بنيت نفسها على أفكار وفلسفة القائد عبد الله أوجلان. إنه نموذج يسمح للمجتمع أن يدير نفسه بنفسه، وهو نموذج للدفاع عن النفس والحماية ضد كافة السياسات الخارجية، ويعتبر المجتمع الإيزيدي نفسه عائداً لهذا النموذج، لذلك لا يسمح بتنفيذ سياسة التدمير والإنكار عليه.

ويمكننا القول إن مستوى النضال في شنكال في ذروته، واتفاقية 9 تشرين الأول، وحركة اللقاءات بين تركيا والحزب الديمقراطي الكردستاني والحكومة العراقية دليل على ذلك. الدولة الفاشية التي نشأت على قتل الناس إذا رأت النظام الديمقراطي في مكان ما تعتبره خطراً وتفعل كل ما في وسعها لتدميره وهذا هو الوضع الحالي للدولة التركية.

في 24 آذار/مارس 2017، تعرضت جبال شنكال لأول مرة للقصف من قبل الطيران الحربي التابع للدولة التركية المحتلة، وعلى إثر ذلك استشهد طفل، وأيضاً في هذا الهجوم تعرض وادي كرس للقصف، ولم تتوقف تلك الهجمات عند هذا الحد، ويستمر الصمت العالمي حتى يومنا هذا، ويتم قصف عشرات الأماكن المشافي، المنازل، الخ. كما يتم استهداف القوة التي قاتلت داعش ودمرتها، لكن مقاومة الشعب مستمرة وخاصة الأمهات اللواتي قلن إنه لا يمكن لأي قوة أن تكسر إرادة هذا المجتمع، وأن "إذا استشهد منا 100 شخص سنضيف إلى قوتنا 200 شخص".