كونفرانس نسائي يؤكد على أن البلديات نموذج للديمقراطية التشاركية بقيادة النساء

شدد كونفرانس "الجهود المجتمعية للمرأة ضمان بناء بلديات ديمقراطية"، على دور النساء في إدارة البلديات بإقليم شمال وشرق سوريا، كمحرك للتغيير الديمقراطي، وسط دعوات لبناء نظام لا مركزي تعددي، وتحذيرات من التدخلات الإقليمية وخطاب الكراهية الذي يهدد وحدة سوريا.

الحسكة ـ أكدت المشاركات في الكونفرانس الثاني لمجلس المرأة في اتحاد بلديات إقليم شمال وشرق سوريا على أهمية بناء نظام بلديات ديمقراطية نموذجية لسوريا بريادة النساء، كي تكون مثالية في خدمة المجتمع.

انطلق صباح اليوم الأحد 28أيلول/سبتمبر فعاليات الكونفرانس الثاني لمجلس المرأة في اتحاد بلديات إقليم شمال وشرق سوريا، تحت شعار "الجهود المجتمعية للمرأة ضمان بناء البلديات الديمقراطية"، شاركت فيها 200 مندوبة من عضوات البلديات إضافة إلى شخصيات من الإدارة الذاتية والأحزاب السياسية والتنظيمات النسائية.

 

 

بدأ الكونفرانس بكلمة ألقتها الرئيسة المشتركة لمجلس الشعوب في الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا سهام قريو، جاء فيها "هذا الكونفرانس ليس مجرد مناسبة إدارية بل محطة تاريخية تجند نضال المرأة في سبيل العدالة، المساواة، والمشاركة الفاعلة في إدارة شؤون المجتمع"، لافتةً إلى أن "المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا أثبتت نفسها عبر سنوات من المقاومة والعمل، وأنها ليست فقط قادرة على حماية الأرض والهوية، بل أيضاً على إدارة المؤسسات، وصياغة السياسات، وتقديم نموذج ريادي في الحكم المحلي يحتذى به".

وبينت أن "البلديات باعتبارها أقرب المؤسسات إلى المواطن، تشكل فضاءً حيوياً لتجسيد الديمقراطية التشاركية، ولضمان وصول صوت المرأة إلى كل حي، وقرية، ومدينة، لذا فإن تمكين النساء في البلديات ليس ترفاً سياسياً، بل ضرورة وطنية، وأداة مركزية في بناء مجتمع تعددي، عادل، ومتماسك".

وأشارت سهام قريو إلى أن "هذا الكونفرانس دعوة للعمل، وللتفكير الجماعي، ولصياغة رؤية مشتركة تعزز من دور النساء في البلديات، وتكرس نموذجاً إدارياً يعبر عن قيمنا، وثقافتنا، وتطلعاتنا، لذا آن الأوان أن نرفع صوتنا لنثبت أن المرأة ليست فقط نصف المجتمع، بل هي قلبه النابض وعقله المدير وضميره الحي"، مشيدةً بإرادة المرأة التي واجهت التحديات ورفضت أن تكون على الهامش بل ناضلت لتكون في القرار وفي طليعة التغيير.      

 

 

بدورها، أكدت عضوة منسقية مؤتمر ستار بريفان خالد خلال كلمة ألقتها، على أن "تنظيم مثل هذه الفعاليات في ظل الظروف التي تمر بها سوريا من لحظات تاريخية، رسالة لجميع القوات الدولية والسلطوية، بأن المرأة هنا في إقليم شمال وشرق سوريا منظمة وصاحبة إرادة قادرة على صناعة القرار، وتقرير المصير".

