"مبعوثي الأمان الأسري" يسعى للحد من زواج القاصرات وسلبياته في ليبيا

"مبعوثي الأمان الأسري" مشروع توعوي يساعد في الحد من ظاهرة زواج القاصرات، برفع الوعي النفسي والاجتماعي والقانوني والصحي للفتيات دون سن الـ 18 سنة.

ابتسام اغفير

بنغازي ـ للمساهمة في تعزيز الأمان المجتمعي والتوعية بالقضايا السلبية التي طرأت على الأسرة الليبية مؤخراً، وبالتعاون مع برنامج الشراكة المجتمعية، وبرعاية مبادرة التغيير السلمي أطلقت المنظمة الدولية للثقافة والسلام مشروع "مبعوثي الأمان الأسري".

عن مشروع "مبعوثي الأمان الأسري" الذي أنطلق في 31أيار/مايو، قالت رئيس مجلس إدارة المنظمة الدولية للثقافة والسلام سلوى محمد المحجوب لوكالتنا "مشروع مبعوثي الأمان الأسري يسلط الضوء على زواج القاصرات لأنه أصبح ظاهرة منتشرة بشكل كبير في ليبيا في الآونة الأخيرة".

وأوضحت "نحاول من خلال المشروع أن نتعرف على السلبيات والإيجابيات دخل الأسر الليبية، لنستطيع تقديم الحلول لها، ومساعدتهم على تقديم حلول للمشاكل التي تعترضهم".

وقالت "مبعوثي الأمان الأسري يقع تحت طياتها معان كثيرة من الناحية الاجتماعية والنفسية، ونحن كمنظمة نحاول قدر الإمكان أن نحتويها ونتعرف على السلبيات ونحاول معالجتها، وانطلقنا من زواج القاصرات الذي تفاقم بشكل كبير، كخطوة أولى".

وعن المستهدفين من المشروع قالت "تستمر الدورة لأربعة أسابيع حيث استهدفنا القاصرات ما دون سن 18 عاماً في الأسبوع الأول، والأسبوع الثاني استهدفنا نخب من المجتمع المدني، أطباء، مهندسين، محامين، وزارة الشباب، وزارة الثقافة، والمحاماة العامة، وكان الغرض من استقطابهم لحضور هذه الدورة من أجل إشراكهم معنا في المشروع فيما بعد، ونتمنى من كل مستهدف أن يحمل معنا قضية زواج القاصرات، ويقوم بالحديث عن الموضوع خارج قاعات التدريب وإشراك المحيطين به للتصدي لها، وسوف نستهدف في الأسبوع الثالث القاصرات في حركة الكشافة، وفي الأسبوع الرابع نستهدف المدارس العامة والخاصة بالمرحلتين الإعدادية والثانوية الفتيات، ونتعرف على فكرتهن حول الزواج في سن مبكر".

وحول استمرارية مشروع مبعوثي الأمان الأسري أوضحت "في الوقت الحالي نحن نركز بكثافة على موضوع زواج القاصرات وتوعية الفتيات بخصوصه، فالمنظمة الدولية للثقافة والسلام وبالتعاون مع برنامج الشراكة المجتمعية وبرعاية مبادرة التغيير السلمي، نسعى لأن تكون الاستدامة هي أساس المشروع فهي لن تكون مجرد دورة يتم القائها في القاعة ثم نخرج منها، لذلك نحن نرجو لهذا المشروع الاستدامة لأنه فيما بعد الأسابيع الأربعة سيكون لكل مجموعة استهدفناها في المشروع جلسات حوارية لابد أن تكون بالشراكة معنا وهذا ما تضمنته شروط الالتحاق بالدورة، ثم سننظم مؤتمر متكامل حول الموضوع يشارك فيه المستهدفين بورقات أو توصيات أو نتائج استخلصها من خلال حضوره للدورة"، مؤكدة أن المشتركين في الدورة بعد حضورهم أصبحوا يحملون قضية زواج القاصرات ويهتمون بها.

وحول ما يمكن أن يتضمنه موضوع الاستدامة قالت "سوف نطلق تطبيق تحت اسم مدافعات ولن نستخدم المنشورات التي يتم رميها أو عدم النظر إليها؛ ولكن سيكون هذا التطبيق موجود على جهاز الهاتف المحمول، بحيث يستطيع أي شخص الاطلاع عليه".

وأشارت سلوى المحجوب بأن الدورة اشتملت عدة محاور، وهي المحور الطبي، والنفسي، والاجتماعي، والقانوني، وتأثير كل منها على القاصر المتزوجة، وهي محاولة منا للحد من هذه الظاهرة فبالتأكيد نحن لا نستطيع أن ننهيها، لكننا نعمل قدر الإمكان على توعيتهن بالحياة الزوجية في هذه السن وكيفية التعامل مع الزوج حتى نحد من مشكلة الطلاق خاصة مع وجود أطفال، ونستفيد من هذا التطبيق لأن هناك فتيات لا يستطعن الخروج من المنزل والانخراط في مثل هذه الدورات.

وأضافت "نحاول توعية الجيل الجديد بحيث تكون الفتيات واعيات ولديهن فطنة بقرار الزواج في سن مبكرة، خاصة وأن الموضوع تفاقم بشكل كبير بسبب منحة دعم الزواج التي أطلقها رئيس حكومة الوحدة الوطنية وربما انحرف المشروع عما كان الغرض منه، حيث كانت مساعدة والناس تعاملت معه بسلبيات مما تسبب في الطلاق والانحراف وأمراض نفيسة، وجسدية".