الزي الفلكلوري العربي... أصالة وعراقة تحافظ عليها النساء

لا تزال النساء من المكون العربي ترتدين الزي التقليدي الشعبي أو كما تسمينه "الزي العربي" أو "لباس العرب"، وتعتبرنه جزءاً من عادات وتقاليد المنطقة واقتداءً بالجدات.

سيبيلييا الإبراهيم

الرقة ـ يعد الزي الشعبي جزءاً من ثقافات الشعوب، واهتمام النساء بهذه الثقافة واضح كونه يميزهن عن غيرهن من المكونات والطوائف، وتحافظن عليه بالرغم من التطور الذي طال كافة جوانب الحياة.

تحافظ النساء من كافة الطوائف والمكونات في شمال وشرق سوريا على عاداتهن وتقاليديهن وزيهن الشعبي الذي يميزهن، منهن النساء من المكون العربي حيث يحتل الزي الشعبي أو ما تسمينه "لباس العرب" حيزاً كبيراً في حياتهن وتحافظن عليه من الاندثار والزوال في ظل التطور وسيطرة بعض التنظيمات كمرتزقة داعش الذين فرضوا ما يسمى باللباس الشرعي، إلا أنه وبعد القضاء عليه عادت النساء لارتداء زيهن التقليدي بكل حرية.

ترتدي النساء الزي الشعبي في المناسبات والأفراح للتعبير عن أصالة وعراقة المكون والمجتمع الذي تنتمين إليه، حيث تقول الإدارية في تجمع نساء زنوبيا بالخط الجنوبي مريم الجرف "يعتبر الزي العربي الفلكلوري من الأزياء القديمة الملفتة التي تعبر عن ثقافة وأصالة وعراقة شعوب المنطقة، ورغم التطور والحداثة إلا أن المرأة استطاعت أن تحافظ عليه خاصة في ظل انتشار الصناعات الحديثة".

وأضافت أن "الزي العربي الفلكلوري له تاريخ عريق وقديم وذو طابع فراتي أصيل كونه المعروف والمشهور لدى النساء في الماضي، وحافظت عليه أمهاتنا وجداتنا على مدار سنين طويلة لتورثنه للأجيال اللاحقة، ويتألف من عدة قطع هي الثوب والزبون يشبه العباءة، ومحزم يلف الخصر به مصنوع إما من الجلد أو منسوج من صوف الأغنام وطبعاً نسج يدوي وليس آلي، بالإضافة لعصبة الرأس التي يستخدم فيها نوع معين من أغطية الرأس تدعى الهبرية وتكون من الحرير، ومن تحت عصبة الرأس تخرج ضفيرتين".

وعن دور المرأة في الحفاظ على الزي الشعبي من الاندثار تقول "للنساء دور كبير ومهم في الحفاظ على حضارة وتاريخ وهوية مجتمعهن، منها الحفاظ على الزي التقليدي من الاندثار لتورثنه للأجيال القادمة، وأغلب النساء مصرات على ارتداء الزي الشعبي على الرغم من انتشار الأزياء الحديثة وطغيانها على كل ما هو تقليدي".

وعن الزي العربي في الماضي قالت مريم الجرف "كان الشعراء ينظمون قصائد كثيرة يصفون جمال الزي التقليدي ويبدون إعجابهم بمن ترتديه كونه يعطي صورة واضحة عن ثقافة المجتمع وتفاعل المرأة مع الطبيعة والأرض والانسجام وطبيعة سلوك المنطقة"، مضيفةً أن الزي التقليدي يتناسب مع نمط الحياة التي كان الناس يعيشونها قديماً.

وحول ما يميز الزي العربي القديم عن الحديث تقول "على الرغم من كل التطورات وحداثة الآلات الصناعية إلا أن الزي الشعبي لايزال مرغوب ومحبب بشكل كبير كونه يصنع يدوياً وهذا ما يعطيه جودة ونوعية أفضل".

وأوضحت المعوقات التي واجهت هذه الثقافة "كون النساء أكثر فئات المجتمع التي تحاول وتسعى جاهدة في الحافظ على كل ما هو تراثي وتقليدي، واجهن الكثير من العقبات والصعوبات التي تجبرهن على التخلي عن تراثهن وثقافتهن، منها إبان سيطرة داعش على المنطقة الذي فرض عليهن ارتداء ما يسمى الزي الشرعي المتمثل باللون الأسود، لكن بعد القضاء عليه من قبل قوات سوريا الديمقراطية تمكنت النساء من التمسك بتراثهن وثقافتهن".

وفي ختام حديثها وجهت مريم الجرف رسالة حثت فيها النساء على الحفاظ على الزي التقليدي من الاندثار، "يجب على جميع النساء أن تحافظن على الزي الشعبي كونه من الأشياء القليلة التي تعبر عن ثقافتهن وتاريخهن العريق، فمن ليس له ماضي ليس له حاضر ومستقبل".