السودان... تحذيرات من تدهور الأوضاع و11 قتيلاً في قصف على سوق شمال دارفور

حذرت وكالات أممية من تدهور سريع للأوضاع في السودان، مع تزايد الاحتياجات الإنسانية وتنامي حركة النزوح، فيما قتل 11 مدنياً جراء قصف بطائرة مسيّرة استهدف سوقاً في منجم تقرو شمال دارفور، مما يعكس تصاعد خطورة النزاع وتداعياته الكارثية على المدنيين.

مركز الأخبار ـ يعيش السودان واحدة من أعنف الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يتعرض المدنيون لانتهاكات واسعة النطاق، وسط تصاعد النزاع وتدهور الأوضاع المعيشية، وتكرار الهجمات عشوائية التي تدفع بموجات جديدة من النزوح.

حذرت وكالات أممية تابعة للأمم المتحدة أمس الأحد 16 تشرين الثاني/نوفمبر، من أن الوضع الإنساني في السودان يشهد تدهوراً سريعاً، مع تزايد الاحتياجات وتنامي حركة السكان في ظروف تتسم بدرجة عالية من الخطورة.

وأوضحت جاكلين ويلما بارليفليت، رئيسة المكتب الفرعي لمفوضية اللاجئين في بورتسودان، أن المدنيين يعيشون حالة من اليأس أثناء محاولاتهم الفرار، مؤكدةً أن عدداً كبيراً ما زال في الفاشر، فيما يسعى آخرون إلى التنقل لكنهم يُمنعون من متابعة رحلتهم بسبب المخاطر، أو لاحتمال إعادتهم إلى الفاشر، أو لكون بعضهم من الفئات الأكثر هشاشة مثل ذوي الإعاقة.

وأطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيراً بشأن تفاقم أزمة الجوع وانتشار وباء الكوليرا في السودان، حيث تسبب المرض بوفاة أكثر من 3500 شخص، وأكد المتحدث باسم المنظمة أن السودان يمر بإحدى أخطر أزمات الغذاء عالمياً، إذ يعاني أكثر من 21 مليون شخص من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد حتى أيلول/سبتمبر الماضي، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية المتصاعدة في البلاد.

وأشار إلى أن المجاعة أصبحت واقعاً في مدينتي الفاشر وكادقلي، كما تهدد عشرين منطقة إضافية في إقليمي دارفور الكبرى وكردفان الكبرى، مضيفاً أن الأزمة لا تقتصر على نقص الغذاء وانتشار الأمراض، بل تتفاقم أيضاً بفعل وجود المتفجرات واستمرار القتال، وفق ما أكدته دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام.

وقال المسؤول في دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، إنه في المناطق الحضرية حيث يشتد القتال وتكثر الألغام والذخائر غير المنفجرة، يزداد الوضع خطورة على المدنيين العالقين في بيئة تصبح قاتلة مع كل خطوة.
 

11قتيلاً

وعلى الصعيد الميداني، قتل 11 مدنياً وأصيب 18 آخرون جراء قصف جوي بطائرة مسيّرة استهدف سوق منجم تقرو الواقع على الحدود بين الولاية الشمالية وإقليم دارفور، على بعد 350 كيلومتراً شمال شرقي المالحة بولاية شمال دارفور، وهو سوق يرتاده آلاف المعدّنين التقليديين من مختلف ولايات السودان.

وقال مصدر طبي في شمال دارفور، إن المصابين نُقلوا إلى المركز الصحي في عين بسارو لتلقي الإسعافات الأولية، بسبب غياب طبيب عمومي في المنطقة، حيث يقتصر العمل بالمركز على مساعد طبي، مشيراً إلى أن المسافة بين المالحة وعين بسارو تصل إلى نحو 190 كيلومتراً، وأن هناك ترتيبات جارية لنقل الحالات الحرجة إلى موقع تتوفر فيه خدمات طبية أفضل.

وأفاد شاهد عيان، أن المنجم لم يكن يضم أي وجود عسكري قبل الأحداث الأخيرة، لكن عقب سيطرة قوات الدعم السريع على محلية المالحة، دخلت هذه القوات إلى المنطقة وقامت بطرد الموظفين الحكوميين، كما فرضت رسوماً إدارية داخل المنجم، مشيراً إلى أن حركة المركبات القتالية المتجهة من وإلى المنجم كانت السبب المباشر في استهداف السوق الرئيسي المرتبط به.

ويُعتبر منجم منطقة تقرو واحداً من أبرز مواقع التعدين التقليدي في شمال دارفور، ويأتي في المرتبة الثانية بعد منجم جبل عامر من حيث الأهمية، وقد جرى الإعلان عنه رسمياً في عام 2015، ليصبح منذ ذلك الحين مصدراً رئيسياً لإيرادات خزينة الولاية، نظراً لحجم إنتاجه ومكانته الاقتصادية في المنطقة.

ويشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 نزاعاً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تسبب بمقتل وإصابة آلاف المدنيين، فضلاً عن نزوح الملايين وانتشار الأمراض والأوبئة والمجاعة بين السكان.