مبتكرات وملهمات ما دون سن الـ 24 يؤثرن ويحققن نجاحات إقليمية
في عالم يزداد ارتباطاً بالتكنولوجيا وريادة الأعمال، برزت العديد من الفتيات كقوى مؤثرة في مجالات الابتكار، رغم التحديات تمكن من تحقيق نجاحات إقليمية لافتة، وأصبحن مصدر إلهام لمن حولهن، مشجعات على السعي وراء الأحلام وتحقيق التغيير.

أسماء فتحي
القاهرة ـ تمكنت عدد من الفتيات دون سن الـ 24 عاماً من الحصول على جائزة "الفتاة والتكنولوجيا" التي أطلقتها منظمة المرأة العربية بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتنمية بهدف تشجيع الفتيات على الانخراط في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتنمية مهارات الابتكار والإبداع لخدمة المجتمع.
التقت وكالتنا بعدد من المبدعات دون سن الـ 18، اللاتي تمكن من البدء في عملهن وتحقيق نجاحات ليست مقتصرة على الداخل المحلي، بل ممتدة عبر الوطن العربي وبناء شراكات من شأنها أن تدعم الفتيات في سن مبكر وتمكنهن من اكتشاف ذواتهن وتحقيق النجاح المرجو قبل المرحلة الجامعية واثنائها.
وتواجه الفتيات في هذا السن عدم الترحيب بأفكارهن أو منح الثقة والتشجيع لقدراتهن ومهارتهن، ما يسبب تراجع عن مسارهن خاصة إن لم يكن تقليدياً، إلا أن الكثيرات منهن كسرن النمطية المشاعة عن الفتيات في هذا السن، لبلوغ النجاح، والذي شجع الكثيرات على المضي قدماً نحو المستقبل بخطوات ثابتة متجاهلات تعليقات المجتمع السلبية حول سن الفتاة وقدراتها.
الملهمات منتشرات في أرجاء الوطن العربي
وقد فازت طالبة الطب البشري في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا الفرقة الثانية ومؤسسة مبادرة "ملهمة" شهد ياسر بجائزة "الفتاة والتكنولوجيا" عن فئة الحملات التوعوية لعام 2024 مسجلة المركز الثالث، وذلك بإنشائها لمبادرة تساعد الفتيات من سن 14 لـ 24 عام لاكتشاف مجالات مبتكرة ومتنوعة غير مسلط عليها الضوء في العالم العربي وتشير إلى أنها تعمل على مساعدة الفتيات من اكتساب الخبرة من ملهمات أخريات في الوطن العربي عن طريق التدريبات والندوات والجلسات وبرامج قصيرة وطويلة المدى.
وعن النتائج التي تمكنت من تحقيقها أكدت أن هناك فتيات تحدثوا إليها عن الأثر الذي وجدوه حيث اكتشفن مجالات لم يكن لديهن معرفة بها ومنها كل ما يتعلق بالفضاء وغيره، وبتن قادرات على تحديد وجهتهن العلمية والعملية وما يستهدفونه من تأثير مستقبلي على مستوى الوطن العربي، مبينةً أن "(ملهمة) ليست مقتصرة على مصر وحدها بل أنها في جميع أنحاء الوطن العربي وبها فتيات من مختلف البلدان"، متوقعةً أن يتوسع نطاق وجودهن بشكل أكبر لاحقاً في جميع أنحاء العالم.
وعن فكرة المبادرة لفتت إلى أنها نتاج تجربة شخصية "حينما كنت في الثانوية العامة بحثت طويلاً لأقف على أعتاب مساري العلمي وكذلك العملي مستقبلاً ولم أجد من يشاركني تجربته أو يوجهني بالجانب المعرفي وهو ما جعلني أفكر في مشاركة الخبرة مع أخريات على أن يتحولن كذلك أن فيما بعد لملهمات يساعدن غيرهن مستقبلاً" وعليه يقدمن دعم للفتيات من خلال التدريبات والبرامج المختلفة وأن لديهن شراكات يستهدفن فئات مختلفة من طلبة المدارس وحتى المتخرجات من الجامعة ما بين السن المعلن عنه".
البداية المبكرة مفيدة ومثمرة
مؤسسة شركة Yalla Success (يلا نجاح) سارة الجابري البالغة من العمر 16 عام، وهي طالبة بالصف الثاني الثانوي، وفازت بجائزة "الفتاة والتكنولوجيا" عن فئة الحملات التوعوية لعام 2024 مسجلة المركز الثاني، بينت إنهن عملن على مساعدة الفتيات في الوطن العربي لتحقيق أحلامهن وبدء مشاريعهن ودخول سوق العمل في سن مبكر، لافتةً إلى أن الجائزة كان لها دور في تشجيعهن أكثر في العمل من أجل دعم الفتيات.
واعتبرت أن البداية المبكرة مفيدة وتحتاج لدعم وأنها شخصياً بدأت العمل من سن 13 عام ولم تجد إرشاد أو مجال واضح للعمل لمن هم دون سن 18، إلا أن في الدول الأوروبية هناك تجارب مختلفة في سن صغير مؤكدةً أن الاستقلالية المبكرة وكذلك العمل لديهم ألهمها بالعمل من أجل تنفيذ المسار ذاته في الوطن العربي.
وبينت أنها واجهت الكثير من المعوقات حينما قررت البدء في شركتها في سن الـ 15 عام ولم يكن هناك من يثق بفكرتها سواها، موضحة أن الوضع الآن تغير فقد وجدت دعم من جامعة النيل وتسعى لكي تكون شركتها أكبر وقد أصبح لديها محتوى وتدريبات وتطور وفريق عمل، على مواقع تواصل الافتراضي، يعرف المستهدف ويحقق المأمول.
ومن الجدير بالذكر أن جائزة منظمة المرأة العربية كانت مقسمة لفئتين الأولى متعلقة بالتطوير والبرمجة والتي يمكن خلالها تقديم مشروع تكنولوجي أو إلكتروني لخدمة قضايا المرأة في المجتمعات العربية ومواجهة ما يحدث لها من مشاكل مجتمعية، والثانية خاصة بعمل حملة توعوية إلكترونية أو تصميم مبادرة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع الفتيات على العمل في المجالات العلمية والتكنولوجية.