وترى بأنه "في وقت تتسارع فيها الحكومة السورية المؤقتة لطرح نفسها على المنصات الدولية لتكسب القبول، إقليم شمال وشرق سوريا ينظم نفسه بريادة النساء، وبذلك يبين أن قوة أي نظام يأتي من قوة المرأة، لذا لا يمكن لأي قوى أن تقمع إرادتها وتهميشها في هذه الجغرافية، لأن المرأة قادت الثورة في إقليم شمال وشرق سوريا ليس على الصعيد العسكري فحسب بل على الصعيد المؤسساتي أيضاً، ومنها البلديات والذي يمس شؤون المجتمع الخدمية بشكلٍ مباشر، توفقت في إدارة هذا القطاع بشكل ديمقراطي، وفق فكر القائد أوجلان، وكما لم يشهده أي نظام في العالم من قبل وهو نظام الرئاسة المشتركة، والتي بنيت على أساسها المدن والبلدات في إقليم شمال وشرق سوريا لذا، كلنا أمل بأنه بذات الإرادة وذات النظام المرأة قادرة على بناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية".

 

 

كما قيمت عضوة الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي فوزة يوسف الوضع السياسي، متطرقة إلى السياسة المعمول بها في الشرق الأوسط "تركيا وإيران وإسرائيل وغيرها يتسارعن من تخضع الشرق الأوسط لنفوذها، والصراع نفسه يسير على الجغرافية السورية على أساس المكاسب الاقتصادية، والطرق التجارية، خصوصاً غناها بالطرق البرية والبحرية والتجارية، لذا الجميع يسارع للسيطرة عليها سواء بالأساليب السياسية أو العسكرية، وهذا ما يجعل سوريا في حالة عدم استقرار"، مفيدة أن "ما مرت بها سوريا خلال 9 أشهر الأخيرة جزء من هذه السياسة التي تشهدها سوريا حالياً، والجميع كان جزء من التغيرات التي شهدتها سوريا، سواء روسيا أو بريطانيا وأمريكيا وحتى إسرائيل، وجميعهم حالياً في حالة تنافس وصراع".

وحذرت فوزة يوسف من مخاطر استمرار هذه الصراعات على واقع سوريا، لأن جميع هذه الدول مستعدين للتضحية بسوريا وشعبها في سبيل تحقيق مأربها، فغالبية الاتفاقات واللقاءات التي تجرى ليس للشعب السوري أي دور ولا وخبر بها، لأنها اتفاقيات ومخططات مخفية ليس للشعب السوري فيها أي مصلحة، مبينةً أن "المجازر التي حصلت في الساحل السوري وكذلك السويداء جزء من هذه المخططات والسياسات التي راح ضحيتها السوريين، وكل ذلك بهدف تعميق الأزمة السورية".

وأكدت على أهمية إزالة الشرخ الذي فرضته السياسات الدولية وكذلك ذهنية جهادية هيئة تحرير الشام "يجب توحيد الموقف تجاه خطاب الكراهية ووضع حد لجميع المنصات والوسائل الإعلامية التي تزرع الفتنة بخطابتها، وتطوير خطاب وطني وحوار سوري ـ سوري بعيداً عن الكراهية والعدائية، لأن خطاب السلام الذي ينبذ الطائفية والقومية يعبر عن تطلعات الشعب السوري"، مؤكدةً "يجب بناء نظام ديمقراطي تعددي لا مركزي يمثل هوية جميع السوريين، لأن النظام المركزي بمثابة قنبلة موقوتة ستقسم سوريا".

ولم تغفل فوزة يوسف بكلمتها عن التركيز على أهمية ضمان حقوق المرأة وتمثيل إرادتها في سوريا الجديدة، مؤكدةً على "أهمية دور المرأة في بناء نظام بلديات ديمقراطية نموذجية لسورية بأكملها بريادة النساء، كي تكون مثالية في خدمة المجتمع مع الإقبال على العام الجديد".

ولفتت إلى دور تركيا في تعميق الأزمة السورية "التهديدات التركية تسعى لإدارة الأزمة السورية وفق ما تخدم مصالحها بعيداً عن الحلول"، مشددةً على ضرورة امتلاك الوعي الكافي من هذه السياسيات "خصوصاً خطاب الكراهية الذي يبث السم بين المجتمع السوري، لأن ذلك يمزق النسيج الاجتماعي السوري ويقوده نحو حرب أهلية".

ويستمر الكونفرانس الثاني لمجلس المرأة في اتحاد بلديات إقليم شمال وشرق سوريا بقراءة التقرير السنوي وتقييم الوضع السياسي وسبختتم بجملة من التوصيات .