طيف المقدم... المهندسة التي فازت بجائزة مجتمع العمارة العالمي
نجحت المهندسة طيف المقدم في وضع اسمها على الخريطة العالمية للتصميمات بعد فوز مشروعها "ضي" بجائزة مجتمع العمارة العالمي، بعد منافسة قوية مع متسابقين من 34 دولة
نيرمين طارق
القاهرة ـ .
أجرت وكالتنا حوار مع المهندسة طيف المقدم ذات الـ 22 عاماً، لتعرفنا على أحلامها ومشروعها الذي تم اختياره من ضمن أفضل 5 مشاريع على مستوى العالم.
كيف تم إشراك مشروعكِ في مسابقة مجتمع العمارة العالمي؟
شاركت في هذه المسابقة بناءً على طلب من الدكتورة رشا الزيني التي شجعتني على المشاركة، وهي استاذة جامعية في جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب التي أعمل بها كمعيدة، وأرسلت تصميم مشروعي عبر الإنترنت في بداية كانون الأول/ديسمبر 2020، وظهرت نتيجة المسابقة في نهاية كانون الثاني/يناير 2021، وفيها تبين نجاح مشروعي، وتم إرسال الجائزة لي نظراً لعدم وجود احتفالات أو تجمعات بسبب فيروس كورونا.
هل لكِ أن تشرحي لنا عن مشروعكِ؟
المشروع هو تصميم لمخيم في وادي العريش في سيناء وسبب اختياري لفكرة المخيم هي ملاحظتي أنه عندما يسافر الشباب لقضاء إجازة في المحافظات الساحلية يفضلون الإقامة في مخيمات ويبتعدون عن الفنادق من باب التغيير واستكشاف الطبيعة، لذلك صممت مخيم يحتوي على مطعم وغاليري "معرض" يضم شاشات عرض تقوم بعرض الأماكن السياحية في سيناء، بالإضافة لعادات البدو وحرفهم اليدوية، لمزيد من المعلومات عن تراث سيناء.
وعلى سطح المخيم يوجد تليسكوب لمشاهدة النجوم فبدو سيناء مهتمين بحركة النجوم لمعرفة الاتجاهات، والهدف من المشروع هو تنشيط حركة السياحة في سيناء، فبجانب عملي في مجال الديكور والتصميم الداخلي أعمل أيضاً في شركة سياحية لذلك فأنا على علم بطبيعة سيناء والمشاريع التي يحتاجها أهل سيناء والتي ستساهم في توفير فرص عمل لهم.
ما هو الهدف الأساسي من مشروع "ضي"؟
الهدف من المشروع هو تعريف الشباب بتراث سيناء فعندما زرتها لأول مرة منذ عدة سنوات عرفت كثيراً من المعلومات عن أهلها، لذلك قررت أن يكون المخيم ليس فقط مكان للمبيت بل يجب أن يجد فيه الشباب معلومات عن عادات أهل سيناء وعن معالمها التاريخية، كما يهدف المشروع أيضاً إلى توفير فرص عمل فالمخيم يحتوي على مطعم ومعرض لذلك فهو بحاجة لأيدي عاملة.
ما هي المشاكل التي تواجه المهندسات في مصر؟
شركات المقاولات والديكور تطلب بشكل واضح في إعلانات الوظائف مهندسين رجال لاعتقاد أصحاب الشركات أن الفتيات لن يستطعنَّ التعامل مع العمال ولن يتمكنَّ من الذهاب لمواقع البناء، وهذا فكر خاطئ فهناك مهندسات متميزات لكنهنَّ ينتظرنَّ الحصول على الفرصة المناسبة، وهناك نماذج ناجحة حققت تفوق ملحوظ على المستوى العالمي مثل المهندسة المصرية شهيرة فهمي التي تقوم بتصميم مباني كبرى في العواصم الأوروبية وحصلت على العديد من الجوائز الدولية.
كما أتمنى وجود جهة رسمية لتنفيذ المشاريع حتى لا تتحول مشاريعنا لمجرد أفكار على الورق، فتنفيذ المشاريع على أرض الواقع سيكون تشجيع للأجيال الجديدة للابتكار فعدم تنفيذ المشاريع يصيبنا بالإحباط.
ما هو رأيكِ في الصورة التي تظهر بها المهندسة في الأعمال الفنية؟
صورة خاطئة، فمواقع التواصل الاجتماعي ظلمت المهندسة بتقديمها على أنها الفتاة التي لا تهتم بمظهرها وترتدي ملابس غير أنيقة نظراً لانشغالها الدائم في العمل.
وكل ما أتمناه أن تطلب الشركات والمصانع على مستوى العالم احتياجها لوظائف معينة دون تحديد الجنس، فحلمي هو أن أرى إعلانات الشركات تطلب مهندسين دون وضع كلمة ذكور بين قوسين، وما زلت أرى أن المرأة في مصر لم تحصل على حقوقها ولكن دائماً أقول للطالبات في الجامعة يجب أن يستمروا في المطالبة بحقوقهنَّ؛ لأن الفتاة دائماً تستطيع تحقيق أهدافها رغم كل العقبات في المجتمعات الذكورية.
بعد الفوز بجائزة مجتمع العمارة العالمي ما هي أهدافكِ للمرحلة القادمة؟
أسعى لتحضير الماجستير ثم الدكتوراه والعمل بشكل منتظم في إحدى الشركات الكبرى حيث أقوم حالياً بتصميم ديكورات للمطاعم والفنادق ولكن بشكل حر.