صحفية تونسية: جنولوجي دعم قضايا المرأة ومن المهم تعميمه
رغم أن تونس رائدة في سن قوانين وتشريعات مدافعة عن حقوق المرأة وقد أولتها العلوم الاجتماعية والإنسانية نصيب وفير من الدراسات والبحوث إلا أنها لم تحظى بعد بعلم مستقل كالجنولوجي.
![](https://jinhaagency.com/uploads/ar/articles/2025/02/20250210-almadt-jpgc9a66d-image.jpg)
إخلاص الحمروني
تونس ـ أكدت الصحفية التونسية نورة عثماني أن جنولوجي فكرة فلسفية تطورت شيئاً فشيئاً لتصبح علماً مجسداً على أرض الواقع من خلال نجاحه في معالجة الكثير من القضايا النسوية، ولكن بقيَ مجهولاً في دول شمال أفريقيا ومنهم تونس مشددة بذلك على ضرورة تعميمه.
تعمل جنولوجي (علم المرأة) التي طرحها القائد عبد الله أوجلان على تطوير النظرة المجتمعية والفلسفية لقضايا المرأة سواء كانت في التعليم أو في الاقتصاد أو في الصحة، وتقول الصحفية التونسية نورة عثماني المهتمة بشؤون المرأة أن وضع المرأة في العالم العربي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا ليس مختلفاً كثيراً عما تعيشه المرأة في دول أخرى من العالم، حيث لا تزال النساء تواجهن العديد من التحديات، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو ثقافية، إلى جانب غياب الاستقرار الأمني وآليات الحماية. الأمر الذي يتطلب إضافة إلى سن قوانين تحميهن ضرورة تعميم جنولوجي الخاص بقضايا المرأة.
وفيما يخص المناطق التي تشهد النزاعات أوضحت أنه "في المناطق الساخنة التي تشهد الكثير من الحروب مثل فلسطين، سوريا، لبنان، السودان واليمن لا تزال أوضاع المرأة الاجتماعية والاقتصادية هشة نتيجة سوء الأحوال وغياب الأمن وفقدان السلامة الجسدية، مما يعرضها إلى مشاق كبيرة في الحصول على لقمة العيش والحياة الكريمة وفي الدول التي لا تشهد حروباً تعاني المرأة من الهشاشة نتيجة تفاقم ظاهرة العنف ضدهن إضافة إلى مشاكل اجتماعية أخرى مثل انعدام المساواة بينها وبين الرجال والتحديات المناخية الأخرى مثل الزلازل والكوارث الطبيعية".
أما عن واقع النساء في تونس بينت أن وضعهن ليس أفضل من أوضاع النساء الأخريات "رغم ترسانة القوانين التي وضعت لحماية المرأة لا تزال المرأة التونسية تعاني من العنف المسلط ضدها، وخاصة العنف الزوجي والأسري إضافة إلى الهشاشة الاقتصادية بسبب البطالة وفقدان موارد الرزق نتيجة التغيرات المناخية مثل الجفاف والفيضانات".
وأشارت إلى معاناة فئة واسعة من النساء، خاصة العاملات الفلاحات اللاتي تعملن في ظروف صعبة وساعات عمل طويلة منها غياب التغطية الاجتماعية والتمييز في الأجور بينها وبين الرجل، ناهيك عما تعانيه النساء في المناطق الداخلية من غياب المرافق الترفيهية والثقافية وغياب وسائل النقل، مما يعرضهن للعديد من الحوادث إضافة الى غياب حقوقهن السياسية، إذ لا تمثل شريحة النساء المنخرطة في الحياة السياسية سوى نسبة ضئيلة جداً فرغم أن نسبة تمدرس التونسيات مرتفعة جداً، إلا أن نفاذهن إلى الحياة السياسية يكاد يكون منعدماً.
"فكر فلسفي تحرري"
وعرفت جنولوجي بأنه "علم مستحدث جديد يقوم على فكر فلسفي تحرري، تم طرحه في كتاب سوسيولوجيا الحرية للقائد عبد الله أوجلان، الذي أكد على أن المجتمع لن يكون حراً ما لم تكن المرأة حرة وأن حرية المرأة هي التي تحدد مستوى الحرية الاجتماعية".
