روزلين بكر شاهدة على الإبادة في عفرين
اليوم وضمن مخيم الشهباء تقطن آلاف العوائل المهجرة من عفرين تحت خيام تكاد لا تقي برد شتاء ولا حر صيف، بينما تم توطين عوائل المرتزقة المدعومة من تركيا في منازلهم.
سيلين محمد
قامشلو ـ بعد ثلاثة أعوام من تشريدهم ما يزال دوي الطائرات واستهداف قوافل المدنيين النازحين ماثلاً أمام أعين أهالي عفرين، وما تزال جثث من ماتوا ذكرى عصية على النسيان.
"لم يكن خوفاً من المحتل، لكن هاجس إجبارنا على ترك عفرين كان يؤرقنا"
"كان هاجسنا وخوفنا الأكبر أننا لن نستطيع البقاء على أرضنا، لقد عملوا على دفعنا للمغادرة والتوجه صوب تركيا، لكننا اخترنا طريقنا إلى مقاطعة الشهباء". هكذا تقول عضو مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي روزلين بكر، وتستذكر تلك اللحظات بألم وكأنها حدثت اليوم "عندما بدأ القصف في 20 كانون الثاني/يناير 2018 تكاتفنا معاً لإيقاف الغزو التركي، لأيام لم ننم كان من الممكن أن نفقد حياتنا في أي لحظة، أو نهجر من منازلنا أو نُسبى، العديد من المخاوف لازمتنا خلال الهجمات التي استمرت 58 يوماً".
"ما زال صوت الطائرات يدوي في أذني، ومنظر أشلاء المدنيين أمام عيني"
في كل يوم يزداد القصف والعمليات العسكرية ويوماً بعد يوم كانت المدينة تسقط بيد تركيا ومرتزقتها بعد أن أدار العالم ظهره لعفرين "القصف كان وحشياً، ووصل العدو في وقتها إلى أعتاب المدينة، لا يمكنني أن أصف الأيام الأخيرة، صوت الطائرات لا يزال يدوي في أذني، لطالما كرهت صوت الطائرات الحربية، كان صوتها يوصل رسالة العدوان بأن الهدف من هذه الحملة إبادتنا على أرضنا".
ومع ازدياد القصف أجبر العديد من أهالي عفرين على مغادرة أرضهم "رؤية أهالي عفرين وهم يغادرون المدينة كانت صورة مؤلمة جداً، ولعل الأكثر إيلاماً أن تكون أنت ضمن هذه القافلة، لقد غادرنا عفرين في النهاية".
عفرين التي تمتاز بطبيعتها الخلابة أصبحت دماراً، "رغم جمال الطبيعة وأشجار الزيتون في طريق نزوحنا، إلا أن نيران الاحتلال التركي عبثت بهذا الجمال ودمرته، كنا نرى النيران في كل مكان، كنا ننظر إلى عفرين وكأنها المرة الأخيرة التي سنراها فيها".
لم يتوقف ألم الحرب كما تقول "مع وصولنا إلى أخر حاجز في عفرين، استهدفتنا الطائرات التركية، شبح الموت كان يطاردنا حتى آخر لحظة". وتضيف "عندما تم قصف الحاجز رأيت بعيني أشلاء بشرية متفرقة، أعضاء من الجسد البشري كانت ملقاة على الأرض، وكان من تلك الأجزاء يداً منفصلة عن جسد صاحبها، لم ولن أنسى ذلك المشهد الذي حُفر في ذاكرتي".
"سنعود يوماً ما"
النساء تعرضنَّ لانتهاكات عديدة في عفرين وحتى اليوم ما تزال تعاني المرأة التي لم تغادر من الخطف والاغتصاب والعديد من الانتهاكات. تؤكد عضو مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي روزلين بكر أنهم يشعرون بالنقمة على كل ما يحدث لنساء عفرين، "لكننا نجمع مشاعرنا هذه، لنفجرها في وجه مغتصبي أرضنا، والتي سنعود إليها يوماً ما".