بعد قصف مستشفى المعمداني في فلسطين.. مغربيات تصفن الحادث بـ "المجزرة"

شهدت العديد من المدن المغربية مظاهرات حاشدة بعد قصف المستشفى المعمداني، حيث عبر المحتجين عن إدانتهم للمجزرة، التي خلفت المئات من القتلى والجرحى ووصفوها بالإبادة الجماعية.

حنان حارت

المغرب ـ  وصفت الناشطة الحقوقية بشرى الشتواني، استهداف مستشفى المعمداني  في حي الزيتون بمدينة غزة في فلسطين، من قبل إسرائيل، بالمأساة الحقيقية والمجزرة الكبيرة وإبادة جماعية للشعب الفلسطيني.

شهدت مختلف المدن المغربية أمس الثلاثاء 17تشرين الأول/ أكتوبر، خروج الآلاف من المواطنين المغاربة في تظاهرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني، وذلك بعد قصف المستشفى الأهلي العربي المعمداني في حي الزيتون بمدينة غزة.

وكانت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، دعت بشكل عاجل عموم المواطنين في مختلف المدن المغربية إلى وقفات لإدانة المجازر والإبادة الجماعية.

وشهدت مدن الدار البيضاء والعاصمة الرباط وتطوان وطنجة، خريبكة، وغيرها من المدن مظاهرات حاشدة، حيث عبر المحتجين عن إدانتهم للمجزرة التي وقعت في مستشفى المعمداني، والتي خلفت المئات من القتلى والجرحى.

ورفع المحتجون خلال هذه الوقفات الأعلام الفلسطينية وشعارات تنوه بالمقاومة الفلسطينية، وهتفوا "الشعب يريد تحرير فلسطين".

ومن جهتها قالت إحدى المشاركات في مسيرة بمدينة تطوان خولة أخريف إن مشاركتها في المسيرة جاءت من أجل التعبير عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني وإدانتها لمجزرة مستشفى المعمداني التي خلفت العديد من القتلى بينهم أطفال ونساء وشيوخ.

وقالت "أدين وبشدة ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات ضد الفلسطينيين والفلسطينيات، وما شهدناه اليوم هو اعتداء على الحقوق الإنسانية".

ووجهت دعمها للشعب الفلسطيني "كمغربية أساند وأدعم القضية الفلسطينية وأنا ضد التطبيع وكل الانتهاكات التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني وتمس وتحط من كرامتهم".

 

 

قالت الناشطة الحقوقية ومنسقة حركة نساء شابات من أجل الديمقراطية بشرى الشتواني "اليوم نحن كنساء مغربيات فاعلات في المجتمع المغربي نتواجد في الصفوف الأمامية وفي خط التماس مع كل ما هو ضارب لكرامة النساء، لقد تفاجئنا بجرائم ضد الإنسانية تقترف في حق الفلسطينيين والفلسطينيات المناضلات والمدنيات اللواتي لا يملكن سوى كرامتهن من أجل الصمود والاستمرار والتشبث بأرضهن، فهن يصارعن من أجل البقاء والوجود في مرحلة تعد من أصعب المراحل التي تمر فيها القضية الفلسطينية".

وأضافت "المرأة الفلسطينية تعاني منذ عقود مع شعبها من الاضطهاد المتضمن لأشكال الاستغلال السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وبشكل أكثر حدة منه في أي مكان آخر في العالم، فغالبية الشعب الفلسطيني يعيش خارج أرضه والبقية يعيشون كمواطنين من الدرجة الثالثة".

وأوضحت أن "إسرائيل لا تتوفر فيها مقومات وشروط دولة، لأن الدولة التي تحترم نفسها هي تلك التي تحترم القانون الدولي، إنها مجرد كيان يرتكب يومياً انتهاكات كبيرة وجرائم ومجازر بحق الفلسطينيين/ات".

وأكدت أن تعرض مستشفى المعمداني للقصف وما خلفه من قتلى ومصابين، وكذلك المشاهد الأخرى التي تحط من الكرامة الإنسانية للفلسطينيات، تزيد النساء المغربيات إصراراً للوقوف إلى جانب أخواتهن في فلسطين ودعمهن من أجل التشبث بحقهن في الدفاع عن وطنهن واعتبار القضية الفلسطينية قضية إنسانية.

 وقالت "ما يقع اليوم في قطاع غزة هو حرب ضد الإنسانية وجرائم حرب، فإسرائيل ترغب في زعزعة إيمان كل فلسطيني وفلسطينية بقضيته/ها، وذلك عن طريق الحط من كرامتهم، لكن في الحقيقة أن الشعب الفلسطيني شعب أبي لا يقهر ولا يخاف الرصاص ولا أصوات الانفجارات أو حتى قصف منازلهم، لهذا عمد إلى استهداف وقصف المستشفى والبنيات التحتية من أجل تهجيرهم".

واعتبرت الحقوقية المغربية مجزرة مستشفى المعمداني جريمة إبادة وحرب ضد الإنسانية، وأنه عمل مقصود لقتل المدنيين وهدم البنية التحتية والمستشفيات واستهداف النساء والشيوخ والأطفال.

ولفتت إلى أن "كل الجرائم التي تقترف من قبل إسرائيل بحق الفلسطينيين والفلسطينيات لا تزيدهم إلا شجاعة، وأن كل الممارسات التي تقلل من الكرامة ضد النساء الفلسطينيات سواء ما تناقلته وسائل الإعلام أو وسائط التواصل الاجتماعي حول تجريد الفلسطينيات من ملابسهن أو نزع حجابهن لن يزيد الفلسطينيات، إلا تشبثاً وصموداً ونضالاً ودفاعاً عن قضيتهن".

وناشدت بشرى الشتواني كل امرأة لديها القدرة على إيصال صوتها أو لديها وسيلة للضغط خاصة النساء المؤثرات منتجات المحتوى الرقمي والفنانات والكاتبات وكل النسويات على امتداد خارطة العالم، أنه عليهن الحديث اليوم بكل جرأة ومسؤولية عما يقع من جرائم وإبادة جماعية للشعب الفلسطيني "لقد حان الوقت للتضامن مع النساء الفلسطينيات لأنهن صاحبات حق، اليوم كرامة النساء في المنطقة من كرامة الفلسطينيات وكرامتهن من كرامتنا".

 

 

ودعت إلى إطلاق حملات تضامنية ضاغطة في الشوارع وعلى مستوى وسائل التواصل الاجتماعي "ليس على مستوى المنطقة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، بل على مستوى خارطة العالم يجب على النساء التضامن من أجل غزة وفلسطين".

وأعربت عن إدانتها ورفضها لكل الجرائم وتشريد الآلاف من الفلسطينيين، وشجبت الاعتداء على الفلسطينيين الأبرياء، مؤكدة على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وأن يكافح بكل الأشكال المشروعة عن حقوقه من أجل تحرير أرضه.