فرقة "يارسوسا" تُحيي التراث بروح معاصرة
تسعى فرقة "يارسوسا" إلى إحياء التراث الفني السرياني عبر الأغاني والدبكات والأزياء التقليدية، وتقديمه بروح معاصرة تُعزز الهوية الثقافية والتنوع الحضاري في إقليم شمال وشرق سوريا.

زينب عيسى
قامشلو ـ تأسست فرقة "يارسوسا" السريانية بهدف إحياء التراث الفني العريق للسريان، من خلال إعادة تقديم الأغاني والدبكات الشعبية بروح معاصرة تُلائم الأجيال القادمة، وتضم الفرقة مجموعة من الشابات والشبان الذين يعملون بجد عبر التدريب والأنشطة الثقافية على إبراز جماليات الفن السرياني، والمشاركة الفاعلة في المهرجانات والفعاليات المتنوعة في إقليم شمال وشرق سوريا.
تؤمن فرقة يارسوسا بأن التراث السرياني يشكل ركيزة أساسية في الهوية الثقافية والتنوع الحضاري للمنطقة، حيث أشادت مديرة الجمعية الثقافية السريانية ربا فرهاد بجهود الفرقة، مؤكدةً أن ما تقدمه يارسوسا يُعد خطوة مهمة في الحفاظ على الموروث السرياني وإيصاله إلى المجتمع بأسلوب يجمع بين الأصالة والتجديد.
رسالة تعايش من خلال الفن
تحدثت ربا فرهاد عن تأسيس فرقة "يارسوسا" السريانية، موضحةً أن انطلاقتها كانت في عام 2015، واختير اسم "يارسوسا" لما يحمله من دلالة على "التراث" في اللغة السريانية "هدفنا من تأسيس هذه الفرقة هو حماية التراث السرياني وإحياء الثقافة السريانية بروح معاصرة".
وقالت إن "الفرقة تتألف من مجموعة من النساء والرجال، وتنقسم إلى قسمين أحدهما مخصص للأطفال والآخر للشباب"، مشيرةً إلى أن "عضوية الفرقة تتجدد سنوياً، بهدف إتاحة الفرصة لجميع الأطفال والشباب للمشاركة والمساهمة في الحفاظ على هذا التراث".
وأكدت أن فرقة يارسوسا تسهم في تعريف المجتمع بالثقافة السريانية من خلال الأغاني والدبكات الشعبية، وتعمل على دمجها مع مكونات المنطقة الثقافية الأخرى مثل الكرد والعرب والأرمن والإيزيديين "شاركت الفرقة في العديد من المهرجانات والاحتفالات، وقدمت من خلالها رسالة تعايش وأخوة بين الشعوب".
كما لفتت إلى أن "الأزياء التقليدية التي ترتديها الفرقة على خشبة المسرح هي جزء من إرث الأجداد السريان، مما يمنح العروض طابعاً أصيلاً يعكس عمق التاريخ السرياني".
من أكيتو إلى نوروز حضور فني في المناسبات الثقافي
وأوضحت ربا فرهاد أن فرقة "يارسوسا" تشارك سنوياً في مهرجان الأخوة بين الشعوب، وتُعد مشاركتها في عيد أكيتو من أبرز محطاتها الفنية، حيث تقدم عروضها الراقصة التي تعكس التراث السرياني "الفرقة حاضرة في العديد من المهرجانات، وتشارك بانتظام في مهرجانات النساء والأطفال، إلى جانب احتفالات الأول من نيسان بعيد أكيتو، وكذلك في مناسبات مشتركة مع مكونات المنطقة مثل احتفالات 8 آذار وعيد نوروز، ما يعكس روح التعايش والتنوع الثقافي".
وسلطت الضوء على برامج التدريب التي تعتمدها الفرقة، مشيرة إلى أن التدريبات تُقام ثلاث مرات أسبوعياً في المساء، وتزداد كثافتها لتصبح يومياً قبيل المناسبات، حيث يخضع الأطفال للتدريب بعد انتهاء دوامهم المدرسي "نواجه الكثير من التحديات، لكن بفضل جهود المدربين الأكفاء، نتجاوزها، ونطمح لأن تصبح فرقة يارسوسا صوتاً بارزاً في المشهد الثقافي، وأن ينضم إليها شبابنا ليحافظوا على تراثهم، لأن كل ثقافة تحمل في طياتها هوية أصحابها".
واختتمت حديثها بدعوة موجهة إلى الشباب السرياني للانخراط في عالم الثقافة والفن، والمساهمة في الحفاظ على التراث السرياني، باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الهوية والوجود.