وسط الإبادة بغزة... شمس عصمت تجد مسارها ككاتبة

"مسار لك" هو الوليد الأول للكاتبة شمس عصمت والذي خطت حروفه دون معرفة مصيره هل سينشر ويرى النور، أم ستبقى تلك الكلمات في الصحف رفيقة العتمة على أحد رفوف مكتبتها.

رفيف اسليم

غزة ـ استطاعت الكاتبة شمس عصمت، انتاج أول عمل أدبي لها خلال فترة الهجوم على قطاع غزة، بعنوان "مسار لك" والذي تتحدث خلاله عن مسار امرأة أحبت، وتعثرت، وحلمت، وراودها الأمل بحياة أفضل رغم قسوة الواقع الذي أنهكها، من خلال هذه القصة، أرادت أن توصل رسالة عن قوة المرأة في غزة وحبها للحياة.

أحبت الكاتبة شمس عصمت اللغة العربية منذ الصغر وتعلقت بها، لذلك كانت محور دراستها الجامعية، لتقرر فيما بعد تحويل الخبرات التي اكتسبتها على مدار أربعة أعوام لنصوص تعبر عن الإنسان أينما كان وعن الظروف التي يعيشها، كي يجد أي شخص يلمس أعمالها نفسه بين السطور وخاصة المرأة.

"مسار لك" هو الوليد الأول للكاتبة شمس عصمت والذي خطت حروفه دون معرفة مصيره هل سينشر ويرى النور، أم ستبقى تلك الكلمات في الصحف رفيقة العتمة على أحد رفوف مكتبتها الخاصة التي تزخر بعشرات الكتب والروايات، ولكن الأمل كان رفيقها بوصول كلماتها للكثير من الفتيات والشابات اللواتي عشن ذلك الألم ولم يستطعن البوح به.

وتصف الكاتبة شمس عصمت محاولتها في إصدار كتاب "مسار لك" بالجريئة، كون لم يسبق لفتاة من قطاع غزة أن تخصص كتاب لتروي فيه حكايات الحب في مدينة الحرب، فجميع المحاولات تظهر كنصوص خجولة ضمن متن نص مليء بالأحداث الأخرى التي تركز على قضايا المجتمع والاحتلال والاستيطان ومشكلات الشعب الفلسطيني التي لا تنتهي.

وقد شعرت شمس عصمت بالصدمة حين علمت أن كتابها سيشارك في  معرض القاهرة الدولي للكتاب قريباً،  بعد عرضه على إحدى دور النشر وطباعته وتجهيزه إثر إلحاح من بعض الصديقات اللواتي أكدن على أهمية رؤية نصها النور، مشيرةً إلى أن كتابها انطلق للعالم، بينما لا تزال هي عالقة تحت نيران الإبادة والتلويح بالتهجير قسري في غزة.

وترى أن التفكير بالكتابة وسط الحرب أمر صعب، لكن الرغبة الجامحة للكاتبة في التخفيف من تلك الآثار عليها دفعها للجوء إلى الكتابة، تجاهلت أصوات الطائرات والقذائف،  وصرخات الأطفال الجياع، وجثث العائلات التي تدفن تحت بيوتها، ومضت في كتابة نصها محاولةً أن تبقي الأمل حياً.

وتواجه الكاتبات الفلسطينيات العديد من الصعوبات بحسب شمس عصمت في سبيل إيجاد دار نشر تقبل طباعة العمل وقد كان لها محاولات عديدة في طرق تلك الأبواب حتى استطاعت نشر كتابها ، لكن جميع تلك العقبات تلاشت أمام سعادة رؤية جمهور يبتسم  والكتاب بين يديه.

فكرة الكتابة والتعبير عن هول ما يعيشه المرء في غزة هي ما يؤرق الكاتبات في غزة ناهيك عن ضيق أماكن النزوح التي يسكن بها أكثر من عائلة وأزمة الخيام التي تضيع فيها فرص الهدوء والاستقلالية، فكيف للكاتبة أن تكتب في مكان لا تشعر بالراحة به، لكنهن ما يزلن يحاولن الكتابة.

وتتمنى شمس عصمت أن تكون مع كتابها في معرض الكتاب الدولي مع بداية العام، توقعه بنفسها وتروي لقرائها عما عايشته غزة، لافتةً أن مهمتها ككاتبة أن تنقل للعالم كيف تعيش الشابات في المدينة المحاصرة وبماذا يحلمن، والأهم أنهن يستطعن الحب وسط تلك الظروف المعقدة.