نساء سمسور: زرعنا التبغ ولكن لا نملك مكان لتخزينه

أكدت نساء مدينة سمسور بشمال كردستان أن زراعة التبغ تعد مصدر دخل رئيسي لأهالي المدينة.

مدينة مامد أوغلو

سمسور ـ بدأت الزراعة في حقول القرى التي تضررت بشدة جراء الزلازل الذي كان مركزه مدينة مرعش في وقت متأخر من المعتاد في هذا العام، وفي سمسور التي تتمركز فيها زراعة التبغ، يتم العمل على زراعة التبغ في هذه الأشهر بسبب مشاكل السكن والمياه.

يجني سكان بلدة بليان التي بدأت بأعمال الزراعة بعد شهرين من وقته، أرباحاً من خلال تجفيف التوت وحصاد الحمص بالإضافة إلى التبغ، فالنساء اللواتي تكافحن من أجل البقاء بالرغم من كل شيء، تواجهن مشكلة في عدم تأمين مكان من أجل وضع التبغ الذي زرعنه.

بلدة باليان التي تضررت بشدة جراء الزلزال، ودمرت عشرات المنازل فيها كما ولحقت بالعديد منها أضراراً جسيمة، في المدينة التي فقد فيها ما يقارب 70 شخصاً حياتهم، ويواجه المواطنون/ات صعوبة في الحصول على مكان يقيمون فيه على الرغم من مرور خمس أشهر على الزلزال.

 

زراعة التبغ مصدر دخل لهم

قدرت يتر إحدى سكان بلدة باليان ذكرت بأنهم قاموا بزراعة كافة المحاصيل في وقت متأخر من بعد الزلزال، وأن نساء البلدة تجمعن التوت وتقمن ببيعه بعد تجفيفه "نزرع العديد من المحاصيل منها التوت والحمص والتبغ، نتواجد في الحقل كل يوم، وبسبب الزلزال الذي ضرب المدينة في السادس من شباط الماضي لم نتمكن من القيام بعملنا لفترة طويلة، والآن علينا العودة إلى العمل من جديد".

وأضافت "بقينا في الخيام لفترة طويلة، والآن نعيش في غرفة مسبقة الصنع، لكنها تحتوي على ثقوب وبإمكان المياه تتسرب إليها، ونتيجة الأوضاع الصعبة في ظل عدم تأمين مستلزماتنا واحتياجاتنا الخاصة، نحاول كسب قوت يومنا من خلال بيع التبغ والتوت".

 

"بدون زراعة التبغ سنتضور جوعاً"

ولا تختلف زخى دميرتاش عن سابقتها، حيث قُدمت لها غرفة مسبقة الصنع تتسرب إليها المياه بسبب وجود ثقب فيها، ولذلك كانت تُجبر على البقاء في المنزل المتضرر بشدة، وذكرت بأنها عندما طالبت بتغيير الغرفة طالبوها بالمال مقابل ذلك.

وأشارت إلى أنهم لا يستطيعون البقاء في الخيمة بسبب خوفهم من الحيوانات والحشرات مثل الثعابين والعقارب، مؤكدةً على أن الأشخاص الذين تضررت منازلهم جراء الزلزال لم يتم تحسين أوضاعهم "لقد انتظر الناس حينها أياماً ليموتوا تحت الأنقاض، وبعد مرور أسبوعين قدموا لنا الخيام، وكانت تقيم سبع عائلات في الخيمة الواحدة، وانتظرنا لشهور على وصول غرف مسبقة الصنع والتي لا نستطيع البقاء فيها بسبب الثقوب، لذلك أذهب وأبقى في المنزل المتضرر بشدة، لأنني مجبرة على ذلك".

ولفتت إلى أنهم يفكرون بما سيفعلونه عندما يقومون بحصاد التبغ الذي زرعوه من أجل كسب بعض المال "لقد قمنا بزراعة التبغ، ولكن ليس لدينا منزل حتى نضع فيه هذا التبغ بعد حصاده، لقد تدمرت كل منازلنا، إذا لم يقم الناس هنا بزراعة التبغ، فلن يتمكنوا من تأمين احتياجاتهم في الشتاء، التبغ هو مصدر رزقنا الوحيد وقد قمنا بزراعته في وقت متأخر هذا العام بسبب الزلزال".

 

"لا نملك مكان"

بدورها قالت شكران أرجان إنهم لا يملكون مكان يضعون التبغ فيه "بسبب تدمير منازلنا جراء الزلزال لم يعد لدينا مكان آخر لنضع فيه التبغ، لذلك سنضطر على بيعه وهو لا يزال مخضراً".

وأشارت إلى أنه "اعتدنا على زراعة التبغ في آذار/مارس، ولكن في هذا العام بسبب الزلزال تأخرنا في زراعته، فحتى اليوم هناك من يذهب ويزرع، إن مصدر رزق الناس هنا هو التبغ، إذا لم يقوموا بزراعته فسيتضورون جوعاً، لذا علينا جميعاً أن نزرع. لا أعرف ما الذي سيحدث بأوضاع الناس، على الحكومة بناء منازل للأهالي حتى يتمكنوا من الاستمرار في العيش، لقد أصبح الطقس حاراً، ولم يعد بإمكان أي شخص بعد الآن البقاء داخل خيمة أو غرفة مسبقة الصنع".