إبراز الثقافة والتراث الكردي وحمايته من سياسات الإبادة مهمة تتكفل بها حركة الهلال الذهبي

لردع السياسات الهادفة لمحو الثقافة، وللحفاظ على التراث الكردي وثقافته ونقله إلى الأجيال القادمة، تسعى حركة الهلال الذهبي في شمال وشرق سوريا من خلال أسبوعها الفني إلى إظهار الموروث الثقافي عبر عروض متنوعة ومختلفة

دلال رمضان 
كوباني ـ .
تحت شعار "بثقافة الهلال الذهبي وفن حرب الشعب الثوري سندحر الاحتلال" بدأت حركة الهلال الذهبي أمس السبت 26حزيران/يونيو أسبوعها الفني من حديقة 19 تموز بمدينة كوباني بشمال وشرق سوريا من خلال أمسية فنية، تضمنت عرض مجموعة من الأغاني التراثية والدبكات الشعبية.
وتأسست حركة الهلال الذهبي في إقليم الفرات في الثامن من آذار/مارس 2018، بهدف حماية ثقافة المرأة من الضياع، والحفاظ على أصالة وجذور الفن الأصيل للشعب الكردي، من خلال الفعاليات والأنشطة الهادفة لتنمية وصقل المواهب وإبرازها لتعريف الأجيال الصاعدة بها.
 
 
وقالت الإدارية في حركة الهلال الذهبي في إقليم الفرات كولجين حسو لوكالتنا أن عمل الحركة سيكون على مستوى روج آفا، "في إقليم الفرات ستستمر الفعالية على مدار أسبوع، وإذا تطلب الأمر ستُمدد الفترة".  
وبينت أن برنامج الفعالية سيبدأ من مدينة كوباني، ثم صرين ونواحي الجلبية وشيران وقنايا، لتنتهي في مخيم تل السمن للنازحين من مقاطعة تل أبيض/كري سبي المحتلة.
ومخيم تل السمن هو أحد المخيمات المنتشرة في مناطق شمال وشرق سوريا، افتتح بعد احتلال تركيا ومرتزقتها لرأس العين/سري كانيه، وتل أبيض/كري سبي في تشرين الأول/أكتوبر عام 2019، وتسكنه أكثر من 200 عائلة.
وعن الهدف من العرض في القرى والنواحي، قالت "إن السبب هو عدم قدرة الأهالي هناك على المجيء إلى المدينة ليلاً وبشكل يومي، وثانياً لإدخال الفرحة والسعادة إلى قلوبهم، وتعريفهم بعاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم الكردية الأصيلة، المتجذرة في التاريخ بغناها وأصالتها"، إلى جانب تعريف الأجيال الصاعدة بتراثهم الذي ابتعدوا عنه، نتيجة التطور التكنولوجي. 
وأشارت إلى أن المجتمعات تُعرف بثقافتها ولغتها، إذ تُمثل الثقافة والتراث الروح والهوية الحقيقية للشعوب "الثقافة هي التي تعمل على إبراز الجانبين المعنوي والروحي للشعوب".
وأكدت أن دولة الاحتلال التركي تمارس حرباً خاصة على المجتمع، من خلال سياسات الصهر والتطهير والإبادة الثقافية عبر هجماتها الممنهجة "تركيا تحاول إبعاد الشعوب عن ماضيها وحضارتها وثقافتها، للقضاء على وجودهم التاريخي والثقافي".
وضمن الأسبوع الفني ستشارك مجموعات من الفرق في الأمسيات، منها فرقة الشهيدة هفرين خلف للغناء، وفرقة الشهيدة بارين للأطفال، وأخرى للدبكات الشعبية، والمواويل الكردية، إلى جانب عرض المأكولات الشعبية التي تشتهر بها مدينة كوباني "هذه الأمسيات هي لإحياء روح التراث وثقافة الأجداد".  
 
 
وعبرت دلفين أحمد إحدى المشاركات من فرقة الشهيدة "هفرين خلف" للغناء لحركة الهلال الذهبي عن مدى سعادتها بالمشاركة في الأمسية "أشعر بالسرور والفرح لعرض مثل هذه الأمسيات لأول مرة في كوباني، ونسعى من خلال الفن والأغاني التراثية إدخال البهجة إلى قلوب الأهالي الذين عانوا من ويلات الحرب، وجعلهم على ارتباط وثيق مع تراثهم الغني". 
وأضافت "من خلال الفن وعرض الفقرات التراثية نشجع الأهالي للحفاظ على ثقافتهم وتراثهم لحماية الثقافة من الصهر والاندثار، ولتشجيع وتحفيز الأطفال لمتابعة مواهبهم، وتنميتها نحو الأفضل، وإيصال صوتهم عبر الموسيقى والفن".
 
 
وقالت زينب صالح إحدى الحاضرات في الأمسية "في كل مساء نأتي إلى الحديقة، لكن اليوم مُختلف عن الأيام الأخرى لوجود عرض فني، وهو الذي أمدنا بالمعنويات والسعادة، لننسى ولو بشكل قليل المآسي التي مررنا بها".
وهذا اليوم فرصة لزيادة أواصر التلاحم والتكاتف فيما بين الأهالي، إلى جانب أنها فرصة لمعرفة التراث والإبداعات عن قرب، كما بينت.
وطالبت الأهالي بالتشبث بتراثهم، والتمسك بالإرث الثقافي والفني، وعدم تقليد الدول الغربية في ثقافتهم الرأسمالية "بفضل المراكز الثقافية في مناطقنا حافظنا على ثقافتنا من تهديدات الإبادة، ومنها الزي الكردي، والفضل الأكبر يرجع إلى الأمهات اللواتي ما يزلنَّ يحافظنَّ على تراثهنَّ".
واختتمت زينب صالح حديثها بالتأكيد على أن الاحتلال التركي يحاول إفراغ الشعوب الحرة من جوهرها "بعودتنا إلى جذورنا الثقافية سنردع جميع السياسات الساعية إلى صهر ثقافتنا، وبنقل تراثنا إلى الأجيال سنحافظ على موروثنا العريق".