اليونسكو تنشر تقريراً تكشف فيه عن تراجع حرية التعبير وتوثقه بإحصائيات

ذكرت اليونسكو في تقرير نشرته اليوم ضمن رصدها لتراجع حرية التعبير، بأن التقدم في مجال المساواة بين الجنسين قد توقف، في وقتٍ لا تزال فيه النساء يواجهن التمييز والعنف باستمرار.

مركز الأخبار ـ نشرت اليونسكو تقريراً كشفت فيه عن تراجع في حرية التعبير، رغم التطورات الإيجابية، بما فيها توسع نطاق وسائل التواصل الاجتماعي ونمو الصحافة الاستقصائية والتعاونية.

أوضح تقرير جديد لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عن أن حرية التعبير تشهد تراجعاً خلال الفترة ما بين عامي 2022 و2025، رغم بعض المؤشرات الإيجابية، وجاء ذلك في تقرير "الاتجاهات العالمية في حرية التعبير وتنمية وسائل الإعلام" الذي أصدرته المنظمة اليوم الاثنين 15 كانون الأول/ديسمبر وحمل عنوان "الصحافة...تشكيل عالم يسوده السلام".

ولفت التقرير إلى انخفاض بنسبة 10بالمئة في مؤشر حرية التعبير عالمياً منذ عام 2012، مسلطاً الضوء على ضعف الحوكمة، والعداء تجاه الصحفيين، وأزمة المناخ، والتضليل والمعلومات المضللة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، كما أشار إلى أن التقدم في مجال المساواة بين الجنسين قد توقف، فيما لا تزال النساء يواجهن التمييز والعنف بشكل مستمر.

وأكدت اليونسكو أن هذه الاتجاهات تقوض حقوق الإنسان، وحرية وسائل الإعلام وتعدديتها، والمواطنة المستنيرة.

ووثق التقرير الاتجاهات التي تقود إلى التراجع العالمي في حرية التعبير، مقدماً بيانات تعكس التحولات في حريات وسائل الإعلام من كانون الثاني/يناير 2022 إلى تشرين الثاني/نوفمبر 2025، ومن بين هذه الاتجاهات: انخفاض بنسبة 10بالمئة في مؤشر حرية التعبير عالميا منذ عام 2012، زيادة في الرقابة الذاتية بنسبة 63بالمئة، وتكثيف الحكومات والجماعات النافذة سيطرتها على الصحف والتلفزيون والإذاعة ووسائل الإعلام الرقمية بنسبة 48بالمئة، إضافة إلى تراجع الحرية الأكاديمية والفنية بنسبة 37بالمئة.

وحذر التقرير أيضاً من أن الصحفيين يواجهون اليوم مجموعة واسعة ومتزايدة من الهجمات، سواء الجسدية أو الرقمية أو القانونية، بما في ذلك الهجمات التي تجبرهم على الفرار من منازلهم، وسلط الضوء على أهمية وجود ضوابط وتوازنات مؤسسية قوية، بما فيها هيئات تشريعية فعالة ومتعددة الأطراف، وسلطات قضائية مستقلة، باعتبارها ضرورية لحماية حرية التعبير.

وأفاد التقرير بأنه خلال الفترة ما بين كانون الثاني/يناير 2022 وأيلول/سبتمبر 2025: قُتل 310 صحفيين، من بينهم 24 امرأة، فيما قتل 162 صحفياً خلال النزاعات، وفي عام 2025 وحده قتل 91 صحفياً، كما تعرض 70 بالمئة من الصحفيين البيئيين لهجمات بسبب عملهم.

وكشف التقرير أيضا عن تأثير المنصات الرقمية والذكاء الاصطناعي على الصحافة واستدامة وسائل الإعلام، وأفاد 97بالمئة من المشاركين في الاستطلاع الذي أُجري لصالح التقرير بأن لديهم فهماً أساسياً على الأقل للذكاء الاصطناعي، بينما أظهر التقرير أن أكثر من 40بالمئة من المشاركين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى، وأن ما يقرب من الثلث يستخدمونه لإنتاج محتوى عبر الإنترنت.

كما أوضح التقرير أن 87 بالمئة من المستطلعة آراؤهم قلقون بشأن التضليل الانتخابي، وأن 67 بالمئة تعرضوا لخطاب كراهية.

ولم يغفل التقرير الإشارة إلى التطورات الإيجابية، رغم الانخفاض العام في حرية التعبير، إذ سلط الضوء على تقدم ملحوظ في تطوير وسائل الإعلام والوصول إلى المعلومات، فقد حصل ما يقرب من 1.5 مليار شخص على إمكانية الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات المراسلة بين عامي 2022 و2025، اعترفت 96 دولة من أصل 194 دولة بوسائل الإعلام المجتمعية قانونياً بحلول عام 2025، وأشار التقرير إلى أن إدخال الاشتراكات المدفوعة يمثل اتجاهاً إيجابياً ضمن منظومة الإعلام، إلى جانب نمو الصحافة الاستقصائية والتعاونية.