حركة طالبان تقتل وتعذب النساء بذريعة الحجاب

تتعرض النساء في أفغانستان للعنف الجسدي والخضوع لزواج قسري، بالإضافة للقتل والتعذيب والاعتقال بذريعة عدم ارتدائهن الحجاب.

بهاران لهيب

كابول ـ ترتكب طالبان في أفغانستان أبشع الانتهاكات خاصةً بحق النساء، ولم تتوقف حتى الآن عن فرضها للحجاب الإجباري ومنع النساء من العمل والدراسة والزواج القسري وحرمانهن من جميع حقوقهن حتى حقهن في الحياة.

لم تتوقف حركة طالبان عند إعلان فرض الحجاب ومنع المرأة من حق العمل والتعليم وقمع المتظاهرات، بل اعتقلت النساء بحجة عدم ارتداء الحجاب ومن ثم يقومون بتعذيبهن والتحرش بهن جنسياً وقتلهن، وإذا تم إطلاق سراح امرأة من حجزهم، فإنهن تنتحرن بعد يوم أو يومين.

قبل أيام قليلة قامت وزارة الشؤون العامة في كافة المدن الكبرى، بنشر شعارات لتشجيع الأسر على الاهتمام بحجاب نسائهم، وسخرت غالبية النساء من هذه الشعارات وقلن "الرجال ذوو الأفكار المناهضة للمرأة كتبوا شعارات لا نؤمن بها" ليتم بعدها انتشار روايات مؤلمة حول اعتقال نساء بذريعة عدم ارتداء الحجاب في كابول وأجزاء أخرى من أفغانستان، وأجبرت حركة طالبان العائلات على التزام الصمت من خلال تهديدهم.

وحول هذا الموضوع قالت س. ف إحدى الشهود على جريمة مقتل إحدى قريباتها بعد اتهامها بعدم ارتداء الحجاب "منذ أيام ذهبت إحدى قريباتي إلى السوق تم القبض عليها من قبل أفراد الأمر بالمعروف بذريعة عدم ارتداء الحجاب الإلزامي، وبعد قضاء يومين وليلتين في عهدة طالبان، سلموا جثتها التي ظهر عليها آثار تعذيب، إلى عائلتنا وهددونا بعدم التحدث لأنه بمجرد تحدثنا سنتعرض لعواقب وخيمة".

وأشارت و. ح إلى أنها ذهبت لشراء الخبز مع ابنتها التي لم يتجاوز عمرها 15 عاماً، وعندما رأتها طالبان دون حجاب أخذوها بالقوة إلى السيارة وكانت الفتاة تصرخ فتدخل الأهالي لكن أعضاء الأمر بالمعروف قاموا بتفريقهم بالتهديد بالسلاح.

ووفقاً لشهود العيان تم العثور على جثث سبع فتيات مراهقات في منطقة بغمان بالعاصمة كابول عليها آثار التعذيب، وجميع وسائل الإعلام التابعة لطالبان لا تكشف تلك الجرائم ولا تسمح بنشر أخبار عنها، وفي الوقت نفسه نفى ذبيح الله مجاهد أحد المتحدثين باسم طالبان أنه لا يتم اعتقال النساء أو قتلهن، بل يتم معاقبة اللواتي لا تلتزمن بالحجاب.

وأكدت ج. ل عمة إحدى الفتيات التي تم القبض عليها بذريعة عدم ارتداء الحجاب "عندما أخذوا ابنة أخي معهم، أرسلوا رسالة إلى أهلها يطلبون حضور أربعة أفراد من الأسرة كضمانات وعند حلول المساء طلبوا مبلغاً ضخماً من المال وكان على أخي أن يحصل على المال وينقذ ابنته من براثن هؤلاء القتلة".