روكسان محمد: عودة داعش إلى الواجهة مؤشر على الخطر المحدق بسوريا بأكملها

أكدت الناطقة باسم وحدات حماية المرأة، روكسان محمد، أن داعش يحاول إعادة إحياء نفسه من خلال خلاياه النائمة والتي تشكل خطر على سوريا بأكملها.

حسنا محمد

الحسكة ـ خلال سنوات ثورة روج آفا التي تأسست على مبادئ الديمقراطية، المساواة، الحرية والعدالة، حاول داعش باستمرار تقويض هذا النظام وضربه. في مواجهة هذا الفكر، تواصل قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وحدات حماية المرأة (YPJ)، وحدات حماية الشعب (YPG)، وشعب إقليم شمال وشرق سوريا نضاله بكل مكوناتها.

هزيمة داعش في كوباني، الرقة، والعديد من المناطق الأخرى في إقليم شمال وشرق سوريا لاقت صدى عالمياً، وفي المجال الأمني، تمكنت قوات حماية المنطقة من القضاء على داعش، لكن حتى الآن لا تزال خلاياه تحاول مرة أخرى إعادة إحياء نفسها في المنطقة.

مخيم الهول يُعد من أخطر المخيمات في إقليم شمال وشرق سوريا، حيث تقيم فيه آلاف العائلات والأطفال المنتمين لداعش، كما ظهرت العديد من محاولات إحياء نفسه، لكن بفضل مقاومة قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة ووحدات حماية الشعب، تم إحباط هذه المحاولات.

 

"على الجميع الاتحاد للقضاء على داعش"

وفيما يتعلق بمخاطر إعادة إحياء خلايا داعش في إقليم شمال وشرق سوريا، وفي سوريا بشكل عام، قدمت الناطقة باسم وحدات حماية المرأة روكسان محمد، تقييماً لوكالتنا، مؤكدة على أهمية النضال المشترك في وجه هذه المحاولات.

سلطت روكسان محمد الضوء على تجدد نشاط داعش والمخاطر التي يفرضها على منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره، مشيرة إلى أن محاولات داعش لم تقتصر على المنطقة فحسب، بل امتدت لتطال مناطق متعددة حول العالم، موضحة أن الهدف الأساسي لداعش هو إعادة إحياء أيديولوجيته المتطرفة وتنشيطها من جديد "أفكاره لا تزال حاضرة، وقدرته على التكيف والتخطيط لم تتلاشَ بعد".

وأضافت "هناك حاجة إلى مقاومة ونضال أكبر وأقوى. يجب على جميع الأطراف أن تتحد في نضال مشترك من أجل القضاء على فكر داعش. نحن، كقوات حماية مستمرون في نضالنا ضد هذا الإرهاب منذ عام 2014 بكل الوسائل الممكنة". وفي المجال الأمني، أوضحت أن فكر داعش قد تم القضاء عليه، لكنه يحاول من جديد أن يعيد نفسه إلى المجتمع من خلال الهجمات والضغوطات.

وبينت أن داعش يرى في الأماكن التي تفتقر إلى النظام أو المؤسسات فرصة لإعادة إحياء نفسه "يحاول داعش أن يعيد نفسه داخل المجتمع في الأماكن التي لا يوجد فيها نظام أو مؤسسات. في سوريا اليوم، بسبب غياب نظام ديمقراطي، لا يتحقق الأمان والاستقرار، وترتكب العديد من المجازر، وهذا يسمح لداعش بأن يستغل هذه الثغرات ويعيد إحياء نفسه".

وأوضحت "هذا يُظهر أنه إذا لم يكن هناك تعاون شامل، فلن يكون من السهل القضاء على خطر انتشار داعش. في سوريا، إذا لم يكن هناك نظام ديمقراطي في مواجهة فكر داعش، فإن ذلك سيشكل أرضية لإعادة إحيائه"، مشيرةً إلى أنه بعد سقوط نظام البعث، أصبح الشعب السوري ينتظر بناء نظام ديمقراطي، لكن الوضع الحالي يعارض هذا الحلم "كان الشعب السوري ينتظر نظاماً يعترف بهوية جميع مكوناته، إلا أن النظام الذي وصل إلى السلطة، وتحديداً جهاديي هيئة تحرير الشام بقيادة الجولاني، عارض رغبات وأحلام الشعب السوري، ولا يقبل بجميع الهويات، وخاصةً وجود المرأة. وفي هذا السياق، سعت الإدارة الذاتية منذ انطلاق ثورة 19 تموز وحتى الآن إلى الحوار والتفاهم للوصول إلى سوريا ديمقراطية لامركزية، حيث يمكن لمكونات سوريا أن تأخذ مكانها في الدستور بثقافتها وهويتها".

 

الحملات الأمنية مستمرة

وقالت "تم استهداف العمليات التي خطط لها داعش لإعادة تنظيم نفسه داخل وخارج المخيم، ولتفكيك شبكاته التي أنشأها كوسيلة لإعادة نشاطه، ونتيجة لهذه العمليات، تم اعتقال 11 من عناصر داعش وتفكيك شبكاتهم. في إقليم شمال وشرق سوريا تُنفذ عمليات مستمرة من أجل القضاء على محاولات إعادة إحياء داعش".

وأشارت إلى أن "النساء في مخيم الأطفال يواصلن نشر فكر داعش، وهذا يُنذر بأننا قد نواجه مرحلة خطيرة قادمة"، مضيفةً "ثورة روج آفا تأسست على مبادئ الإنسانية وحماية المرأة، ولهذا فإن نضالنا مستمر من أجل حماية المرأة والمجتمع. الهجمات التي تُنفذ تستهدف وجود النساء، ولهذا فإن الدفاع الذاتي مهم جداً".

وبينت أن "الأحداث التي وقعت في مناطق مختلفة من سوريا، حيث لم تستطع النساء تنظيم أنفسهن أيديولوجياً، لذلك أصبحن هدفاً رئيسياً للهجمات. ففي السويداء واجهن المجازر والاضطهاد بسبب ضعف تنظيمهن. وفي شنكال حدث الشيء ذاته"، مؤكدة أنه "إذا لم يكن هناك دفاع ذاتي، فلن يكون هناك حياة كريمة، حرة وديمقراطية".