فلسفة عبد الله أوجلان حول المجتمع الديمقراطي ودور المرأة
خصائص مفهوم المجتمع الديمقراطي في فلسفة القائد عبد الله أوجلان، هو أنه يعتبر مفهوم للحياة الشاملة، ومصدر كل أنواع الشراكة الديمقراطية.

مقال بقلم روبار قدري
إن التقدم بحرية لا تعني الانشغال بنجاحات الحكومة أو الدولة، أو الحصول على الامتيازات والسلطة، بل هو جهد متواصل من أجل استقلال الفرد والمجتمع في بيئة اجتماعية وديمقراطية وتحقيق التعاون بين الجنسين والوحدة الاجتماعية، وإن الأمر يتعلق ببناء ذكاء جديد لفتح كافة المجالات أمام عملية التحول الديمقراطي وأن يكون لكافة المجتمعات والجماعات الحق الكامل في بنائها وتنفيذها.
وفي إطار فلسفة القائد أوجلان، لا يُنظر إلى المرأة على أنها كائن عادي تنجب الأطفال كأمهات فقط، ويُستبعد من حياة الإدارة والواجبات الحرة، بل تلعب دور "المفتاح" لجميع الأبواب المغلقة للديمقراطية والحرية، حيث يرى أن المهمة الأساسية للمرأة هي تحليل العلاقات الاجتماعية وقواعد القمع ضد النساء وتحمل مسؤولية بناء مجتمع مشترك وفعال تستطيع فيه المرأة تعزيز قيم المرأة الحرة والتعايش الحر.
نموذج أوجلان بديل عملي
نعم، يمكننا القول إن نموذج القائد أوجلان للمجتمع الديمقراطي هو بديل عملي، وخاصة للمجتمعات اليوم التي تعاني من أزمة السلطة والاستبداد في الرأسمالية المتغطرسة والربحية، وينبغي أن يكون عملياً وواقعياً، ويصاغ حول موضوعات الحكم الديمقراطي وحرية المرأة وحماية البيئة، وسوف يؤدي ذلك إلى إنهاء الاستبداد، والتخلص من المشاكل المتراكمة للعنصرية والسلطة الذكورية، وحماية البيئة وطبيعة المجتمع من التلوث والدمار، الذي يتم بالكامل بسبب غطرسة النظام الرأسمالي.
التجربة الغربية ودور المرأة
في الغرب، تُبذل جهودٌ كبيرةٌ ومقاومةٌ للتغلب على العقلية الذكورية الرجعية، من خلال تنظيم المرأة في جميع مجالات المجتمع، والنهوض بتعليمها وذكائها، ومشاركتها في المجتمع للقيام بهذا الدور البنّاء، وقوانين الأحوال الشخصية، واحترام خصوصية المرأة وحرياتها، تُعدّ إنجازاتٍ عظيمةً وقيّمةً، كما أنها تُعدّ مصدر فخرٍ وأملٍ مشرقٍ لجميع العاملات والمناضلات من أجل الحرية.
ونرى اليوم أن المرأة ليست مجرد مشاركة، بل قائدة أيضاً، وإن مشاركة نصف النساء في الإدارة والحياة الاجتماعية والإدارية، وترسيخ نظام الرئاسة المشتركة في إقليم شمال وشرق سوريا، أمرٌ بالغ الأهمية.
النجاح وإثبات النظرية
وتظهر التجربة الغربية أن نظرية القائد أوجلان يمكن تطبيقها بفعالية، وقد لعبت دوراً فعالاً في بناء مجتمع حقق تقدماً في مجالات الديمقراطية والتوازن بين الجنسين والإدارة المشتركة.
وكما نعلم أن كافة المجتمعات والمعتقدات والقوميات في إقليم شمال وشرق سوريا تتمتع بالحرية في ممارسة خصوصياتها في نظام ديمقراطي مستقل، وإن الإدارة المشتركة والتكامل والاتحاد الديمقراطي المتقدم يشكلان أملاً مهماً لمستقبل سوريا والمنطقة، وهو النموذج الوحيد الذي يمكن تنظيمه ضمن وحدة وتحقيق توازن الحياة الديمقراطية للمجتمع، أما في مجال القوة العسكرية، يمكن رؤية هذا التنوع والثراء، وقد أصبحت قوة فعالة تؤمن بالحياة.
رسالة الثامن من آذار وأثرها على نضال المرأة
وكانت رسالة هذا العام ذات أهمية خاصة بالنسبة للنساء ومصدر إلهام لجميع المتعطشات للحرية، كان لهذه الرسالة أثرٌ بالغٌ في إذكاء الروح الثورية لدى النساء، ومرة أخرى، أكد لنا القائد أوجلان أن المجتمع البشري قادرٌ على التحرر بقيادة النساء العاملات والأحرار.
إن ما تعانيه المرأة اليوم هي معاناة استعادة قيم الحرية والحياة الديمقراطية، وشكلت الرسالة قوة ربط المرأة بالتنظيم ورفع مستوى قدراتها وجهودها نحو الحرية.