'ثقافة الأم سنجعلها ملكاً للتاريخ وللأجيال القادمة'

تسلط الصحفية غالية أحمد الضوء على تجارب النساء من خلال برامجها الثرية حول ثقافة الأمهات وحياتهن، وتبرز وجهاً حضارياً للمرأة الرائدة.

روج هوزان

قامشلو ـ كسرت الصحفية غالية أحمد كل الصور النمطية في شخصيتها وهي الآن تعمل صحافية في البث التلفزيوني والإذاعي وتقدم برامج عن حياة الأم وثقافتها.

وعن تجربتها الحياتية في عملها وأنشطتها قالت الصحفية غالية أحمد (50) عاماً "ولدت في قرية خزنة بمقاطعة قامشلو، عندما كان عمري 16 عاماً تعرفت على حركة الحرية، ومارست بعض النشاطات بحسب الإمكانيات المتاحة وقتها، وبسبب العديد من التأثيرات التقليدية في المجتمع، لم أستطع التحرك بتلك الروح الحيوية، قبل الثورة في روج آفا، ولكن مارست النشاطات الجبهوية بين الشعب وشاركت في العديد من الأنشطة من أجل الثورة، الأنشطة التي شاركنا فيها منذ بداية الثورة كانت ضمن اتحاد ستار، مؤتمر ستار، أعمال بلدية الشعب، منسقيه المرأة في الإدارة الذاتية والآن أنا أداريه في مجلس الشعب في تل معروف، ومن خلال هذه الأعمال، أردت أن أكون جزءاً من هذه الثورة ومظلة تجتمع تحتها جميع الأمهات. كل هذا العمل قليل بالنسبة لامرأة تعلمت الفلسفة الحرة، لكنه فخر كبير بالنسبة لي".

 

"كنت أضمر في داخلي رغبة في الصحافة"

وعن حبها وانخراطها في مجال الصحافة كأم أوضحت "دخول مجال الصحافة كان خطوة مهمة لشخصيتي، كنت أفكر فيه منذ فترة طويلة، لكنني لم أكن مستعدة لذلك إلى حد ما، شاركت في أنشطة مختلفة مثل المشاركة في البرامج، ومساعدة مجموعات الصحفيين في عرض بعض القضايا، لكن في داخلي كانت لدي مشاعر أم صحفية، كما أنني لم أعتبر نفسي بعيدة عن هذا المجال، وقلت دائماً أنه يمكنني القيام بذلك. هدفي الأول هو إن أظهر للتقليديين أنه لا يوجد عمر للعمل، والأهم من ذلك، أريد إحياء ثقافة الأم، توجد في العديد من القرى ثقافات ثرية للأمهات ولكن تم نسيانها وكوفاء لهؤلاء الأمهات، أردت تقديم ثقافتهم من خلال لغتهم وطريقة حياتهم وهويتهم على هذا الأساس، بدأت من ثقافة أمهات المجتمع، في المنطقة التي نشأت فيها وتعلمت منها. أمهاتنا هن قدوتنا، لا أريد أن أكون صحفية في مركز وأبقى خلف مكتب، أريد أن أشارك الأمهات مشاعري وثقافتي وحبي".

كما تطرقت غالية أحمد إلى مضمون البرامج التي تقدمها في التلفزيون والإذاعة وقالت "عندي برنامج على راديو "ستار أف أم" بعنوان "حياة الأمهات"، وهناك برنامج تحت اسم "ثقافة الأم" على تلفزيون روج افا، في البداية واجهت الكثير من الصعوبات، وعانيت من إقناع الأمهات للمشاركة في البرنامج، لأن العديد من الأمهات لم ترغبن في الظهور على الشاشة. وخطرت لي فكرة أن أجعل الأمهات تتحدثن عن يوم زفافهن. ربما كانت الفكرة مضحكة بعض الشيء، لكن الأمهات تحدثن عنها بسهولة شديدة ولأنني أم، فقد شاركوا الموضوع بسهولة أكبر، اعتدت على القيام بذلك لبضع سنوات إلى فتحت لي الأمهات أبواب ثقافتهم وفنونهم وثقافتهم. ثقافة الأم ليست فقط العرس، ثقافة الأم هي تاريخ واسع، ثقافة تتدفق مثل نهر. ثقافة الأم مكتوبة بأحرف من ذهب، كما أنها تحافظ على الأخلاق والوجود، في رأيي عندما تكون الثقافة والأخلاق بعيدين عن بعضهما البعض، تظل الأم يتيمة، ولهذا السبب نعرف دائماً الثقافة والأخلاق في شخصية كل الأمهات، لأن هؤلاء الأمهات كن مدافعات عن ثقافتنا وأخلاقنا التي نعيشها اليوم".

 

"في حضرة الأمهات أتعلم المزيد عن قيمة وحقيقة الأم"

وحول مشاعرها مع الأمهات خلال البرنامج أوضحت "بالرغم من أن مشاعرنا مؤلمة إلا أنني أكون سعيدة بالتحدث مع الأمهات، فبحضور الأمهات وبالابتسامة على وجوههن في كل حلقة أتعلم المزيد عن قيمة وحقيقة الأم في المجتمع، يحقق الناس كل شيء، ولهذا أعتبر العمل كصحفي في هذا الزمن نجاحاً، ومن ناحية أخرى قد تكون هناك انطباعات سلبية من بعض الناس في المجتمع لأنني امرأة وأم لأطفال وأظهر على الشاشة كل يوم، لا يهم إن كانوا يفكرون بشكل خاطئ. أنا أصنع منتجاً جديداً لثقافة الأم، لأننا تعلمنا أن يظهر الشباب/ات فقط على الشاشة، لكن بصفتي أم فإنني أول أم صحفية في منطقتنا، عندما أقارن بين الماضي واليوم في برامجي، سأحصل على النتائج المستقبلية أيضاً".

وعن خططها المستقبلية في عملها كصحفية قالت غالية أحمد "لدي خطة في المستقبل لتقديم برنامج عن تاريخ القرى ولكن هذا المشروع قيد الإعداد، خطتي التالية هي إجراء بحث حول الأمثال الكردية ثم تنفيذها كبرنامج، بالطبع في هذا البرنامج أريد أن استمد معلومات من الكبار في المجتمع وأعمل على تصحيحها، لأن هناك الكثير من الأمثال التي لم تقال، وكل مثل يصف مرحلة في الحياة، لقد نشأنا مع هذه الثقافة الأم وسوف نحميها ونجعلها ملكاً للتاريخ وللأجيال القادمة طالما استطعنا وآمل أن تتحمل جميع الأمهات مسؤولية ذلك، لم تغلق الأبواب في وجوهنا بعد ولا نريد أن نغلق الأبواب ورائنا، ثقافة الأم ستبقى حيا لدى الأمهات".