مؤتمر ستار: لن نقبل أن يكون مستقبلنا مرهوناً بذات السياسات التي أنتجت معاناة النساء لعقود
أكد مؤتمر ستار أن أي مؤتمر يُعقد دون النساء دون تمثيل حقيقي وصوت مسموع، هو مؤتمر غير شرعي، وأي عملية سياسية لا تأخذ في الحسبان نضال النساء وتضحياتهنّ هي عملية ميتة قبل أن تبدأ.

مركز الأخبار ـ في الخامس والعشرين من شباط/فبراير الجاري، عقد في العاصمة سوريا دمشق مؤتمر ما يسمى بالحوار الوطني والذي شهد غياب مجموعة من المكونات في سويا، إضافة إلى إقصاء النساء.
تنديداً بعدم دعوة النساء والقوى الديمقراطية الحقيقية إلى ما يسمى بمؤتمر "الحوار الوطني" أصدر مؤتمر ستار اليوم الخميس 27شباط/فبراير، بياناً جاء فيه "جاءت نتائج المؤتمر الوطني لتكشف مجدداً عن عقلية الإقصاء والإنكار التي لطالما كانت السبب في أزمات هذا البلد، ففي وقت تحتاج فيه سوريا إلى مشروع وطني حقيقي يعبّر عن حقوق جميع المكونات والأديان والفئات، نجد أنفسنا أمام مشهد مكرّر حيث تُعاد صياغة السلطة بأدوات قديمة، ويُفرض الواقع نفسه بوجوه جديدة، لكن بعقلية لم تتغير، عقلية تقصي النساء وتهمشهن، وكأن أصواتهن وتضحياتهن لم تكن يوماً جزءاً من هذا النضال الطويل".
وأشار البيان إلى أن ما "شهدناه في هذا المؤتمر لا يعبر عن الإرادة الحقيقية لشعب عانى من القمع والاستبداد، بل هو محاولة مكشوفة لإعادة إنتاج نظام قائم على التمييز، حيث يتم التعامل مع النساء وكأن وجودهن في الحياة السياسية مجرد تفصيل، أو صورة تُستخدم لتجميل مشهد زائف، لكننا نرفض أن نكون مجرد واجهة لمشاريع لا تعترف بنا ولا تعطي لحقوقنا أي وزن، لسنا أرقاماً تُضاف إلى قوائم الحضور ولسنا شهود زور على عملية سياسية عقيمة تُعيد إنتاج التهميش وتكرّس سياسات الإقصاء".
وأكد مؤتمر ستار من خلال البيان على أن "النساء وقفن في مقدمة النضال وقاتلن ضد الاستبداد والتطرف، ودفعن الثمن الأكبر من النزوح والاعتقال والاغتيال، ورغم ذلك لا يزال مصيرهن يُقرَّر في مؤتمرات مغلقة، دون أن تمنحن حق التعبير عن قضاياهنّ، وأن يكون لهنّ دور حقيقي في صياغة مستقبل هذا البلد، كيف يمكن الحديث عن حل سياسي، بينما يتم استبعاد نصف المجتمع؟ كيف يُبنى مستقبل سوريا فيما تُقصى النساء اللواتي حملن العبء الأكبر في الحرب والسلام على حد سواء؟".
وشدد المؤتمر في بيانه على أنهم كحركة نضالية تؤمن بأن لا حرية لشعب دون حرية المرأة "نؤكد أننا لن نقبل أن يكون مستقبل سوريا مرهوناً بذات السياسات التي أنتجت معاناة النساء لعقود، إن ما جرى في مؤتمر الحوار الوطني هو استكمال لنهج تهميش النساء، وإقصاء القوى الديمقراطية الحقيقية، واستمرار للعقلية الذكورية التي لم تتعلم من دروس الماضي، هذه ليست خطوات نحو الحل بل نحو تعميق الأزمة، وهذه ليست بداية جديدة بل استنساخٌ مشوّه لفشل قديم".
ونوه البيان إلى أن أي مؤتمر يُعقد دون النساء، دون تمثيل حقيقي وصوت مسموع، هو مؤتمر غير شرعي، وأي عملية سياسية لا تأخذ في الحسبان نضال النساء وتضحياتهنّ هي عملية ميتة قبل أن تبدأ "لن نسمح بأن تُفرض علينا خيارات لا تمثلنا، ولن نصمت أمام هذه المشهد السياسي الذي يحاول دفن حقوقنا وإرادتنا تحت ستار التوافقات المزعومة".
وأكد بيان مؤتمر ستار في ختامه على "كنساء لسنا هامشاً ولسنا بديلاً نحن أساس الحل وجوهر الديمقراطية، ومن لا يرى ذلك فهو لا يسعى إلا لإعادة إنتاج الاستبداد بوجهٍ جديد".