نساء السليمانية يقدن مبادرة إنسانية لإغاثة المتضررين من الفيضانات

في أعقاب موجة الفيضانات التي ضربت منطقة جمجمال، أطلق أهالي مدينة السليمانية بإقليم كردستان حملة إنسانية استمرت يومين لتقديم الدعم للمتضررين، وقد لعبت النساء دوراً محورياً في تنظيم الحملة وتوفير المستلزمات الضرورية.

السليمانية ـ في الثامن من كانون الأول/ديسمبر الجاري، ضربت موجة قوية من الأمطار الغزيرة مناطق واسعة في إقليم كردستان والعراق، متسببة بفيضانات اجتاحت عدداً من المدن وأدت إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، وفي أعقاب هذه الكارثة، بادر مواطنون من مختلف المناطق إلى إطلاق حملة تهدف إلى دعم المتضررين وتعويض الضحايا.

شهدت مدينة السليمانية انطلاق حملة إنسانية تهدف إلى مساندة سكان منطقة جمجمال والمناطق المجاورة لها، وذلك على مدى يومين كاملين، ولعبت النساء دوراً محورياً في تنظيم وجمع المساعدات، حيث شاركن بفعالية في تلبية احتياجات المتضررين.

وامتدت الحملة لتشمل مختلف قطاعات المدينة، مركزةً على توفير المستلزمات الأساسية مثل المواقد والسجاد والمواد الغذائية، إضافة إلى معدات التدفئة والتجفيف وغيرها من الضروريات الملحّة التي يحتاجها ضحايا جمجمال في هذه المرحلة.

وأوضحت بافرين سليمان فقيه محمود، رئيسة لجنة التدقيق في مدينة السليمانية، أن الحملة استمرت على مدار يومين، مؤكدةً أن هذا النوع من المبادرات يعكس تقليداً راسخاً لدى أهالي السليمانية في مد يد العون وقت الأزمات، وقد شملت الحملة جمع التبرعات النقدية، والمواد الغذائية، والسلع الأساسية، إضافة إلى مستلزمات غير مستخدمة، وخلال هذين اليومين، تمكن القائمون عليها من جمع نحو 60 مليون دينار عراقي و10 آلاف دولار أمريكي، فيما وصلت يومياً 17 شاحنة محملة بالإمدادات إلى منازل المتضررين.

وعن الدور البارز الذي اضطلعت به النساء خلال الحملة، أشارت إلى أنهن كنّ في غاية النشاط سواءً في جمع التبرعات أو في توفير المساعدات، إذ تولّين جمع الطعام والمواد وإرسالها مباشرة إلى جمجمال. وأكدت أن الأولوية في هذه المرحلة هي توفير الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والملابس والأدوات المنزلية كالفراش والسجاد "أن المساعدات لا تشمل أي مواد قديمة أو غير صالحة، بل تقتصر على الأشياء الجديدة وغير المستخدمة، إضافة إلى الطعام والملابس التي يتم شراؤها من الأسواق لضمان وصول الدعم المناسب للضحايا".