"هي تستطيع للتنمية" تسعى لتمكين النساء اقتصادياً

الحرف اليدوية واحدة من المجالات التي تقبل عليها النساء لكونها واحدة من الأعمال المرنة التي قد لا تتطلب منهن الخروج من المنزل، كما توفر لهن مصدر دخل مناسب.

أسماء فتحي

القاهرة ـ التمكين الاقتصادي واحد من أدوات دعم النساء التي أجمع المهتمين بقضايا المرأة أنه لها تأثير جذري على قدرتهن في رفض العنف والانتهاكات التي تنال من حقوقهن الإنسانية.

عدد كبير من المؤسسات والجمعيات النسوية تعمل على تمكين النساء اقتصادياً كونه أبرز الجوانب الحياتية التي تحقق استقلالها وكيانها، ومن هذه المؤسسات "هي تستطيع للتنمية" التي تقدم الدعم للنساء وتنمي أفكارهن حول تحقيق الاستدامة والتقدم بالمشروعات من خلال تدريبات داعمة كريادة الأعمال وكتابة دراسات الجدوى والتسويق الإلكتروني وغيرها.

ففي حوار أجرته وكالتنا مع مديرة وحدة الحرف اليدوية في المؤسسة غادة مغازي، ألقت خلاله الضوء على أهم المنتجات التي تعملن عليها بالوحدة المخصصة لذلك، فضلاً عن إعلانها أن المؤسسة تفتح أبوابها أمام جميع النساء اللائي ترين أنهن بحاجة لتعلم هذه الحرف كون المؤسسة بأدراك تام للأثر الذي يحققه التمكين الاقتصادي في تغيير واقع النساء والثقافة السائدة حول أدوارهن النمطية.

 

كيف تولي مؤسسة "هي تستطيع للتنمية" الأهمية لقضايا النساء؟

أبرز أهداف المؤسسة تمكين المرأة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً من خلال القيام بالتدريبات اللازمة لذلك، كما تقدم للنساء كامل الدعم فيما يحتجنه حتى تستطعن اتخاذ قراراتهن بكل استقلالية وبدون الخنوع لأي ضغوطات أو تهديدات، ومساعدتهن على حماية ذاتهن من مختلف أشكال الانتهاكات التي قد تقع عليهن بفعل الثقافة الذكورية التي ارتفع معدلها في الفترة الأخيرة.

والجانب الاقتصادي لنا باع كبير فيه فنحن نعمل على تأهيل النساء في مختلف الحرف التي تمكنهن من إطلاق مشاريعهن الخاصة، كما توفر مصدر دخل مناسب لأسرهن.

ولا يمكننا إغفال أهمية هذا النوع من التمكين في مساعدة النساء على تحقيق استقلالهن المادي وما يترتب عليه من أثر في حمايتهن من التعرض للانتهاكات وتعزيز قدرتهن على رفضها ووضع حد لها.

 

ما هي الأنشطة التي تقدمها وحدة الحرف اليدوية في المؤسسة؟

تضم الوحدة مجموعة من المدربات المتخصصات في عدد من الحرف منها الخياطة والجلود والديكوباج والكروشيه وغير ذلك، حيث تتعلم فيها النساء الحرفة من الصفر حتى تصلن للاحتراف والاعتماد على ذاتهن لإطلاق مشاريعهن الخاصة.

كما أننا نقدم لهن دروس في ريادة الأعمال والتسويق الإلكتروني وأساليب كتابة دراسة الجدوى وسبل الإدارة، وبالتالي تصبحن قادرات على تطوير مشاريعهن وإنجاحها.

وسياسة عملنا تتجه نحو فكرة التكاملية والإجابة على سؤال "كيف لامرأة بسيطة لا تمتلك مهارة أن تؤسس مشروعها وتستمر فيه وتنميه مع مرور الوقت"، وهو ما يدفعنا للبحث عن مختلف التدريبات التي تؤهلها لذلك وتقديمها لكل امرأة ترغب في تبني مشروعها الخاص.

