أنقذوا الطفولة: 933 قتيلاً في هجمات استهدفت المرافق الصحية بالسودان خلال 6 أشهر

كشفت منظمة "أنقذوا الطفولة" أن 933 شخصاً فقدوا حياتهم خلال النصف الأول من العام الجاري في السودان، أثناء محاولتهم تلقي الرعاية الصحية أو زيارة ذويهم في المرافق الطبية.

مركز الأخبار ـ في ظل استمرار النزاع وتدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، تتعرض المرافق الصحية لهجمات واعتداءات مما أسفر عن سقوط مئات الضحايا من مدنيين وكوادر طبية، وخلّفت آثاراً كارثية على النظام الصحي.

كشفت منظمة "أنقذوا الطفولة" أمس الجمعة الرابع من تموز/يوليو عن مقتل 933 شخصاً خلال الهجمات على المرافق الصحية في السودان خلال النصف الأول من العام الجاري، وشُن أحدث هجوم على مستشفى "المجلد" في ولاية غرب كردفان في الواحد والعشرين من حزيران/يونيو الماضي، والذي أسفر عن مقتل 40 مدنياً بينهم خمسة من العالمين في مجال الصحة وستة أطفال.

وأوضحت المنظمة، أنها استندت في تحليلها إلى بيانات صادرة عن منظمة الصحة العالمية، مشيرةً إلى أن هذه الوفيات وقعت في أكثر من 38 هجوماً على منشآت صحية خلال ستة أشهر فقط، من بينها ضحايا أطفال وعاملون في القطاع الصحي.

وقالت إن عدد الضحايا في هذا العام أكثر بحوالي 60 مرة من عدد الوفيات المُبلغ عنها خلال نفس الفترة من العام الماضي، مضيفةً أن الهجمات على المرافق الصحية خلال هذا العام تسببت بإصابة 148 شخصاً بزيادة تصل إلى ثلاثة أضعاف عدد المصابين خلال نفس الفترة من العام الماضي.

ومنذ اندلاع النزاع في السودان وقع 136 هجوماً على مرافق الرعاية الصحية أسفر عن مقتل 238 شخصاً وإصابة 214 آخرين، فيما وقع 13 هجوماً على المنشآت الطبية خلال النصف الأول من العام السابق مما أدى إلى مقتل 16 مدنياً وإصابة 148 آخرين.

وأكدت المنظمة أن وتيرة الهجمات على مرافق الرعاية الصحية في السودان لم تتراجع منذ اندلاع النزاع، مشيرة إلى أن حصيلة الضحايا خلال النصف الأول من العام الجاري تجاوزت بشكل مقلق مجموع ضحايا العامين 2023 ـ 2024 معاً، بما يقارب أربعة أضعاف، ما يثير مخاوف جدية من تفاقم الكارثة الإنسانية وتصاعد الخطر الذي يهدد أرواح المدنيين والعاملين في القطاع الصحي على حد سواء.

وفي ظل تصاعد العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية، حذّرت المنظمة من تزايد الهجمات على المنشآت الطبية في السودان، في وقت يكافح فيه النظام الصحي لمواجهة تفشي الأوبئة، وعلى رأسها الكوليرا التي أصابت منذ تموز/يوليو 2024 أكثر من 83 ألف شخص، وأودت بحياة 2.121 مصاباً حتى الآن.

وقالت المنظمة إن ما يقارب 80% من مرافق الرعاية الصحية في مناطق النزاع خرجت عن الخدمة بالكامل، بينما توقفت نحو 45% من المرافق عن العمل في باقي أنحاء البلاد، ما يفاقم من هشاشة النظام الصحي ويفرض مزيداً من التحديات على المرضى والطواقم الطبية على حد سواء.

وأكدت أن نهب الإمدادات الطبية يزيد معاناة الملايين، بما في ذلك سرقة الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام التي تُعالج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم.

وأشارت المنظمة إلى أنه من المرجح أن يواجه السودان فجوة حرجة في سلاسل الإمداد العالمية للأغذية الجاهزة خلال الأشهر المقبلة نتيجة تقليص المساعدات، مؤكدةً انخفاض المخزون الحالي من الأغذية خاصة في دارفور.

وقالت الأمم المتحدة إن إقليم دارفور يواجه أزمة إنسانية مروعة، حيث يحتاج 79% من سكانه إلى مساعدات إنسانية وحماية.