بمشاركة نسوية نادي المشتل ينظم بطولة ودية للملاكمة

بالرغم من الضغوطات المجتمعية تبادر العديد من الفتيات في غزة إلى الانضمام للفرق الرياضية وممارسة مختلف الرياضات ككرة القدم والملاكمة، فهن تعتبرن أنه من حق الفتيات أن تمارسن الرياضة.

رفيف اسليم

غزة ـ أكدت اللاعبات المشاركات في البطولة التنشيطية الأولى للملاكمة في قطاع غزة، أنه على الرغم من كافة الانتقادات التي تلقينها إلا أنهن مستمرات لتغيير نظرة المجتمع الدونية للمرأة.

نظم نادي المشتل الرياضي أمس الثلاثاء 18 تموز/يوليو، البطولة التنشيطية الأولى للملاكمة في قطاع غزة، بمشاركة الفتيات، بهدف التشجيع على ممارسة تلك اللعبة من جهة والتغلب على النظرة السلبية التي مازال يتخذها المجتمع ضد من يمارسنها من جهة أخرى.

وقالت عضو مجلس إدارة نادي المشتل الرياضي ميرفت البيطار، أن الحدث عبارة عن بطولة داخلية تخوضها الشابات في نادي المشتل للملاكمة بهدف التركيز على أهمية وجود العنصر النسائي من كافة الفئات وعدم اقتصار اللاعبات على الفئات العمرية الأصغر سناً، كون المرأة من حقها ممارسة أي نوع من الرياضات التي تهواها.

وأوضحت أن المرأة شريكة الرجل في كافة الرياضات وكذلك الحال في لعبة الملاكمة فأتت تلك البطولة تأكيداً للفكرة، خاصةً أنها تمنح النساء قوة الشخصية وأخرى جسدية، كما أنها تمد الجسم بالطاقة وتخلص من ضغوطات الحياة المختلفة، لافتةً إلى أنه بالبطولة ستتضمن عدة جولات استعراضية وأخرى ودية بين الفتيات.

 

 

من جانبها قالت اللاعبة ديانا اللوح أن التحاقها بالبطولة جاء بالرغم من كافة الانتقادات التي سمعتها حول أن الملاكمة هي للرجال فقط والفتاة التي تقوم بممارستها تفقد شيء من أنوثتها، ولاختبار مهاراتها التي اكتسبتها منذ 7 سنوات وحتى اليوم، لافتةً إلى أن لعبة الملاكمة ساهمت في بناء شخصيتها وإدارتها لمشكلات حياتها، إضافة إلى أنها لاحظت آثارها الإيجابية على صحتها النفسية والجسدية.

وبينت أن الملاكمة لعبة لا يمكن للفتاة تعلمها وحدها في المنزل فالكيس المعلق لن يفي بالغرض خاصةً أن الضربات الموجهة قد تؤذي اليد أو القدم، وكيفية توجيه الضربة بشكل خاطئ لمرات عدة سينهك المفصل ويقضي عليه، لذلك تنصح كافة الفتيات والنساء بدء تمارينهن مع مدرب/ة مختص/ة لحين تعلم أساسيات اللعبة والتمكن منها مع مرور الوقت.

ويجب أن تضع اللاعبة نصب عينها هدف التعلم وتتخذ من أبطال تلك اللعبة نموذجاً، خاصة أنها لعبة تجمع ما بين المرح والدفاع عن النفس وقد تستغرق رؤية نتائجها على أرض الواقع الكثير من الوقت ربما أشهر أو سنوات، لذلك على الملاكمة أن تكون صبورة ولا تتعجل في الانتقال من خطوة لأخرى كما أوضحت ديانا اللوح.

 

 

وبدورها قالت اللاعبة لميس خليل أن المشاركة في البطولة هو حلم لها سعت منذ عام، من خلال التدريب بشكل جيد لتتمكن فيما بعد من المشاركة ببطولات دولية ممثلة فيها فلسطين، مشيرةً أنها تتمنى من النساء حول العالم للانضمام لتلك اللعبة وممارستها كي تمنحها القوة في الدفاع عن نفسها والثقة التي تمكنها من التحكم بمسار حياتها بشكل أفضل.

ولفتت إلى أن نظرة المجتمع لا تعني لها شيء ما دامت مقتنعة بما تفعله وبأهمية تلك اللعبة، بل أنها مستمرة إلى أن تستطيع تغير تلك النظر من خلال جمع المزيد من النساء والفتيات، مشيرةً أن اللاعبة في البداية قد تشعر بألم حاد في جسدها وعدم السيطرة على ما تقوم به من ضربات كالضربة المستقيمة أو الجانبية أو الدائرية أو الصاعدة، لكنها مع التمرين ستستطيع تأديتها بالشكل الأمثل.

 

 

أما اللاعبة رهف أبو ناجي فتعد هذه البطولة الأولى التي تشارك فيها منذ 6 سنوات، نظراً لعدم الاهتمام بإقامة بطولات محلية تشارك بها لاعبات الملاكمة في قطاع غزة، لافتةً إلى أنها على الرغم من ذلك تواصل التدريبات طوال أيام الأسبوع التي تبدأ بالإحماء ومن ثم التمرين على الكيس للانتقال أخيراً إلى الحلبة لتمكين الضربات في جوٍ ودي يجمع بين لاعبات النادي.

 

 

وتقول لميس أبو القمصان وهي أصغر اللاعبات المتواجدات سناً، أن تعلمها للملاكمة جاء من أجل عدة أهداف أولها عدم الاستسلام للعنف في حال تعرضت له، وثانياً أن تصبح بطلة فلسطين وتمثلها دولياً، وهدفها الأخير بناء جسم قوي للمحافظة على صحتها، داعيةً جميع الفتيات في جيلها أن تبدأن بتعلم رياضة الملاكمة في وقت مبكر لتستفدن في وقت أسرع.

 

 

وتشجع نهال أبو القمصان وهي إحدى الحاضرات، فكرة وجود النساء والفتيات في النوادي الرياضية خاصةً بعد أن لاحظت التطور الذي طرأ على ابنتاها بعد التزامهن بنادي الملاكمة، مشيرةً أنها لا تشجع العنف لكن حماية الفتاة أصبح ضرورة واجبة في ظل تزايد الاعتداءات عليهن لذلك تنصح جميع النساء بدعم فتياتهن للانخراط في هكذا نشاطات وتحدي النظرة المجتمعية.