ماريا بوزان: الاعتداء على الأطفال إبادة للمستقبل

أكدت المعلمة في مخيم مخمور للاجئين ماريا بوزان "الإساءة للأطفال يعني إبادة المستقبل".

برجين كارا

مخمور ـ منذ احتلال مقاطعة عفرين بشمال وشرق سوريا، في الثامن عشر من آذار/مارس عام 2018، يرتكب الاحتلال التركي جرائم وانتهاكات بحق المقاطعة وأهاليها، أمام أعين العالم أجمع تنفذ سياسة الإبادة والنهب، وكل يوم، يتم استهداف النساء والأطفال والاعتداء عليهم من قبل مرتزقته.

كانت من بين الانتهاكات التي مورست بحق أهالي المقاطعة حظر التعليم باللغة الكردية، وتغيير أسماء الشوارع والساحات والأحياء من اللغة الكردية إلى التركية. وقد قاد الحزب الديمقراطي الكردستاني والمجلس الوطني الكردي في سوريا (ENKS) سياسات القمع والإبادة الجماعية والنهب. ومؤخراً، افتتحت مؤسسة بارزاني الخيرية مركزاً للأطفال في عفرين تحت اسم "مركز الثقافة والفنون".

وفي الأول من تموز/يوليو الجاري، اعتدى عناصر من مرتزقة "الحمزات" على طفل في قرية جويق في عفرين، وقد أثار ذلك بالإضافة إلى صمت المجتمع الدولي حيال الاعتداءات على الأطفال والنساء ردود فعل غاضبة في كردستان.

 

"فشلت استراتيجية الدولة التركية في قتل الكرد"

عن الهدف من انتهاكات وهجمات تركيا ضد الكرد تقول ماريا بوزان المعلمة في مدرسة الشهيد رستم جودي الإعدادية بمخيم مخمور للاجئين "تركيا أقامت دولتها على المجازر والإبادات الجماعية ضد الكرد في مئوية لوزان، وأرادت أن يستمر على هذا النحو حتى يومنا هذا. وقد شهد هذا القرن خوض الكرد صراعاً لا مثيل له ودفاعهم عن أنفسهم وهويتهم وثقافتهم ولغتهم حتى وصلوا إلى مستوى الاعتراف بهم دولياً. فشلت استراتيجية الدولة التركية في القضاء عليهم. إنها تسعى لتنفيذ مجزرة أخرى ضد الكرد".

 

"يريدون إبعاد الكرد عن وجودهم وواقعهم"

ولفتت الانتباه إلى تعاون السلطات التركية مع حزب الدعوة الحرة HUDA PAR""، مشيرةً إلى أنه "في الانتخابات الأخيرة رأينا بشكل واضح تعاون السلطات التركية مع حزب الدعوة الحرة ومع الموالين لهم. ولأنهم لم يكونوا قادرين على مهاجمة الكرد من الناحية العسكرية، فإنهم يسعون إلى التأثير عليهم وفرض التعليم الديني في المدارس لإبعادهم عن أيديولوجيتهم وواقعهم ووجودهم تمهيداً للقضاء عليهم".

 

"يسعون لوضع الأطفال تحت خدمتهم"

وأضافت "يقول الحزب الديمقراطي الكردستاني أنهم افتتحوا مركزاً للأطفال في عفرين لتعليمهم لغتهم وكيفية التصرف إذا ما تعرضوا لإساءة المعاملة أو الاعتداء، ولكن في الواقع يريدون تعليمهم بذهنية الدولة التركية ليصبحوا مرتزقة ويعملوا لصالحها".

وتابعت "يقوم الحزب الديمقراطي الكردستاني وعائلة برزاني ببناء أعمق خيانة للشعب الكردي في هذا القرن. إنهم يخدمون الدولة التركية من جميع النواحي، لم تكن لتتمكن تركيا من دخول عفرين دون مساعدتهم. حالياً، لا يمكن لأي منظمة كردية دخول عفرين بأي شكل من الأشكال، كيف يمكن للحزب الديمقراطي الكردستاني فتح مركز للأطفال بسهولة. يريدون معاً إبادة الكرد هناك".

وعن موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يقوم بفرض الحصار على مخيم مخمور، تقول "في الوقت الذي يفرضون فيه الحصار على مخيم مخمور، يذهب الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى عفرين لتقديم المساعدة. نحن أهالي مخمور نعرف حقيقة الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهو من يقف وراء الهجمات التي نتعرض لها، في ظل الحصار لا يسمح لتلقي الأطفال خاصةً هؤلاء الذين يعانون من أمراض خطيرة من الخروج وتلقي العلاج".

 

"المجتمع الدولي يلتزم الصمت حيال ما يتعرض له الشعب الكردي"

وحول التزام المجتمع الدولي الصمت حيال ما يتعرض له الكرد، تقول "إن المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والأطفال والنساء، لا تقوم بواجبها، إنهم يلتزمون الصمت حيال ما يتعرض له الكرد بينما يناضلون من أجل شعوب العالم الأخرى".