السودان... المعارك متواصلة والاحتياجات الإنسانية في تنامي

شددت المنظمات الإنسانية على ضرورة تخصيص ممرات آمنة لعبور المساعدات إلى المتضررين من النزاع خاصةً في موسم الأمطار الذي يتسبب في فيضانات تودي بضحايا وتعيق الحركة على الطرقات.

مركز الأخبار ـ في وقت تستمر فيه الاشتباكات في السودان، حذرت منظمة أطباء بلا حدود من أن النزاع المتواصل يهدد بتفشي الأمراض، لا سيما الحصبة وسوء التغذية بين الأطفال في مخيمات النازحين.

أفادت وسائل الإعلام تجدد المعارك في العاصمة السودانية الخرطوم ومنطقة بحري، بحسب ما أفاد شهود عيان، في الوقت الذي حذرت فيه الأمم المتحدة من أن ما يشهده الإقليم قد يرقى إلى "جرائم ضد الإنسانية"، والنزاع فيه يتخذ أكثر فأكثر أبعاداً عرقية.

وأدى النزاع الدائر في البلاد بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى مقتل أكثر من 2800 شخص ونزوح أكثر من مليونين و800 ألف شخص، وأشارت منظمة أطباء بلا حدود من أن ولاية النيل الأبيض، باتت تستقبل "أعداداً متزايدة" من النازحين.

وأوضحت منظمة أطباء بلا حدود أن "تسعة مخيمات تستضيف مئات آلاف الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال"، محذرةً من أن "الوضع حرج"، في ظل الاشتباه بحالات حصبة وسوء تغذية لدى الأطفال، مؤكداً زيادة معدل الوفيات وسط الأطفال في السودان.

ولفت إلى أن معظم مراكز غسيل الكلى في دارفور توقفت عن الخدمة، وهناك تحذيرات من انهيار الوضع الصحي شمال الإقليم.

ودعت ممثلة منظمة اليونيسف مانديب أوبراين عبر حسابها على تويتر، إلى "توسيع نطاق توزيع الأغذية العلاجية، وعمل مجموعات الرعاية الصحية الأولية لعلاج الأطفال المصابين والمرضى في غرب دارفور".

وكان قد حذر الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس من نقص إمدادات المياه والغذاء والدواء والكهرباء، لافتاً إلى أن 70% من المرافق الصحية خارجة عن الخدمة، حيث كان قد حذر من انتشار واسع لسلسلة من الأمراض الوبائية في السودان نتيجة تدهور النظام الصحي نتيجة النزاع الدائر، وعجز المنظمة وغيرها من المنظمات الدولية والحكومية للوصول إلى المناطق المتضررة.

كما أعلن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في الشرق المتوسط أن حوالي 4 ملايين طفل وامرأة حامل ومرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد في البلاد "أكثر من 100 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد مع مضاعفات طبية ويحتاجون إلى رعاية متخصصة"، محذراً من احتمال انتشار الأوبئة مع قدوم موسم الأمطار بسبب قلة مياه الشرب.

وأشار إلى توقف جهود مكافحة ناقلات الأمراض لاحتواء حمى الضنك والملاريا، وهو ما يثير القلق، معرباً عن مخاوفه من تفاقم سوء التغذية مع عدم القدرة على الوصول إلى الأسواق المحلية أو دفع ثمنها، فضلاً عن توقف عمليات برنامج الأغذية العالمي.

وأكدت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل الحكومية، تسجيل حالات جديدة من العنف الجنسي ضد النساء في الخرطوم ودارفور، خصوصاً في مدينة الجنينة، مركز ولاية غرب دارفور، وجاء في بيانها الذي نشرته عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن "إجمالي حالات الاعتداء الجنسي في الخرطوم بلغ 42 حالة" في حين "سجلت في الجنينة 21 حالة عنف جنسي مرتبط بالنزاع".

وسبق لوحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل الحكومية أن سجلت 25 اعتداءً جنسياً في نيالا عاصمة جنوب دارفور، معربةً عن قلقها الشديد إزاء "تنامي ظاهرة الاستهداف العرقي للنساء والفتيات".

وأعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عن قلقها المتزايد إزاء تنامي الاحتياجات الإنسانية للمتضررين من الأزمة السودانية، في ظل استمرار ارتفاع أعداد النازحين، بينما لا تزال إمكانية توصيل المساعدات محدودة بشكل كبير، نتيجة انعدام الأمن وقلة سبل توصيل المساعدات الإنسانية، ونقص التمويل.

وأكدت مفوضية اللاجئين أن عدم إمكانية الوصول إلى المناطق المتضررة يعيق عملية توفير الموارد والخدمات الأساسية للمدنيين المستضعفين "نشعر بالقلق بشكل خاص إزاء تدهور الأوضاع في غرب دارفور، حيث تشير تقارير تلقيناها من زملائنا في الميدان إلى أن الصراع قد وصل إلى مستويات تنذر بالخطر، مما يجعل من المستحيل عملياً إيصال المساعدات الإغاثية للسكان المتضررين، كما يوجد عدد متزايد من المدنيين المصابين ضمن صفوف اللاجئين، الذين وصلوا إلى تشاد مؤخراً".