نساء إيران تتحدين السلطات بعدم الامتثال لقانون "الحجاب الإلزامي"

في الشوارع والأماكن العامة بما في ذلك مترو الأنفاق في طهران، فشلت جميع مشاريع الفصل بين الجنسين و"الحجاب الإلزامي" الذي تفرضه الحكومة الإيرانية.

عاطفة معروفي

طهران ـ على الرغم من الضغوطات التي تمارسها الحكومة الإيرانية والقوانين الرجعية والتهديد من خلال تسجيلات كاميرات المراقبة، إلا أن النساء لم تعدن ترتدين الحجاب الإلزامي وتأثر المجتمع بشدة بالانتفاضة الشعبية.

تفرض الحكومة الإيرانية الحجاب الإلزامي هيكلياً وثقافياً، ويعتبر رمز للتمييز بين الجنسين وعدم الامتثال له هو معارضة صريحة للحكومة، فإن "الحجاب الإلزامي" الذي يقيد المرأة في المجتمع ويضعفها ويهمشها يمكن أن يتسبب في انخفاض الثقة بالنفس، وتدمير هوية المرأة وإضعاف حقوقها وإخضاعها.

كما أن الحجاب الإلزامي قد يستبعد النساء من المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية الهامة، ويحصر أدوارهن في المنزل ورعاية الأبناء.

فيما يتعلق بالحجاب الإلزامي والوضع الاجتماعي، قالت الطالبة مهسا حسين زاده والتي تعيش في طهران "بعد مقتل جينا أميني على يد شرطة الأخلاق واندلعت الاحتجاجات الشعبية تحت شعار Jin Jiyan Azadî، في جميع أنحاء إيران، لم تعد ترتدي النساء الحجاب الإلزامي في الشوارع ومترو الأنفاق والمقاهي، وعلى الرغم من أن الطرق كانت مليئة بالقوات الخاصة، إلا أن النساء تظهرن دون وشاح وحجاب".

وأضافت "إذا قبضت القوات الخاصة على امرأة أو ضربتها، فستبدأ على الفور مسيرة احتجاجية، والآن معظم النساء موجودات في الأماكن العامة دون الحجاب الإلزامي، ولم تعد تلتزمن به".

وحول القمع الذي تعرض له المحتجون، أوضحت غزالة أحمدي والتي تعمل في شركة خاصة أنه "في شركتنا، لا ترتدي أي موظفة الحجاب الإلزامي. في أحد الأيام التي كنت أعود فيها إلى المنزل، بدأنا في ترديد الشعارات في مترو الأنفاق، عندما كنا على وشك مغادرة مترو الأنفاق، وصلت قوات الأمن وأطلقوا النار علينا ونحن داخل المترو، وعلى الرغم من أنني لم أكن في المقدمة إلا أنني أصبت برصاصة في رأسي".

بدورها قالت عسل مردخاني وهي شابة تعمل محاسباً في أحد المطاعم "معظم النساء اللواتي تأتين إلى المطعم لا ترتدين الحجاب. الآن تضغط إدارة المبنى على أصحاب المطعم، على سبيل المثال، يأتون لزيارة المطعم أو تفقد الكاميرات، وإذا كانت النساء لا ترتدين الحجاب، فسيتم إغلاق المطعم. لكن صاحب المطعم لم يتحمل العبء وأخبر الموظفين أنه إذا لم نسمح لشخص ما بدخول المطعم بسبب عدم ارتداء الحجاب الإلزامي، فسيغادر جميع الزبائن".

وأضافت "ذات مرة، عندما جاؤوا إلى المطعم، قالوا لصاحبه إما تدفع لنا رشوة أو سنقوم بإغلاق المطعم، وبعد أخذ المال سراً من صاحب المطعم، غادروا".