المياه والطاقة والغذاء والنظم البيئية... تحديات تواجه المزارعات

تواجه المرأة الريفية تحديات في توفير أساسيات الحياة من مياه وطاقة وغذاء، بالإضافة إلى عدم التوازن البيئي ولأنها تنتمي إلى الفئات الهشة فهي من أكبر المتضررات.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ تؤثر التغيرات المناخية التي تشهدها العديد من النظم البيئية بشكل مباشر على المزارعات اللواتي وجدن أنفسهن مجبرات على تغيير أساليبهن الزراعية والمنتجات التي تستخدمنها.

بمناسبة اليوم الدولي للبحر الأبيض المتوسط والذي صادف أمس الثلاثاء 28 تشرين الثاني/نوفمبر، نظم مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث "كوثر" ورشة إقليمية حول المرأة الريفية وتحديات المياه، الطاقة، الغذاء، النظم البيئية بشراكة مع مؤسسة prima من أجل البحث والابتكار في منطقة البحر الأبيض المتوسط والاتحاد من أجل المتوسط UFM ومؤسسة نساء الأورو ـ متوسط.

ويعتبر حوض البحر الأبيض المتوسط واحدة من أكثر طرق الشحن ازدحاماً في العالم وثاني أكبر نقطة ساخنة للتنوع البيولوجي، وبالتالي هناك العديد من المخاطر التي تستهدف البيئة والسكان ومستقبل الأجيال القادمة، خاصةً في ظل احتدام الحروب والنزاعات.

ومن المؤكد أن الآثار السلبية للأزمات المرتبطة بالتغير المناخي، تنعكس على النساء أكثر منها على الرجال، وتضاعف من التهديدات التي تتعرضن لها، خاصةً تلك المرتبطة بالعنف المبني على النوع الاجتماعي والمخاطر الصحية وعواقب الكوارث الطبيعية.

ويمكن لتغير المناخ إذا استمر، أن يدمر أو يغير حياة العديد من النظم البيئية والسكان ويؤثر بشكل مباشر على حياة المزارعات اللواتي ستجدن أنفسهن مجبرات على تغيير أساليبهن الزراعية والمنتجات التي تستخدمنها، وتعلم أساليب زراعية جديدة، أو تغيير مناطق سكنهن خاصةً إذا تواجدن في بلدان تعاني الاحتلال والصراعات والحروب، رغم أنهن غير مسؤولات عن ظاهرة الاحتباس الحراري أو تلوث الهواء.

وتهدف هذه الورشة إلى التعمق في فهم منهجية NEXUS WEFE والتي تعني أهمية الترابط القائم بين المياه، الطاقة، الغذاء، النظم البيئية، والدفع نحو بناء شراكات تسهل النسج على منوال الممارسات الجيدة والمشتركة في هذا المجال، وذلك لأن قضايا تغير المناخ قد قلبت النموذج المتعلق بدور المرأة واعترفت بدورها التحويلي، فلم يعد يُنظر إلى النساء على أنهن ضحايا يجب إنقاذهن، بل أصبحن محوراً مركزياً وعنصراً مشاركاً في الاستراتيجيات التي يتم وضعها لمكافحة الاحتباس الحراري وعنصراً رئيسياً في الحد من تغير المناخ.

ومما لا شك فيه أن صوت المرأة وحقوقها ومساهمتها هي مسألة أساسية لبناء اقتصادات مستدامة، ومجتمعات قادرة على الصمود في مستقبل يضمن العدالة المناخية والمساواة بين الجنسين.

وحول هذا الموضوع أكدت الدكتورة والمديرة التنفيذية لمركز المرأة العربية للتدريب والبحوث سكينة بوراوي على أهمية تثمين المعرفة المحلية والاعتراف بدور المرأة في المجتمعات المحلية، وعلى ضرورة تعزيز التشبيك وبناء القدرات، لاسيما في مجال بلورة الاستراتيجيات الداعمة لأدوار النساء في التكيف مع التغيرات المناخية خاصةً على الصعيد المحلي.

وتواجه المرأة الريفية العديد من التحديات المتعلقة بالظروف الاقتصادية الصعبة وافتقار الجهات إلى أبسط ضروريات العيش الكريم من طرقات ومرافق صحية، كما تواجه تحديات في علاقة ندرة المياه ونقص الغذاء وعدم التوازن البيئي جراء التغيرات المناخية، كل هذه التحديات دفعت نساء الارياف للبحث عن سبل لمواجهتها.

وفي هذا الإطار قالت رئيسة مجمع المرأة المبادرة فتحية المزي "نحن مجموعة من النساء نعمل على المنتوجات الفلاحية التي تختص بها منطقة قربة بمحافظة نابل نقوم بزراعتها وتحويلها إلى منتوجات بمفردنا"، مشيرةً إلى أن مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث "كوثر" ساعد هذه المجموعة النسائية على التكوين في تحويل المنتوجات الفلاحية كزراعة الطماطم وتجفيفها وزراعة نباتات وأعشاب وتحويلها إلى توابل.

وحول الصعوبات التي تواجهها المجموعة النسائية باعتبارهن مجموعة واحدة قالت "كمجمع نسائي نعاني من صعوبة في الترويج، باستثناء المعارض التي تعد على الأصابع لذلك لا نستطيع تسويق منتوجنا بالشكل المطلوب".

وأوضحت أن مشكلة توفير مياه الشرب والري باتت معضلة حقيقية بالنسبة للأهالي وأصبح من الصعب الحصول على المياه من الجمعية المائية ألا مرة واحدة في الأسبوع، بينما كانت في الماضي تصل إلى ثلاث مرات، كما تفتقر إلى التغطية الاجتماعية، مضيفةً أن المزارعات اللواتي تنتمين إلى الجمعية بحاجة إلى التكوين المستمر والتشجيع لتقمن بمزيد من العمل على تحويل منتوجاتهن.

ولفتت إلى أن "وزارة الفلاحة قامت بافتتاح نقطة بيع من المنتج الى المستهلك في العاصمة، نأمل أن يتم تعميم الفكرة لتشمل جميع المناطق"، موضحةً أن الجمعية تضم خريجات جامعيات ونساء تحملن الشهادة الابتدائية جمعيهن ترغبن في الحصول على مصدر رزق تعيل بها عائلاتهن.

وبدورها قالت الباحثة المختصة في استعمال المياه المعالجة في الفلاحة بالمعهد الوطني للبحوث في الهندسة الريفية والمياه والغابات

 

 

 

الفة محجوب "مشاركة المرأة في استعمال المياه المعالجة لم يتم العمل عليه كثيراً لذلك قمنا بمتابعة الموضوع في بعض المناطق الريفية للاطلاع على كيفية تعامل المرأة الريفية مع المياه المعالجة، وهل تضررت منها أم لا ؟ وهل تعتمد طريقة جيدة لتجنب مخاطرها؟ وهل الفلاح الذي يشغلها مكنها من وسائل الحماية؟

ولفتت إلى أن الجديد في المشروع هو أن يكون للمرأة الريفية فكرة، حول كيفية استخدام المياه المعالجة وما ينجم عنه من طاقة وكيف يتم استعمال المياه للإنتاج وكيف تتضرر البيئة بالمياه المعالجة، مضيفةً أن "استراتيجية prima تركز على المرأة في المحيط الزراعي وخاصةً مشروع ناكسيس الذي يحتوي على ترابط بين البيئة والمياه والطاقة ومشروع بونيكس الذي نستمد منه التجارب الناجحة ونقف عند النقائص والنصائح".