"شعارنا السلام ونستنكر هذه التجاوزات بحقنا" عائدات من مقاومة السد تؤكدن
يتعرض سد تشرين لهجمات عنيفة يشنها الاحتلال التركي ومرتزقته، بينما يواصل أهالي إقليم شمال وشرق سوريا فعالية المناوبة لحماية السد من الانهيار وإيقاف هجمات الاحتلال.
نورشان عبدي
كوباني- أكدت نساء مقاطعة الفرات في إقليم شمال وشرق سوريا المشاركات في مقاومة سد تشرين الذين عادوا من مناوبتهن بأن هجمات وانتهاكات الاحتلال التركي لن تضعف من إرادتهن في حماية مكتسبات ثورتهن.
عاد أمس السبت 18 كانون الثاني/يناير نساء وأهالي مقاطعة الفرات المشاركين في مقاومة سد تشرين من مناوبتهم بعد أربعة أيام على متن السد، وهذه المرة الثانية التي يشارك فيها أهالي مقاطعة الفرات في فعاليات المناوبة، وكان في استقبالهم حشد كبير من الأهالي وسط أجواء من الفرح تحيي مقاومتهم وإرادتهم الصلبة في مواصلة المقاومة رغم وحشية هجمات الاحتلال التركي.
تستمر مقاومة أهالي إقليم شمال وشرق سوريا المناوبين على سد تشرين بشكل دوري من مقاطعات الجزيرة والرقة والطبقة والفرات ودير الزور، رغم الاستهداف المتعمد من قبل الاحتلال التركي للقوافل المتواجدة على السد، بالإضافة إلى استهداف جسم السد الذي يتناوب عليه المئات من أهالي إقليم شمال وشرق سوريا.
ورغم أنه تم استهداف المدنيين الذي أسفر عن عدد كبير من الشهداء والإصابات وبينهم صحفيين ونساء وأطفال إلا أن الأهالي مصممين على حماية سد تشرين من مرتزقة الاحتلال التركي بإرادة وعزيمة قوية، لأن انهيار السد ينذر بكارثة إنسانية ستلحق قطاع المياه والكهرباء وكذلك البيئة كونه يعتبر مصدر للحياة.
ومع عود أهالي مقاطعة الفرات تعرض مرة أخرى المناوبين مع الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف على السد للقصف مخلفاً قتلى وجرحى وحسب العدد الأولي الذي تم التأكد منه بلغ عدد الإصابات 21 إصابة.
"تركيا ترتكب جرائم حرب بحق شعوب المنطقة"
وعن مشاركتها في فعالية المناوبة على سد تشرين بهدف حمايته قالت ألماز رومي من مدينة كوباني بمقاطعة الفرات "منذ ما يقارب شهر يستهدف الاحتلال التركي مناطقنا من بينهم السدود والجسور وكذلك المدنيين دون رادع، ومن واجبنا الوطني والإنساني حماية السد ومكتسبات شعبنا من اعتداءاته".
وأكدت "سنحمي السد ولن نسمح للاحتلال التركي الاقتراب منه وتدميره"، مشيرة إلى الهجوم الذي تعرضوا له أثناء توجههم إلى سد تشرين "عندما اقترابنا من محيط السد بدأت الطائرات التركية الحربية والمسيرة باستهداف المدنيين بشكل وحشي ورغم وقوع قتلى وجرحه واصلنا مسيرتنا نحو السد وأكملنا مناوبتنا".
وأضافت "نحن شعب المنطقة تعرضنا لأبشع أنواع الظلم والانتهاكات من قبل الاحتلال التركي ولكن دائماً المقاومة والصمود هو قرارنا وهذا ما يزيدنا إيماناً بالنصر".
"الاحتلال التركي يتركب هذه المجازر على مرء العالم وليس هنالك من يوقف هذه المجازر لذلك يواصل هجماته دون أي رادع من أحد لأن صمت الدولي هو تهيئ الأرضية لمواصلة هجماته علينا" هذا ما أكدته خلال حديثها مطالبة بضرورة تحرك المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان لإيقاف تلك المجازر.
نسرين محمد حمو كانت أيضاً من العائدين من فعاليات المناوبة والتي اعتبرتها مقاومة تاريخية والمشاركة فيه فخر. مشيرة إلى وحشية الهجمات التي يرتكبها الاحتلال التركي على سد تشرين "المناوبين على السد هم مدنيين عزل لا يحملون السلاح، قرروا حماية منشآتهم الحيوية لأنها مصدر حياة بالنسبة لهم ورغم ذلك يتعرضون لهجمات عنيفة بشكل متعمد ويغضون النظر عن رسالة السلام التي تحملها قوافل المدنيين من أجل إيقاف هذه الهجمات".
وعن الهجوم الأخير الذي تعرض له المناوبين أثناء عودتهم أوضحت "مناوبتنا الثانية كأهالي مقاطعة الفرات من ضمنها مدينة كوباني على سد تشرين استمرت لمدة أربعة أيام، وفي لحظات خروجنا من السد، وبدء مناوبة أهالي مقاطعة الجزيرة شنت تركيا هجمات بطائرات مسيرة وحربية واستهدفت المدنيين دون رادع".
وناشدت في ختام حديثها المجتمع الدولي "يجب على العالم والمجتمع الدولي إيقاف الاحتلال التركي ومرتزقتها عن قتلها للأهالي في إقليم شمال وشرق سوريا، لأننا شعب شعارنا السلام ونستنكر هذه التجاوزات بحقنا".
وكما كان ضمن الوفد العائد من سد تشرين نازحات شركسيات من مدينة تل أبيض المحتلة القاطنين في مخيم تل سمن في إقليم شمال وشرق سوريا، أكدن على مقاومتهن بوجه الاحتلال التركي وتضامنهن مع المقاتلين الذين يحمون سد تشرين.