آلاف المرضى دون علاج بعد خروج مركز "مشته نور" عن الخدمة
أدى قصف الاحتلال التركي الأخير على العديد من مناطق إقليم شمال وشرق سوريا إلى حدوث أضرار كبيرة في البنية التحتية والمنشآت الخدمية من بينها مركز "مشته نور" الصحي الذي كان يقدم خدماته بشكل مجاني للأهالي.
برجم جودي
كوباني ـ خرج مركز مشته نور الصحي في مدينة كوباني بإقليم شمال وشرق سوريا عن الخدمة نتيجة قصفه بأربعة صواريخ من الاحتلال التركي أواخر كانون الأول/ديسمبر الجاري.
بتاريخ 25 كانون الأول/ديسمبر الماضي، قصف الاحتلال التركي مركز "مشته نور" الصحي الواقع في حي الشهيد خبات بمدينة كوباني في إقليم شمال وشرق سوريا الذي كان يخدم يومياً 500 مريض من أهالي المدينة ونواحيها، ووفقاً لتقرير هيئة الصحة المتعلق باستهداف مركز "مشته نور" الصحي، حيث تم تدمير المبنى والديكور والآسرة وكراسي المرضى والأدوية والأجهزة الطبية والمكيفات وسيارات الإسعاف.
وكان المركز الذي تم استهدافه يضم أقسام الطب الداخلي والنساء والأطفال ومرضى السكري والطب النفسي وتلقيح الأطفال وقسم الطوارئ، بالإضافة إلى 6 غرف وصالة، 4 غرف وصالة في قسم الطب النفسي والعناية، 4 غرف وصالة في قسم السكري، 3 غرف في قسم النساء، غرفة في قسم تطعيمات الأطفال وصيدلية للأدوية ومستودع لوجستي وغرفة إدارة و3 غرف طوارئ وغرفة لقوى الأمن، وتحاول هيئة الصحة في المقاطعة إعادة بناء المركز.
وحول القصف الذي تعرض له مركز "مشته نور" الصحي تقول الدكتورة أفين خليل "تعرض المركز للقصف من قبل الاحتلال التركي أربع مرات خلال عام واحد، وتسبب القصف الأخير الذي طال المركز أواخر شهر كانون الأول بخروجه عن الخدمة بشكل كامل"، لافتةً إلى أنه يتم علاج ما لا يقل عن 500 مريض يومياً بشكل مجاني، يجبر مرضى السكري الأن على شراء أدويتهم بعدما كانت تقدم لهم بشكل مجاني، لكن مرضى الذين يحتاجون إلى تلقي الأنسولين يواجهون مخاطر كبيرة لأنهم لا يستطيعون شرائها من الخارج فهي متوفرة في المركز فقط.
وأوضحت أن المركز كان يستقبل يومياً قرابة 300 طفل يتم علا جهم في أقسام التطعيم والأمراض النفسية، كما يتم علاج مرضى اللاشمانيا بشكل منفصل في قسم خاص، لكنهم الأن لا يمكنهم تلقي العلاج بعد تعرض المركز للقصف، لافتةً إلى أن هناك احتمال حدوث كارثة بعد احتراق كافة الأقسام مع الأدوية بداخله، فلم يعد المركز قادر على تقديم خدماته أو الأدوية، ولهذا السبب تكبدت هيئة الصحة ومنظمة MDM التي تقدم الدعم في مجال الطب خسائر مالية فادحة.
وقالت عندما تم قصف المركز كان يوم عطلة لم يكن هناك أحد داخل المركز، يبلغ عدد طاقم المركز 75 شخصاً بالإضافة إلى أكثر من 500 مريض كل يوم، إذا كان القصف في يوم عمل المركز لحدثت مجزة كبيرة، مضيفةً أن أكثر من مليون شخص في المدينة تضرروا من القصف فلا يمكنهم الأن تلقي العلاج.
وأكدت أنها ستستمر بواجبها الأخلاقي رغم كل الظروف "كأطباء ندين بشدة الحادث الذي وقع على مركز "مشته نور" وقد كان عبارة عن مركز يقدم خدماته للمجتمع، تتجه أنظار الأهالي الآن في المدنية نحو إعادة بناء المركز ليقدم خدماته مرة أخرى".
ومن جانبها قالت إحدى النساء اللواتي تستفاد من خدمات المركز صديقة خلو "باعتباري أم لطفلين، استفدت كثيراً من المركز فعند مرض أطفالي، كنت أخذهم على الفور إلى المركز وأعالجهم هناك، كانت جميع الأدوية مجانية"، مشيرةً إلى أن "هدف الاحتلال التركي من تدمير البنية التحتية واستهداف أماكن الخدمة في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا استخدام الحرب الباردة وإجبارنا على مغادرة مناطقنا".