السودان... استمرار الاشتباكات في اليوم الثاني للهدنة
في اليوم الثاني للهدنة التي بدأت بعد توقيع طرفي النزاع في السودان اتفاقاً لوقف إطلاق النار لمدة أسبوع ما زالت الخروقات مستمرة من قبل الطرفين.
ميساء القاضي
الخرطوم ـ تأثر القطاع الصحي كثيراً بالحرب في السودان، وشكل انهيار مراكز الخدمات الطبية ضغطاً كبيراً على مستشفيات الولايات.
وفقاً لشهود عيان فإن مناطق عدة في العاصمة الخرطوم شهدت معارك مساء الثلاثاء وصبيحة اليوم الأربعاء 24 أيار/مايو، ودار قتال بين الطرفين في منطقة شمال أم درمان بالقرب من منطقة وادي سيدنا العسكرية بحسب إفادة بعض السكان هناك، كما سمع دوي الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في مناطق عدة في غرب وجنوب أم درمان.
وأفاد بعض السكان في مدينتي بحري والخرطوم بوجود هدوء نسبي في مناطقهم يتخلله إطلاق نار متقطع، كما أكدوا توقف الغارات الجوية التي كانت مستمرة قبل بدء الهدنة.
وطالبت السعودية والولايات المتحدة الأمريكية في بيان مشترك، بالالتزام باتفاق جدة، وأكدتا أنهما تعملان على التحقق من الانتهاكات التي وقعت أثناء وقف إطلاق النار وإن الاستعدادات جارية لعمليات الإغاثة الإنسانية.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من 300 ألف من السودانيين فروا إلى الدول المجاورة وأبرزها مصر وتشاد خلال الأيام الماضية، من جانبها أكدت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة أن الحرب تسببت بنزوح أكثر من مليون شخص داخل السودان منذ 15 نيسان/أبريل الماضي.
ونددت منظمة أطباء بلا حدود بما تعرض له طاقمها من مضايقات بالإضافة إلى احتلال مقراتها الطبية والمرافق التي تدعمها في السودان ونهبها، ودعت طرفي النزاع إلى ضمان سلامة وتسهيل وتنقل العاملين في المجال الطبي والمرافق الصحية وإتاحة المرور الآمن لسيارات الإسعاف والساعين إلى الحصول على الرعاية الصحية.
ووفقاً لنقابة الأطباء فإن القتال الذي دار في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور غربي البلاد، أسفر عن مقتل 38 شخصاً من المدنيين، وفي آخر تقرير لها أوضحت أن عدد الضحايا من المدنيين بلغ 863 قتيلاً شخصاً وإصابة 3531، بعضهم في حالة حرجة، لافتاً إلى أن هذه الأعداد عائدة للحالات التي وصلت للمستشفى، ويتوقع أن تكون الأرقام أعلى من ذلك بكثير لصعوبة التنقل والوصول إلى المستشفيات.
ومنذ بدء القتال منتصف نيسان/أبريل الماضي، يعاني سكان العاصمة الخرطوم أوضاعاً إنسانية بالغة التعقيد إثر انقطاع المياه والكهرباء وعدم توفر الغذاء والدواء بعد أن أصبحوا حبيسين في منازلهم نتيجة للقتال الدائر في الشوارع والأحياء السكنية.
ويمثل اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت الذي يسري حالياً في حال الالتزام به، بارقة أمل لهؤلاء العالقين ليتمكنوا من الخروج من مناطق القتال أو الحصول على احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والدواء والمياه إذا قرروا البقاء، كما يفتح الطريق أمام المساعدات الطبية والأدوية لتصل إلى المستشفيات في الخرطوم والعالقين فيها، ويواجه المصابون بأمراض مزمنة صعوبات كبيرة في الحصول على فرص للعلاج.
وجاء اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يخضع لمراقبة السعودية والولايات المتحدة وكذلك طرفي النزاع المتمثلين في الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، بعد خمسة أسابيع من القتال الكثيف في الخرطوم وامتداد أعمال العنف إلى مناطق أخرى من البلاد مثل إقليم دارفور غرب السودان.