ليلى قهرمان: الحوار هو الحل لسوريا جديدة ديمقراطية

أكدت الرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية ليلى قهرمان، أن سوريا تمر بمرحلة تاريخية وأن الحوار هو الطريق إلى الحل وبناء سوريا الديمقراطية والمتساوية.

رونيدا حاجي

الحسكة ـ مع انهيار نظام البعث الذي دام 61 عاماً ونظام الأسد الذي دام 54 عاماً، دخلت سوريا مرحلة جديدة وحساسة، أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، في بيان لها أنها تستطيع قيادة سوريا ديمقراطية جديدة، وعلى هذا الأساس أشارت إلى أن هناك ضرورة للحوار بين الأطراف.

فيما يتعلق بالتطورات في المنطقة، تقول الرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية ليلى قهرمان، أنه قبل عام 2011، لم يظهر لون الحياة السياسية والديمقراطية والمساواة في سوريا "المسيرة السورية التي نمر بها هي مرحلة مهمة وحساسة للغاية، وإذا نظرنا إلى تاريخ البلاد، فسنجد أنها مرت سنوات طويلة تحمل الكثير من المصاعب والمعاناة للشعب السوري ومكوناته، لم يكن هناك أي نوع من تطور الحياة السياسية والديمقراطية والحرية، وكان هناك عنف صارم للغاية، وقد خلق هذا أيضاً تأثيراً اجتماعياً، ولهذا السبب كان الشعب السوري دائماً في حالة من الاضطراب والهيجان، وفي عام 2011، برزت الانتفاضات إلى الواجهة".

 

"انهيار سوريا سببه عدم الاستماع للشعب"

وقالت ليلى قهرمان إن عدم الاستماع إلى الشعب السوري أخرج القرار السوري من أيدي السوريين "بعد سنوات طويلة من الحكم والقمع والدمار، ربط الشعب السوري كل آماله بانتفاضة 2011، لكن لم يكن هناك من يدير هذه الانتفاضة، فهاجم النظام السوري، وسجن الكثير من الناس، وقتلوا، واختفوا، وكان من المفترض أن يتجه الوضع السوري نحو الحل، لكن النظام السوري لم يستمع إلى صوت الشعب، والآن أخذت القوى الدولية والمحلية مكانها في سوريا وتحولت إلى مجموعات مسلحة، وخرج داعش وسُلب القرار السوري من أيدي السوريين، وبسبب ذلك، رأى الناس أنه منذ 14 عاماً تحدث الهجرة، وسافر الناس إلى الخارج، وحدثت أعمال نهب وانتهاكات وقتل في البلاد، لأنه لم يتم الاستماع إلى احتياجات ومطالب الناس، إذا كنتم تطالبون اليوم بالحرية والديمقراطية ولم تستمعوا إليهم، حينها لا يوجد صحة لما يتم قوله من الناحية العملية".

 

"تحققت الحرية والمساواة والديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا"

وشددت ليلى قهرمان على أهمية القبول بمسار الحوار "منذ اليوم الأول كان أمام النظام السوري طريقان، كان هناك طريق للحوار وطريق للعنف، لكنه اختار الأخير، ولو أنه اختار طريق الحوار لما شهدت سوريا كل هذا الخراب والدمار، وفي الوقت نفسه، بالنسبة لجغرافية سوريا، في قسم إقليم شمال وشرق سوريا، التي نظمت نفسها وتم تشكيل هيئة وإدارة ذاتية مستقلة وكان الناس يديرون أنفسهم تعتبر نموذجاً للحل، لأنها لم تتماشى مع الموجة الحالية، من المهم جداً أن تكون قادراً على حماية نفسك في الثورات أو في المواقف والأوضاع الصعبة المختلفة، وأن تكون قادراً على جمع وحماية جميع الأصول وهوية وثقافة المكونات، جيد جداً، في تاريخ سوريا، كان هناك الكثير من الحرمان من اللغات، واضطهاد وقمع المكونات وتركهم خارج هوية سوريا وحياتها، لكن في إقليم شمال وشرق سوريا، تم احتضان كل الهياكل والمكونات التي بقيت على أرضها ودافعت عنها، وفي الوقت نفسه تقاسموا خيراتها واستمروا في العيش هكذا، وهذا أمر مهم للغاية ونرى لحظات الحرية والمساواة والديمقراطية، وكانت الإدارة الذاتية تدعو دائماً إلى الحوار من أجل إيجاد حل أساسي للوضع في سوريا، لكن النظام السوري لم يستمع لهم، وتوجهت سوريا نحو الدمار وخلقت حرباً كبيرة بين السوريين".