 

ما هي الأزمات والمعوقات التي تعاني منها النساء اللواتي تسعين لتعلم الحرف اليدوية؟

عدد كبير من النساء اللائي ترتادين المؤسسة لا تملكن أي معرفة بالحرف التي ترغبن في تعلمها، وامتلاك المعرفة أمر مرهق يتطلب وقت وتركيز وعمل دؤوب حتى يتسنى لها التنفيذ مستقبلاً، ولتحويل المرأة من نمط الاعتماد على الغير لتلبية احتياجاتها إلى نمط الاعتماد على الذات لتنفذ مشروعها وتذليل الصعوبات والتحديات التي تواجهها.

وفكرة المتابعة والاستمرارية أيضاً كانت واحد من التحديات التي واجهتنا، وكذلك النساء الوافدات للمؤسسة خاصة في البرامج التدريبية اللاحقة على تعلم الحرف كريادة الأعمال والتسويق الإلكتروني وغيره، والقدرة على استكمالها لما لها من أهمية في دعم مشاريعهن.

كما أننا نعمل من أجل التميز وبالتالي لابد من توفر الجودة والابتكار في الحرف اليدوية وهو أمر ليس سهلاً ويحتاج لجهد من المدربة والمتدربة، فضلاً عن أهمية الوصول للعمل في أقرب نقطة له من خلال المعارض المختلفة أو أساليب التسويق الأخرى.

وواحدة من الأزمات التي تواجه النساء تتمثل في أسعار الخامات التي ترتفع من حين لآخر، وهو أمر يجعل الكثير منهن لا تواصلن العمل على الرغم من اكتسابهن مهارات ومعرفة، وهذا أبرز التحديات في عملنا على التمكين الاقتصادي لذلك يترتب علينا دراسة سبل دعم النساء والبدائل التي تحقق لهن القدرة على توفير الخامات المرتفعة السعر.

 

ما هي الأسباب التي دفعتك لتقديم الدعم لغيرك من النساء وفي هذا المجال تحديداً؟

شغفي بالحرف اليدوية منذ الصغر هو السبب وراء ذلك، فعندما كنت في المرحلة الابتدائية بدأتُ رحلة البحث عن عمل كوني امتلك قدر كافي من المهارة، وعملت على ذلك بمفردي لسنوات طويلة حتى حققت ما سعيت من أجله.

ومع الوقت تمكنت من الوصول للعمل الاحترافي الذي يميزني عن الآخرين وبالتالي كسبت عدد لا بأس به من العملاء يفضلون منتجاتي عن غيرها، وهو نتاج كفاح حقيقي وتعلم دؤوب ومواصلة في البحث واستمرارية في التجربة مع قبول الأخطاء والتعامل مع التحديات التي واجهتني في كل مرحلة.

والآن أرى أن من واجبي تقديم الدعم المعرفي لكل امرأة بحاجة لتعلم السبل اللازمة لتستطيع تخطي ضغوطات الحياة المختلفة والاعتماد على ذاتها في توفير مصدر دخل يلبي احتياجاتها.

 

ما هي المنتجات التي صنعتها النساء في وحدة الحرف اليدوية بالمؤسسة؟

هناك عدد كبير من المنتجات وباتت الوحدة قادرة على تنفيذها مع النساء اللاتي ترتدنها للتعلم، ومازال العمل مستمر على إضافة حرف جديدة وتطويرها.

ومن المنتجات التي يتم تنفيذها "الكروشيه، والجلود والديكوباج وحقائب الدك" وغيرها، كما قمنا بتنفيذ ورش لتعليم البامبو في مهرجان القاهرة للتمور، وتمكنت المشاركات من تقديم منتجات متعددة خلال أيام الانعقاد.

وخلال التدريبات نعرض على المشاركات نماذج لتقمن بتنفيذها، كما أننا عملنا على إيجاد بدائل للورد البلدي على سبيل المثال من خلال الكروشيه حتى يتسنى للراغبات في اقتناؤه والاحتفاظ بها لفترة أطول واستخدامها في الزينة.

وتم تنفيذ أشكال مختلفة من الدمى ولعب الأطفال وأشكال متنوعة من الحقائب المصنوعة من الجلود وأيضاً الكانفا، والأهم أن المجموعة تهتم بالجودة وتمكين النساء على تقديم أفضل المنتجات لتحقيق ربح مناسب.