'لا لحجب الحقيقة نعم لحماية النساء'
قالت هيرو وكيل، رئيسة منظمة "نوى" لحماية البيئة وحقوق المرأة، إنه من غير المقبول منع الإعلام من تغطية جرائم القتل "يحاولون إظهار أن إقليم كردستان لا قتل فيه، لكن الواقع مختلف تماماً، ما يحدث يناقض هذه الصورة".

ميهربان سلام
حلبجة ـ بعد أن أصدر مكتب الإعلام والتوعية في إقليم كردستان بياناً في الأيام الأخيرة، يناشد فيه بوقف نشر أخبار جرائم القتل والعنف، تعتقد ناشطات أن الهدف من ذلك هو التغطية على هذه الحوادث وتجنيب القتلة من العقاب، وتريد السلطات إبقاء إحصاءات جرائم قتل النساء مجهولة، مما يزيد من انفتاح العقلية الأبوية على العنف ضدهن.
في وقت سابق من آب/أغسطس الماضي، قالت منظمة المرأة المستقلة في بيان لها إنه بينما تشير الأرقام الرسمية إلى مقتل حوالي 50 امرأة سنوياً في إقليم كردستان، فإن الأرقام الفعلية أعلى بكثير، وتُسجل العديد من الجرائم على أنها "انتحار وحوادث"، وأن السلطات تُهمل هذه القضية، لذلك يجب إطلاق حملة جادة لحماية حياة النساء.
هيرو وكيل، رئيسة منظمة "نوى" لحماية البيئة وحقوق المرأة، قالت "من غير المعقول منع وسائل الإعلام من النشر في بلد مليء بالعنف والقتل، في حين أن مهمة وسائل الإعلام هي أن تكون على دراية بأي حادث".
ووفقاً لرؤية هيرو وكيل، لا يمكن القول إن الخبر لم يُنشر، بل يُقال إنه نُشر عبر وسائل التواصل الافتراضي وتطبيقاتها مثل فيسبوك وسناب وإنستغرام، لأن الأطفال والشباب وكبار السن يشاهدون تلك المنشورات، ومن خلالها يُعرض القتل بينما لا تُنشر التسجيلات، إنهم يريدون أن يظهروا أن إقليم كردستان منطقة خالية من القتل، لكن الواقع مختلف تماماً.
وأشارت إلى أن أخبار القتل والاختفاء القسري تُنشر بطريقة غير مهنية، مؤكدةً أن أي مكان تُزهق فيه الأرواح يجب أن تُسلط عليه الأضواء، لأن التستر لا يخدم المجتمع، لذلك، من الضروري أن تُعرض هذه الأحداث عبر القنوات الإخبارية، تماماً كما هو الحال في جميع أنحاء العالم حيث توجد قنوات إعلامية عامة، ومن الخطأ منع الناس والمجتمع من معرفة حجم العنف المرتكب ضد النساء.
وأكدت على ضرورة أن يتحلى الإعلاميون بالوعي، مشددةً على أنه لا يجوز أن تقع حادثة ويقوم الإعلام بنقل خبر غير دقيق عنها، يجب أن يكون الإعلاميون يقظين لا أن يُمنعوا من التغطية، لأن ذلك يشكل خطراً في حال بقوا غير مطلعين على ما يجري.
وأوضحت أن "كل حادثة وكل نشاط في المجتمع المدني وحقوق المرأة يجب أن يُرصد ويُتابع كل ستة أشهر، وأن نكون على دراية بما يحدث"، مشددةً على ضرورة أن تتكاتف جميع الأطراف لمنع تنفيذ هذا القرار، وأن تُغيّر السياسات المتبعة، فلا يُمنع نشر أخبار القتل، بل يجب البحث عن الأسباب والحلول.
وقالت "عندما ترتفع نسبة القتل في بلد ما، يجب إيجاد حل جذري، لا التستر على الأمر وكأن شيئاً لم يحدث، أو منع نشر الخبر، ما نراه هو كارثة حقيقية، ويجب أن نعترف بها، كي لا ننتظر غداً كارثة أكبر".