حرائر السويداء: لن نتوقف ولن نتراجع حتى تحقيق مطالبنا

عانت نساء مدينة السويداء السورية خلال العهود السابقة من الظلم والذل سواءً كان من المجتمع أو من قبل حكومة دمشق مما دفعهن للخروج إلى الساحات لتثبتن للعالم أنهن دعائم الحرية والمجتمع.

روشيل جونيور

السويداء ـ يستمر الحراك السلمي في مدينة السويداء السورية للمطالبة بالحرية والديمقراطية والعدالة والتغيير السياسي، في يومه الـ 103 على التوالي بمشاركة نسائية واسعة.

تجمع العشرات من أبناء مدينة السويداء في ساحة الكرامة، أمس الاثنين 27 تشرين الثاني/نوفمبر، في ظل استمرار الحراك الشعبي السلمي لأكثر من 100 يوم على التوالي، مطالبين بـ "إسقاط النظام"، وتطبيق القرار الأممي 2254، وشكلت النساء نسبة ٧٠% من المحتجين المتواجدين في الساحة حملن خلالها أغصان الزيتون حيث كان المشهد ممزوجاً بالطابع السلمي الثقافي الحضاري.

وعلى هامش الاحتجاج، قالت إحدى المحتجات سحر حمزة "كنساء سنستمر في هذا الحراك لأن نجاحه يعني القضاء على الاستبداد والفساد. في أحد الأيام ذهبت لزيارة زوجي الذي اعتقل عدة مرات لمجرد أنه عبر عن رأيه، فرأيت داخل السجن أطفال ونساء وكبار في السن معتقلين لا توجد أسباب حقيقية لاعتقالهم فأحياناً يتم الاعتقال بسبب تشابه الأسماء، أو مجرد التعبير عن رأيهم، وكزوجة معتقل لا أخاف من المشاركة في هذا الحراك، فلم يعد لدي أي شيء لأخسره"، مطالبة النساء بالنزول إلى الساحات حتى تحصلن على كافة حقوقهن.

 

 

من جانبها أكدت نجاة الأشقر على استمرارهن في هذا الحراك لمائة عام حتى تحقيق مطالبهم وإسقاط النظام، وتحسين الأوضاع المعيشية "كل عائلة في سوريا لديها شخص غائب هاجر خارج البلاد نتيجة الأوضاع الصعبة التي يعيشها الأهالي، لدي ابنتين في الخارج لا أعلم ماذا سأفعل بدونهما، لذلك لن نصمت وسنستمر في حراكنا حتى إسقاط النظام وعودة أبنائنا".

وأضافت "أبنتاي لا تستطيعان العودة إلى سوريا لأسباب أمنية، كما أنني قدمت استقالتي من العمل بعد تعرضتا لعدة مرات للاعتقال، فقط لأنهما طالبتا بحقوقهما بعد رسوبهما لعدة مرات دون أي أسباب في الجامعة، فقط لأنهما عبرتا عن رأيهما".

 

 

وأشارت لميس الملحم إلى أن الذي دفعها للخروج إلى ساحة الكرامة هو ظلم حكومة دمشق والذل والفقر حيث لا يوجد بيت سوري خالي منه، مؤكدة أنهم لن يتراجعوا عن حراكهم حتى بعد مضي مائة عام على تواجدهم في الساحة.

وأوضحت أن أكثر الأهالي باتوا يفتقرون للتعليم والعلاج في المستشفيات وانتشار الفساد في البلد "علينا كنساء ولأننا نشكل نصف المجتمع الخروج والاستمرار في هذا الحراك حتى إسقاط النظام"، منوهة إلى أنه "كمعلمة  أرى بأن مستوى التعليم تدهور ولم يعد للمعلم أي مكانة، علينا كمعلمين أن نصون كرامته ومكانته".

وأضافت "الرواتب لا تكفي احتياجاتنا فآجار البيت يساوي الراتب على ثلاث مرات، لذلك وصلنا لمراحل الجوع المتقدمة جئنا لنحقق كرامتنا وكوننا مواطنين في هذا البلد من حقنا أن نكون بدولة تحترم إنسانيتنا ووجودنا وتحترم صوت المرأة كونها دائماً في المقدمة ونصف المجتمع".

 

 

وتقول رجاء دبس "عطشنا للحرية وللكرامة دفعنا للخروج إلى الساحة سنبقى مستمرين في هذا الحراك والعرس الوطني"، لافتةً إلى أنه "هاجر أولادنا خارج البلد بسبب افتقارنا لأدنى مقومات الحياة والتي هي من حق كل إنسان"، داعيةً نساء الحراك الاستمرار "لأننا كل يوم نزيد عدداً وقوة وشجاعة".