 

"أمل الناس في عام 2011 خلق هذه المرحلة"

وقالت ليلى قهرمان إنه في الأيام الأخيرة من تشرين الثاني/نوفمبر نفذت هيئة تحرير الشام هجوماً على حلب  وحماه وحمص ودمشق "الناس هم من خلقوا هذه المرحلة بأنفسهم، الأمل الذي كانوا يتحلون به في 2011 لم ينكسر، وعلى الرغم من الظلم والقسوة والعنف الذي كان يحدث، نرى اليوم أن للشعب دور كبير جداً في الخطوة التي تم اتخاذها، إن الحراك الذي بقي بين الشعب عام 2011 عبر عن نفسه مرة أخرى، ولذلك فإن دور الشعب، هو دور رئيسي في إيجاد حل لبناء السلام والأمن".

 

"في بناء سوريا الجديدة لا بد من تواجد كافة المكونات"

وأشارت ليلى قهرمان إلى أن الدولة التركية المحتلة والنظام السوري أوصلا سوريا إلى وضع صعب "مجلس سوريا الديمقراطية يؤكد دائماً على أن الحوار لغة مهمة جداً في كافة المراحل التي يعيشها الناس، وخاصة في الوضع السوري، لذلك، من أجل بناء سوريا ما بعد الأسد الجديدة يجب أن تضم مختلف المكونات، هناك حاجة لجميع الهويات في سوريا، يجب أن يأخذوا مكانهم حتى لا يحدث مثل السنوات الأخرى ولا تتكرر المراحل السابقة، ولا يضطر الشعب الكردي إلى دفع ثمنها مرة أخرى، فمن الضروري تجنب حالة الطرف الواحد، ومن الضروري أن تجلس كل الأطياف معاً على طاولة الحل السياسي، لأن الشعب السوري عانى كثيراً خلال 14 عاماً، إن ما وصلت إليه سوريا اليوم هو خطأ النظام السوري من جهة والدولة التركية المحتلة من جهة أخرى، ولهذا السبب، ابتداء من اليوم، يجب أن يقرر الشعب السوري نفسه سوريا الجديدة".

 

"الحل السياسي هو وجود كل الأطياف"

وأوضحت ليلى قهرمان أن المرحلة التي تمر بها سوريا تتطلب التضامن والوحدة "الآن تم تشكيل حكومة جديدة لسوريا، ستدير سوريا خلال 3 أشهر، لكن هذه الحكومة مكونة من طرف واحد، يجب أن تشمل هذه الحكومة كل الأطياف، لأن هذه مرحلة يمكن للسوريين أنفسهم أن يقرروا فيها مصيرهم، ولذلك نرى أن الحل السياسي بكل الأطياف، لأننا بحاجة لبعضنا البعض في هذه المرحلة، حان الوقت لنتكاتف، لأننا نريد أن نبني سوريا ديمقراطية ومتعددة الأطياف".

 

"دعونا نرسم خارطة الحل السياسي لسوريا معاً"

وقالت ليلى قهرمان في ختام حديثها إن هناك مخاطر كبيرة أمامهم "يجب أن تكون الحماية أقوى، وفي الوقت نفسه يجب أن تكون الحلول أكثر انفتاحاً، وندعو جميع القوى الديمقراطية إلى الاجتماع مرة أخرى لوضع خطة وخارطة للحل السياسي في سوريا، إن وجود سوريا يمكن أن يتأسس بكل الهياكل والأطياف السورية والشخصيات والمنظمات الديمقراطية".