'القائد أوجلان رمز الحرية والنضال في الوعي الكردي'
أكدت شيرين حسن عضوة (TEV-DEM) أن القائد عبد الله أوجلان يمثل رمزاً للتحرر الفكري والاجتماعي، وأن نضاله وفلسفته أسهما في إحياء الهوية الكردية وتعزيز دور المرأة في بناء مجتمع ديمقراطي.
نغم جاجان
قامشلو ـ ألهمت فلسفة القائد أوجلان آلاف النساء للنهوض والدفاع عن أنفسهن، حيث باتت المرأة، وفق رؤيته، محوراً للتغيير والتحول المجتمعي، ومن خلال نشاطاتهن ومواقفهن، تعكس النساء ارتباطاً وجدانياً وفكرياً بهذه الفلسفة، مؤكدات أن نضالهن هو امتداد لمسيرة التحرر التي وضع أسسها، وجعل من المرأة ركيزة أساسية فيها.
تجدد نساء قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا يوماً بعد يوم التزامهن العميق بالمطالبة بالحرية الجسدية للقائد أوجلان، معتبرات أن هذه المطالبة ليست مجرد موقف سياسي، بل تعبير حيّ عن إرادة الحياة الحرة التي يؤمنّ بها، وترى النساء أن حريته تمثل حجر الأساس لحرية المرأة والمجتمع، وأن استمرار عزله هو استمرار لمحاولات تقويض قيم المساواة والتحرر.
وفي هذا السياق، قالت شيرين حسن، عضوة مجلس المرأة في حركة المجتمع الديمقراطي (TEV-DEM) "تم اعتقال القائد أوجلان في عام 1999 إثر مؤامرة دولية، ومنذ ذلك الحين وهو يقبع في السجن، حيث فُرضت عليه عزلة مشددة، الهدف منها فصله عن شعبه".
وأضافت "للقائد أوجلان تأثير بالغ على شعوب إقليم شمال وشرق سوريا، إذ أن أفكاره ورؤاه ونضاله المشترك مع الشعب أسهمت في بناء علاقة عميقة قائمة على الفكر والمحبة والروحانية، هذا الارتباط لا يمكن فصله بسهولة، لأنه نابع من وجدان الشعوب ووعيها".
القائد أوجلان وإحياء الهوية الكردية من قلب إمرالي
وأكدت شيرين حسن أن القائد أوجلان، من خلال فكره وفلسفته، أسهم بشكل جوهري في إحياء الهوية والوجود الكردي "قبل أن تنتشر أفكاره، كنا نفتقر إلى الهوية والوجود الحقيقي، فالدول التي احتلت كردستان سعت عبر سياساتها إلى طمس لغتنا وثقافتنا وتاريخنا، بل حاولت القضاء علينا كأمة".
وبيّنت أن "القائد أوجلان بفكره العميق وفلسفته الثورية، أعاد الحياة إلى جذورنا التي كادت أن تذبل، فنبتت من جديد، والعلاقة التي تربط الشعب بالقائد أوجلان كانت أقوى من أن تكسرها المؤامرة الدولية، لأنها علاقة قائمة على الوعي، والانتماء، والروح المشتركة".
وشددت على أن الحرية لا تُنتزع إلا من خلال المجتمع، مشيرةً إلى أن القائد أوجلان يرى أن مشروعه لم يكتمل بعد، وأن المرأة هي من يجب أن تُكمله "إنه حرّ بأفكاره، وقد حوّل سجن إمرالي إلى مدرسة لتعليم الحرية، وإلى فضاء تنشأ فيه المرأة الحرة، القادرة على أداء دورها الفاعل في المجتمع، لم يسعَ القائد أوجلان إلى تحقيق أي مكسب شخصي، بل كرّس كل صفاته وأفكاره لهذا الشعب، وقدّمها له كاملة، بهدف بناء مجتمع قائم على أسس متينة، وإعادة الاعتبار لتاريخ الكرد وكردستان".
وتابعت "رغم مرور 27 عاماً على اعتقاله في سجن إمرالي، استطاع القائد أن يفكك النظام القائم داخله، ذلك النظام الذي حاول أن يسجن كل من يعمل لأجل المجتمع، وكل من ينخرط في العمل السياسي، داخل إمرالي كي يُمحى أثرهم، لكن القائد أوجلان، بقراءته الواعية للتاريخ واستشرافه للمستقبل، نجح في تقويض هذا النظام من الداخل".
"المرأة الحرة في فكره ركيزة المجتمع الديمقراطي"
وأوضحت شيرين حسن أن هناك جهوداً متواصلة تُبذل من أجل تحقيق الحرية الجسدية للقائد أوجلان، مشيرةً إلى أنه قدّم نموذجاً للمرأة الحرة من خلال رؤيته للرجل الحر، بهدف بناء مجتمع يسير نحو التحرر المشترك "الشعب يناضل بلا هوادة من أجل حرية القائد أوجلان، ويؤمن أن الحياة لا تكتمل بدونه، فهو يحاول يومياً على إيجاد حلول لمشاكل الشعب، ويسعى إلى تنظيمه وإعادة إحياء روح المجتمع الطبيعي".
وبيّنت أن القائد أوجلان من خلال فكره وفلسفته، يعالج قضايا العالم بشكل شامل، ويطرح مشروعاً يهدف إلى بناء أمة ديمقراطية، انطلاقاً من كون جغرافية كردستان تحتضن تنوعاً غنياً من الثقافات والانتماءات، ما يجعلها أرضاً قادرة على احتضان الجميع.
وذكرت بدعوة "السلام والمجتمع الديمقراطي" التي أطلقها القائد عبد الله أوجلان في 27 شباط/فبراير "لقد خاض حزب العمال الكردستاني نضالاً تجاوز الخمسين عاماً، استطاع خلاله الشعب الكردي أن يثبت وجوده ويصل إلى مرحلة الاعتراف بهويته، لم تعد قضايا الكرد محصورة داخل حدود كردستان، بل أصبحت تُناقش على مستوى عالمي، في إطار البحث عن حلول عادلة لها".
وأضافت "انطلاقاً من إيمانه بالسلام، دعا القائد أوجلان إلى حل حزب العمال الكردستاني كبادرة لفتح صفحة جديدة، لكن الدولة التركية لم تتخذ حتى الآن أي خطوات جدية تجاه هذه المبادرة، ونحن كشعب، نواصل نضالنا من أجل الوحدة وحل القضايا، ونؤمن بأن حريته الجسدية ستتحقق من خلال نضال المرأة، الذي يشكل جوهر هذا المسار التحرري".