وأكدت أن هذا العلم يسعى إلى أن يحدث معرفة غنية بمختلف المجالات التي تهم المرأة في الصحة، التعليم، السياسة، المجتمع والاقتصاد بوصفه علم المرأة والحياة والتعايش الحر، كما يعتمد جنولوجي على الجوانب الداخلية لعالم المرأة وإمكانياتها التي تمتلكها للظهور ومشاركة مشاعرها الإنسانية "هذا العلم يرتكز على فكرة مناهضة ورافضة لواقع الاحتلال واستغلال المرأة وإبادة النساء ويستند أساساً على مهارات التعليم والتدريب لمناهضة جميع التحديات التي تعاني منها المرأة في جميع دول العالم وخاصة في الشرق الأوسط، وبرز هذا العلم بقوة وتحديداً في إقليم شمال وشرق سوريا".
وأكدت نورة عثماني أن علم المرأة يحاول أن يؤسس بنيان ونواة جديدة لدراسة المرأة ككائن إنساني مجتمعي كامل الذات وليس كما تتناوله العلوم الأخرى مثل العلوم الاجتماعية والإنسانية حيث كانت المرأة على امتداد العقود الماضية موضوع فرعي للتعلم وللحديث "نعمل على خلق وعي جديد في المجتمع بجميع قضايا المرأة دون تمييز بينها وبين الرجل ككائن مستقل الذات له شخصيته ووجوده ليحدث تغييراً جذرياً بما ينعكس إيجاباً على جميع الأوضاع والقضايا التي تعاني منها النساء".
وعن دور هذا العلم في دعم قضايا المرأة، قالت "ساهمت جنولوجي بدعم قضايا المرأة بشكل واضح وملحوظ، حيث أصبحت النساء خاصة في الشرق الأوسط لهن الحرية الواسعة من أجل الخروج للتعلم وللعمل وأصبح لهن دور مهم في معاضدة مجهود الرجل في بناء المجتمع، حيث خرجت المرأة كفرد فاعل في معارك الحياة السياسية"، مؤكدة أن "جنولوجي نجحت في هدم النظرة الدونية للمرأة والحد من النزعة الذكورية المهيمنة على مجتمعات الشرق الأوسط وأيضاً لعبت دوراً هاماً في دعم قضايا المرأة سواء الأسرية والمجتمعية".
ونظر لما أحدثه هذا العلم من تغيرات جذرية لواقع المرأة ونقلة في المفاهيم والمضامين بوصفه علم يحمل في طياته رؤية جديدة لمناقشة القضايا المطروحة ويساهم في صقل شخصية النساء ويكسبهن مهارة أكبر للتواصل مع المجتمع، ترى نورة عثماني أن هذا العلم بقي مجهولاً ويتطلب المزيد من الجهود للتعريف به وتعميمه في كافة الدول العربية "بدأت جنولوجي كفكرة فلسفية لكنها تطورت شيئاً فشيئاً لتصيح علماً مجسداً على أرض الواقع من خلال نجاحه في معالجة الكثير من القضايا النسوية. ورغم أهميته وتخصصه في تناول قضايا المرأة إلا أنه في حقيقة الأمر مازال مجهولاً في دول شمال أفريقيا ومنهم تونس".
وبحكم اطلاعها على شأن المرأة في تونس، قالت "رغم أن المرأة في تونس رائدة في سن قوانين وتشريعات مدافعة عن حقوق المرأة وقد أولتها العلوم الاجتماعية والإنسانية نصيب وفير من الدراسات والبحوث إلا أنها لم تحظى بعد بعلم مستقل الذات لذلك لا نرى مانعاً من تدريس هذا العلم في تونس وتعميمه نظراً لتعمقه في قضايا المرأة وباعتباره علماً يقوم على فلسفة سامية تعطي شأناً كبيراً للمرأة".
وفي ختام حديثها أكدت أن تعميم هذا العلم والتعريف بفلسفته القائمة على شعار "المرأة والحرية والحياة" على نطاق أوسع من شأنه أن يشكل رافداً جديداً تقوم عليه دراسة كافة قضايا المرأة ومعالجتها بحكم ارتباط علم جنولوجي الوثيق بمعاني الحياة والطبيعة الحرة.