موجة هجرة مواطني سردشت إلى الدول الأوروبية ـ 1

تواجه مدينة سردشت أزمة هجرة خطيرة فهناك عوامل مختلفة أجبرت السكان على الهجرة منها الضغوط الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تفاقمت في الآونة الأخيرة.

روجين قادري 

سردشت ـ في السنوات الأخيرة، واجهت مدينة سردشت بشرق كردستان والتي يبلغ عدد سكانها حوالي 120 ألف نسمة، أزمة هجرة من سردشت إلى الدول الأوروبية، وبحسب إحصائيات غير رسمية، فقد هاجر خلال السنوات الخمس الماضية حوالي 14 ألف شخص.

قالت الناشطة المدنية ليلى. ك (اسم مستعار)، من مدينة سردشت "هاجر الكثير من الشباب مؤخراً من مدينة سردشت، لذلك نرى عدداً أقل من الشباب في الشوارع، كما بقي عدد أقل من الشباب في سردشت الذين يعتقدون إذا لم تكن هناك هجرة، فقد أصبحت الأزمة منتشرة على نطاق واسع لدرجة أن أكثر من 300 شاب هاجروا من قرية واحدة فقط. هناك عائلات باعت كل ممتلكاتها وأرسلت جميع أبنائها وبناتها إلى إحدى الدول الأوروبية، وجميع الهجرات تقريباً تكون على شكل لجوء وتتم عن طريق البر والجو والبحر".

وعن أسباب الهجرة، أوضحت أن "هناك عوامل مختلفة تؤثر في الهجرة من مدينة سردشت إلى الدول الأوروبية، أولها الضغوطات الاجتماعية والسياسية التي واجهتها المدينة في السنوات الأخيرة، وكان لهذه الضغوط أثرها الواسع على حياة المواطنين، ومن العوامل المهمة لهذه الهجرة هو فرض الضغط الاقتصادي على الأهالي من خلال إغلاق الحدود ونقص البنية التحتية، كما يعد الفقر والبطالة من الأسباب الرئيسية للهجرة، وأدى القمع والتمييز وفرض الفقر من قبل الحكومة الإيرانية إلى شعور العديد من سكان هذه المدينة، وخاصة الخريجين/ات، بأنه ليس لديهم مستقبل في إيران والتفكير في الهجرة إلى بلدان أخرى".

كما ذكرت ليلى. ك الإحصائيات المتعلقة بعدد مواطني سردشت الذين هاجروا "بحسب إحصائيات غير رسمية، هاجر ما يقارب 14 ألف شخص من مدينة سردشت إلى الدول الأوروبية في السنوات الخمس الماضية، وتظهر هذه الإحصائية أن الهجرة من هذه المدينة أصبحت ظاهرة واسعة الانتشار وتشمل النساء والرجال وحتى الأطفال".

وقالت (ش. م)، إحدى النساء التي هاجرت مع عائلتها هذا الصيف "نبحث أنا وزوجي وطفلي عن خيارات الهجرة منذ العام الماضي. لم نرغب في المرور عبر طرق خطيرة مثل البحر أو البر، لذلك قررنا التقدم بطلب للحصول على تأشيرة للسفر إلى إيطاليا جواً، فطلبوا 10 آلاف يورو لكل واحد منا للحصول على التأشيرة، وكانت التكلفة باهظة وكان مصدرنا الوحيد هو عقار قمنا ببيعه، كما اقترضنا بعض المال من الأقارب لتغطية التكاليف. بعد بضعة أشهر، تمكنا من الحصول على التأشيرة، والآن تقدمنا ​​بطلب اللجوء في ألمانيا".

وعن أسباب هجرتهم، تقول "في الماضي كنا نملك محلاً لبيع الملابس وكنت أعمل فيه أنا وزوجي، لكن وضع السوق تغير بحيث لم يعد لدينا أي دخل. إغلاق الحدود وارتفاع الأسعار شكلا ضغطاً كبيراً على الاقتصاد. اضطر زوجي إلى العمل في التهريب وخاطر بحياته عدة مرات، ولكن على الرغم من المخاطر العديدة، بالكاد تمكنا من تغيير حياتنا، لذلك منذ خريف العام الماضي، قررنا الهجرة".

من جانبها قالت بريناز. أ (اسم مستعار)، وهي شابة من سردشت، اضطرت لمغادرة إيران بعد مشاركتها في احتجاجات العام الماضي "العام الماضي خلال بداية الانتفاضة، شاركت مع صديقاتي في الاحتجاجات، وخاصة أثناء تواجدي في الجامعة، تم الاتصال بي عدة مرات من قبل رجال الأمن، وفي نهاية الشتاء اتصلت الأجهزة الأمنية بأرقام أفراد عائلتي وطلبت مني الذهاب إلى إدارة المخابرات. كنت أعلم أنني إذا ذهبت سيرفعون قضية ضدي وسيتم اعتقالي، لذلك قررت عائلتي الهجرة إلى تركيا وأقمنا هناك لبضعة أشهر، ثم ذهبنا إلى أوروبا وتقدمنا الآن بطلب اللجوء في المملكة المتحدة".