أوضاع النساء في مناطق الصراع تتطلب التضامن الإقليمي والدولي
دعت الناشطة المغربية عائشة لخماس جميع النساء بضم أصواتهنّ إلى الحركات التحررية الحقوقية لمواجهة الجرائم والحروب التي تمارس ضد النساء في العالم ومشاركتها في صنع القرار.
حنان حارت
المغرب ـ تضم الحركة النسائية المغربية صوتها إلى باقي الحركات التحررية الحقوقية في العالم لكي تقول "لا للإبادة، لا للجرائم والحروب" التي تمارس ضد حقوق الإنسان والانسانية في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن والسودان وغيرها من البلدان في بقاع العالم.
وصفت الناشطة المغربية عائشة لخماس عضو جمعية اتحاد العمل النسائي، أوضاع النساء في مناطق النزاع بالصعب والمؤلم، لافتة إلى أن ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من نزاعات مسلحة وحروب "لا ينبئ بخير"، إذ تدفع النساء ثمنه مضاعفاً.
وقالت إن النضال اليوم يجب أن يكون في مختلف المواقع والبلدان، وذلك من أجل الحقوق الإنسانية للنساء، مشيرة إلى أن التنسيق بين مختلف مكونات الحركة النسائية بكل خلفياتها ضروري خلال هذه المرحلة.
وأعطت مثالاً عن شبكة رؤى للمرأة العربية والتي يعد اتحاد العمل النسائي في المغرب عضوة فيها "إنها واحدة من الشبكات النسائية في المنطقة التي تريد إعادة القطار إلى سكته، إلى ما قبل مؤتمر بيجين +30، هذا المؤتمر الذي اكتفى بالحقوق الإنسانية للنساء دون ربطها بالسياقات السياسية والاقتصادية التي تعرفها المنطقة والتي تؤثر على وضع النساء".
وأبرزت أن الصراعات العسكرية والنزاعات بين عدد من دول المنطقة وإسرائيل، تشهد دعماً غربياً لا محدود لإسرائيل، التي تلقي بعرض الحائط كل القوانين الدولية، مبينة أن إسرائيل والغرب لديهم مصالح مادية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط "هذه الحروب تستنزف الشعوب، وتمنع نمو الدول العربية، وتعيق توحدها وتطورها".
وأكدت على أهمية التنسيق بين الحركات النسائية في دول الشمال والجنوب من أجل محاربة كل أشكال العنف والإبادة والتميز الذي هو نتيجة توحش الرأسمالية الحالية، معتبرة أن النساء هن الضحايا الأوائل لأي عدم استمرار تعرفها البلدان، مما يؤدي إلى انتشار العنف والتيارات المختلفة وبالتالي تحطيم الدولة الوطنية "كل النزاعات والحروب تنعكس على وضع النساء، وما نشاهده في فلسطين وسوريا ولبنان وفي السودان وغيرها من الدول التي تشهد نزاعات مسلحة، تعيش فيها النساء أوضاعاً خطيرة".
وقالت عائشة لخماس إن ما يحدث في المنطقة يفرض على النساء العودة إلى النضال الذي كانت تخوضه الحركات بمختلف أشكالها وتياراتها "اليوم نعيش تفرقة وذلك لاختلاف الاحتياجات والمصالح، ولكن في الأخير مطلبنا هو السلم والأمن الذي سيكون مفيد لكل نساء العالم".
وعن أهمية التشبيك الإقليمي، ذكرت أن اتحاد العمل النسائي هو عضو في شبكة أور متوسطية وكذلك عضو في شبكة أفريقية "عبر التشبيك والعلاقات التي أصبحت أكثر مرونة وسهولة أصبح ممكناً بناء جبهة نسائية عالمية ضد الاستغلال والتدمير".
وبينت الناشطة المغربية عائشة لخماس أن العالم اليوم يتدمر بسبب الحروب التي تعيشها العديد من المناطق "التنسيق وتبادل الأفكار واللقاءات والرؤى والتفكير الجماعي هو ما يمكن أن يوقف الإبادة التي يشهدها العالم في عدة مناطق"، لافتةً إلى أن كل صراع في المنطقة يؤثر على باقي دول العالم أينما كان مكانها "ما يقع في الشرق الأوسط، لا يؤثر فقط على الدول المجاورة، وإنما يؤثر على كافة دول الجنوب وأيضاً على دول الشمال".
وقامت الحركات النسوية في المغرب بإصدار بيانات تنديدية سواء كحركة نسائية مغربية أو في إطار الحركة النسائية العالمية ضد ما يقع في سوريا وفلسطين ولبنان وغيرها من دول المنطقة التي تعاني فيها النساء الأمرين جراء الحروب.
وبالرغم من اعتماد قرار مجلس الأمن رقم 1325 حول المرأة والسلام، إلا أن مشاركة النساء في عمليات السلام لا تزال ضئيلة في ظل الوضع الراهن فالنساء تعشن انتهاكات عديدة، لذلك تطالب الناشطات المغربيات بإرساء آليات دولية حقيقية ذات طبيعة ملزمة وإعمال قانون دولي ومشاركة المرأة في صنع السلام.