نساء كوباني: توحيد الصف النسائي سينقذ المرأة السورية

أعربت نساء مدنية كوباني بمقاطعة الفرات عن قلقهن حول ما تتعرض له النساء من مكونات وطوائف مختلفة في سوريا.

نورشان عبدي

كوباني ـ أكدت نساء مدنية كوباني بإقليم شمال وشرق سوريا على تضامنهن مع النساء من طوائف ومكونات سوريا المختلفة، معتبرات أن توحيد صفهن في كافة المناطق السورية سيمكنهن من الدفاع عن حقوقهن.

نساء سوريا أملن بعد سقوط النظام بإنشاء نظام ديمقراطي يكون لهن دوراً بارزاً فيه وعلى كافة الأصعدة، وكتابة دستور مبني على المواطنة، لكن كل ذلك لم يتحقق ومنذ الأشهر الأولى لاستلام جهاديي هيئة تحرير الشام الحكم بدأت بارتكاب مجازر بحق العديد من المكونات، وتعيش اليوم هذه المكونات حالة خوف من الانتهاكات والاعتداءات.

 

ما تعيشه سوريا ليس تحرير بل استبداد بمسمى وفكر مختلف

وحول ما تعيشه النساء من انتهاكات واعتداءات وعن أهمية دور النساء في بناء سوريا الجديدة ووضع دستور يحمي كافة المكونات والأطياف وحقوق المرأة قالت عضوة منسقية مؤتمر ستار في مدينة كوباني لجين السلام "نحن في القرن الـ 21 الذي يعرف بقرن حرية المرأة بثورتها ومنجزاتها ونضالها الذي أثبتت من خلاله وجودها وكيانها وحافظت على هويتها ومكانتها ففي سوريا اليوم وبالرغم من كافة الإنجازات التي وصلت لها النساء وفي مقدمتهن المرأة الكردية التي أصحبت بثورتها ونضالها مثال يحتذى به لكافة النساء في هذا العصر، نشهد على تعرض النساء للكثير من الانتهاكات والاعتداءات".

وأكدت أن ما يعشيه اليوم الشعب السوري ليس مرحلة بعد التحرير "نحن نساء إقليم شمال وشرق سوريا نتأثر بشكل كبير بوضع النساء من الطوائف العلوية والمسحية في الداخل السوري، النساء تتعرض للعنف بمختلف أشكاله، وهذا يؤكد أن ما تعيشه سوريا اليوم ليس تحرير من النظام السابق بل ذات الاستبداد ولكن بمسمى مختلف وفكر مختلف".

وأضافت "النساء العلويات عانين من الخطف والقتل والاعتداءات ونساء المكون المسيحي كذلك عشن مأساة جراء العمل الإرهابي في كنيسة مار الياس، لذلك نقول لهن إننا ندعمهن ونشعر بما تعيشه كل امرأة منهن ومأساتهن هي مأساتنا".

 

على النساء أن تكن يداً وصوتاً واحداً

وبينت لجين السلام أن نساء سوريا عليهن أن تعتبرن نضال ومقاومة وثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا مثال للنضال بالنسبة لهن لكي تستطعن كسر الخوف والوقوف بوجه الظلم والاستبداد من أجل المطالبة بحقهن والوصول إليه "من خلال توحيد صف النساء سنصل لسوريا حرة وديمقراطية، وعلى النساء في سوريا أن تكن يداً وصوتاً واحداً وتنظمن أنفسهن بفلسفة المرأة الحياة الحرية وبفكر القائد عبدالله أوجلان لنصل للسلام والمجتمع الديمقراطي وبذلك سنبني معاً سوريا حرة ديمقراطية تحمي كافة مكوناتها وتعطي المرأة حقها ضمن الدستور الجديد".

من جانبها قالت الإدارية في مكتب المرأة في حركة المجتمع الديمقراطية في مدينة كوباني بريفان جمعة "نشاهد عبر مواقع التواصل الافتراضي ما يحدث في الداخل السوري وما يعيشه الشعب السوري من مختلف المكونات والطوائف وكيف المرأة هي أكثر من تتأثر بما يحصل من انتهاكات واعتداءات، والأطفال أيضاً هم من يعانون من الفكر الجهادي الذي يمارس بحق شعوب ومكونات ضمن سوريا".

وأشارت إلى أن جهاديي هيئة تحرير الشام تختلف بالمسمى عن النظام السابق ولكن تحمل نفس الفكر "المرأة ما زالت مهشمة في سوريا فبعد سقوط النظام لم يتغير هذا الشيء وبنفس الذهنية والفكر يتم تهميش وجود المرأة في النظام والدستور، بل تمتلك هذه السلطة فكر ذكوري جهادي يستهدف النساء بالتعذيب والمجازر والاعتداءات".

 

"بنضالنا ستمتد ثورة المرأة إلى مناطق أخرى"

وأكدت أنه "نحن نساء مدينة كوباني نساند ونتضامن مع النساء في كافة المناطق السورية وبنضالنا سنمد ثورة المرأة في مناطقنا إلى مناطق أخرى، وبفلسفة المرأة الحياة الحرية سنبني مجتمع سياسي ديمقراطي وحر وسوريا متعددة لا مركزية يضمن دستورها حقوق المرأة".

ولفتت إلى تجربة نساء إقليم شمال وشرق سوريا في محاربة داعش "لدى نساء مناطقنا تجربة في محاربة داعش والانتصار عليه وكذلك في خوض ثورة باسم النساء، وبذلك سنناضل ونستمر بمقاومتنا وبروح نضال ومقاومة كوباني من أجل تحرير كافة النساء من كافة الطوائف السورية وبذلك سنبني سوريا حرة ديمقراطية".