'دون صوت ورأي المرأة لا معنى للديمقراطية والحرية'
دعت عضوة منسقية مؤتمر ستار بيمان علوش إلى إشراك النساء في الدستور الجديد في سوريا ومنحها مكانتها في تشكيلة الحكومة للسير نحو دولة ديمقراطية.
نورشان عبدي
كوباني ـ شكلت ثورة التاسع عشر من تموز التي انطلقت من مدينة كوباني بمقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا عام 2012، منعطفاً كبيراً لشعوب المنطقة وخاصة النساء، ليتجهوا نحو بناء حياة حرة وتحقيق الديمقراطية والعدالة في المجتمع.
على مدار السنوات الـ 13 الماضية، نظمت نساء إقليم شمال وشرق سوريا أنفسهن، وأثبتن جدارتهن وقدرتهن على قيادة الثورة وإدارة المجتمع، كما أنهن حققن العديد من الإنجازات والمكتسبات على كافة الأصعدة، فأصبحن مثالاً يحتذى به، فبمقاومتهن ونضالهن فتحن أبواب الحرية أمام نساء العالم أجمع، وهو ما باتت تعتبره الدول المهيمنة من بينها تركيا خطراً عليها، فلطالما استهدف الاحتلال التركي شعب المنطقة ونسائها ومشروعها الديمقراطي.
وحول المستجدات على الساحة السياسية السورية، وهجمات الاحتلال التركي على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا واستهدافه المباشر لثورة المرأة، قالت عضوة منسقية مؤتمر ستار في مقاطعة الفرات بيمان علوش "مع انطلاق الانتفاضات الشعبية المطالبة بالحرية والديمقراطية في عموم دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عام 2011 والتي سميت بـ "ربيع الشعوب" اندلعت شرارة الانتفاضة الشعبية في سوريا، وخرج الأهالي في العديد من المدن إلى الساحات وهتفوا ضد النظام الحاكم والقمع الذي لم يستطع تقبل أي قوميات، أي كانت البلاد عبارة عن لون وصوت وهوية واحدة".
وأضافت "انتفض الشعب السوري نتيجة الاحتقان لسياسة الإبادة والتمييز العنصري، ووقف بوجه الظلم والاستبداد، ولكن مع تدخل قوى خارجية كثيرة تحولت هذه الثورة إلى أزمة دامت أعوام، وهذا ما أثر بشكل سلبي على الشعب في سوريا"، مشيرةً إلى أنه بعد 52 عاماً من الظلم والاستبداد، يحتفل الشعب السوري اليوم وفي هذه المرحلة بالانتصار على النظام الحاكم "سقوط النظام السوري حدث على يد الشعب الذي بقي يقاوم ويناضل على مدار 14 عاماً، اليوم أصبح بإمكانه أن يعبر عن رأيه ويرفع صوته عالياً ويقول لا للظلم ولا للاستبداد، ويطالبوا في العيش بسلام وديمقراطية".
"الاحتلال التركي يسعى بهجماته لإبادة الشعب الكردي"
وأوضحت أن "الشعوب التي عاشت سنوات طويلة تحت حكم نظام استبدادي وظالم من الطبيعي أن يتأثر، لذلك نرى بأن المواطنين الذين طالبوا بالحرية عام 2011 ومن خلال تدخلات خارجية عدة ابتعدوا عن الثورة والأسباب التي خرجوا من أجلها للساحات، لذلك باتوا اليوم يستهدفون مناطق إقليم شمال وشرق وسوريا تحت مسميات مختلفة، وليس لديهم القدرة على تقبل كافة المكونات والأطياف والأديان واللغات داخل سوريا".
وتابعت "مع سيطرة هيئة تحرير الشام على السلطة، بدأ الاحتلال التركي ومرتزقته بشن هجمات على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وأقدموا على احتلال مدن الشهباء ومنبج، وها هم يشنون هجمات مكثفة على سد تشرين وجسر قراقوزاق ومدينة كوباني رمز المقاومة، بهدف القضاء على الشعب الكردي ومشروعه الديمقراطي"، لافتةً إلى أنه "مع بداية الثورة وإلى يومنا هذا تركيا تدعم المرتزقة وتسعى لاحتلال المنطقة من خلالهم على غرار مدن عفرين وسري كانيه وكري سبي".
ونوهت إلى أن "الاحتلال التركي ومرتزقته غيروا من ديمغرافية المدن التي احتلتها، وأقدمت على اختطاف المدنيين وتعذيبهم وقتلهم والاعتداء عليهم خاصة على النساء والأطفال"، مؤكدةً على أن "هدف تركيا من الهجمات على مناطقنا هي القضاء على ثورة المرأة ومشروع الإدارة الذاتية الذي احتضن كافة الشعوب في سوريا ووضع أساس لحياة حرة ديمقراطية تضم بداخلها وحققت أخوة الشعوب".
"يهدفون للقضاء على مكتسبات ثورة المرأة"
وأضافت "تركيا تستهدف ثورة المرأة التي حققت الحياة الحرة الندية التشاركية وسطرت خط الحرية لكافة النساء ضمن المجتمع، فهو يعتبر النساء اللواتي عملن على تخليص المجتمع من الذهنية الأبوية والأنظمة السلطوية خطراً عليها، لذا استهدفت مؤخراً عضوات تجمع نساء زنوبيا في منبج، لكنهم رغم كل ذلك لن يستطيعوا القضاء على ثورة المرأة فهم بذلك يزيدوننا قوة ونضالاً".
وقالت عضوة منسقية مؤتمر ستار في مدينة كوباني بإقليم شمال وشرق سوريا بيمان علوش في ختام حديثها "على مدار أعوام من النضال والمقاومة استطاعت النساء الوصول إلى مراحل متقدمة كقيادة القوات العسكرية وتقلد الرئاسة المشتركة، فالنظام الذي نطبقه لم يتم تطبيقه في أي دولة، هنا في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا المرأة تدير المجتمع وتعبر عن رأيها وهو يعتبر من أهم منجزات ثورتنا"، موجهةً رسالة لكافة النساء في سوريا قالت فيها "دون تواجد لون وصوت ورأي المرأة ليس هنالك معنى للديمقراطية والحرية في تشكيل الحكومة الجديدة لذلك على كافة النساء في سوريا في هذه المرحلة أن تتخذن نضال النساء ضمن ثورة روج آفا مثال لهن وتقاومن من أجل الوصول لحقوقهن ضمن المجتمع، لأنه بمشاركة المرأة في الدستور والحكومة الجديدة سنصل إلى سوريا حرة ديمقراطية لا مركزية تضم كافة المكونات".