محتجون يطالبون بمحاسبة المسؤولين بعد انهيار السدين

نظم المئات من سكان مدينة درنة في شرق ليبيا مظاهرة، مطالبين بمحاسبة المسؤولين بعد انهيار السدين مما أدى إلى مقتل وإصابة ألاف من السكان.

مركز الأخبار ـ بعد أسبوع على إعصار "دانيال" الذي اجتاح مدن الشرق الليبي وخاصة مدينة درنة، وعقب انهيار السدين نتيجة الفيضانات بدأت احتجاجات في المدينة لأول مرة بعد الإعصار مطالبين السلطات بمحاسبة المسؤولين الذين تسببوا في تفاقم تداعيات الكارثة.

شهدت مدينة درنة أمس الاثنين 18أيلول/سبتمبر احتجاجات واسعة نظمها السكان مدينة درنة مطالبين السلطات بمحاسبة المسؤولين بعد مضي أكثر من أسبوع على مقتل وفقدان الآلاف من سكان المدينة، بعد انهيار سدين نتيجة الفيضانات لتجرف أحياء بأكملها مع سكانها إلى البحر.

وتجمع المئات من السكان أمام المسجد الكبير في المدينة مترددين شعارات مناهضة لسلطات الشرق الليبي وهتف المحتجون "الشعب يريد إسقاط البرلمان "،"اللي يسرق واللي خان يشنق في الميدان".

وألقي خلال الاحتجاج بيان باسم سكان درنة دعا فيها المحتجون النائب العام في ليبيا بالإسراع بنتائج التحقيق في الكارثة التي طالت المدينة، واتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية ضد كل من له يد في إهمال أو سرقات أدت إلى الكارثة دون التستر على أي مجرم.

وحث البيان مكتب الدعم في ليبيا التابع لهيئة الأمم المتحدة بفتح مكتب له بمدينة درنة وبشكل عاجل للبدء الفعلي بعملية إعادة إعمار مدينة درنة وتعويض جميع المتضررين، إلى جانب المطالبة بحل مجلس مدينة درنة وإعادة تشكيله من داخل المدينة" وبـالتحقيق في الميزانيات السابقة التي خصصت للمدينة.

وأضاف البيان "نحن من تبقى من سكان درنة لن نرضى بغير ما طالبنا به، ولن تفلح معنا أي أساليب تحذيرية أو مصطلحات، ولن نتأخر في إعادة إعمار درنة حتى تعود كما كانت ولن نتسامح مع كل من كان سبباً في الإهمال والفساد أدى بنا إلى هذا".

وفي مشاهد بتتها وسائل الإعلام توجه عدد من المحتجين إلى منزل قيل إنه لرئيس البلدية وعمدوا إلى إضرام النار فيها مترددين بشعارات "دم الشهداء ما يمشيش هباء".

وأفادت وسائل الإعلام أن رئيس حكومة الشرق الليبي أعلن بعد ساعات قليلة على الاحتجاج بحل المجلس البلدي في درنة وفتح تحقيق بشأنه.

وتسببت الفيضانات الناجمة عن انهيار سدين تحت ضغط الأمطار الغزيرة التي حملتها العاصفة دانيال في العاشر من أيلول/سبتمبر في مدينة درنة الساحلية البالغ عدد سكانها 100 ألف في شرق البلاد، في مقتل 3338 شخص وفقا لآخر حصيلة رسمية موقتة أعلنها وزير الصحة في الشرق الليبي.

وأعلنت الأمم المتحدة أمس الاثنين أن جميع وكالاتها وخصوصاً منظمة الصحة العالمية تحاول منع انتشار الأمراض وتجنب أزمة مدمرة ثانية في المنطقة، لافتة ً إلى أنه من المتوقع ارتفاع حصيلة القتلى، في وقت أعلن فيه الهلال الأحمر الليبي بأنشائه منصة لتسجيل عدد المفقودين مطالباً السكان بتقديم معلومات عمن فقد أثرهم.

وبعد انهيار السدين نتيجة ضغط الفيضانات جرفت المياه التي ارتفعت أمتارا عدة، أجزاء من المدينة في مشهد اشبه "بالتسونامي" وتواصل فرق الانقاذ جهودها يومياً في انتشال عشرات الجثث تحت أنقاض الأحياء المدمرة أو التي جرفها البحر وكان انهيار السدين من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تفاقم آثار الكارثة، وأشارت التقارير إلى أن السدين لم يخضعا للصيانة منذ عقود بصورة أدت إلى تدهور حالتهما وأدت إلى انهيارهما.