روبارين بكر

الشهباء ـ تعالت أصوات النساء في الهند مؤخراً وهن ترددن شعار Jin Jiyan Azadî احتجاجاً على مقتل واغتصاب طبيبة، الجريمة التي أثارت غضب الشارع الهندي ودفعه للخروج إلى الساحات للمطالبة بمحاسبة الجاني وإيقاف الانتهاكات الممارسة بحق النساء.

تمكنت المرأة من إثبات مكانتها في مجالات الحياة كافة، في سبيل تحقيق ذاتها وحريتها بعد أن كان دورها محصوراً ضمن المنزل، لكن بفكرها الحر ومحاربتها الذهنية الذكورية تمكنت من الانخراط في الكثير من المجالات فأصبحت المعلمة والطبيبة والناشطة، ما جعل الدول التي تحارب وجود المرأة في مراكز صنع القرار وفي العديد من المجالات الحياتية تستهدفها بالعديد من الطرق والسياسات ليتم القضاء على مكانتها ووجودها ضمن المجتمع.

وحول ذلك قالت منسقية هيئة الصحة بمقاطعة عفرين ـ الشهباء بيريفان حسين "نظمت المرأة ذاتها في جميع أنحاء العالم لتثبت مكانتها في المجتمع، لكن الذهنية الذكورية المتسلطة التي رسختها الدول الحاكمة لم تقبل بذلك، كما حدث مؤخراً مع الطبيبة الهندية التي تعرضت للاغتصاب خلال عملها وقيامها بمهامها الإنسانية"، مشيرةً إلى أن ما حصل في الهند جريمة ضد الإنسانية وضد إرادة المرأة الحرة "بدورنا لن نقبل بهذا الإجرام ونرفضه كوننا ندعو إلى حرية المرأة، وقضية مقتل الطبيبة هي قضيتنا أيضاً لأننا ندافع عن النساء في كافة أنحاء العالم".

وأوضحت أن المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا وفي جميع أنحاء العالم تعرفت على نفسها بفكرها الحر وأصبحت صاحبة القرار حتى أصبح شعار Jin Jiyan Azadî في كل الدول وبين جميع النساء، مؤكدةً أن الاستهدافات ضد النساء تزداد يوماً بعد آخر، والذهنية الذكورية تحارب المرأة بكافة السياسات للقضاء على إرادتها ودورها في المجتمع، داعيةً المنظمات الحقوقية والإنسانية وعلى رأسها المنظمات التي تحمي القطاع الصحي للدفاع عن حقوق الطبيبات وكافة النساء ووقف الجرائم التي تمارس بحقهن ومحاسبة مرتكبيها.

وقالت عضوة منسقية مؤتمر ستار بمقاطعة عفرين ـ الشهباء ريحان علو "في الوقت الذي تشهد فيه الشرق الأوسط والعالم اضطرابات عديدة، يتم استهدف النساء لأن الذهنية الذكورية ترفض وجود المرأة، ولن تقبل أن يكون لها إرادة قوية، والجريمة التي حدثت بحق الطبيبة في الهند، تعيد إلى الأذهان التاريخ المليء بحوادث استهدف النساء سواء كان عن طريق العنف الجنسي أو الجسدي والنفسي".

وتابعت "بأسم كافة النساء بإقليم شمال وشرق سوريا نطالب بحماية حقوق المرأة في جميع دول العالم، كما نطالب النساء في الهند بعدم التزام الصمت حيال الجرائم التي ترتكب بحقهن لأنها لن تنتهي بمقتل الطبيبة، ولأن قضية النساء وحقوقهن المسلوبة واحدة، لذلك نؤكد أننا سنقف يداً بيد أمام هذه الجرائم حتى تحقيق الحرية".

ونوهت إلى أن المرأة في الهند تعاني من الاستبداد والذهنية الذكورية التي تسعى لكسر إرادتها، وما دامت هذه الذهنية موجودة فلن تحصل على حقوقها وأهدافها، كما حصل مع الشابة جينا أميني في إيران التي قتلت على يد شرطة الأخلاق بذريعة عدم التزامها بقواعد الحجاب، مؤكدةً أن هذه الحوادث تحمل نفس السياق وسياستها تتعمد على إسكات صوت المرأة.

ودعت النساء بالالتفاف حول فلسفة تحرير المرأة "كحركة المرأة نرى أننا بأمس الحاجة لتطبيق فلسفة وأيديولوجية المرأة الحرة في كل مكان، وندعو جميع النساء من كافة الجنسيات التعمق بفكر القائد عبد الله أوجلان، للوقوف بوجه كافة المخططات والسياسات التي تمارس ضدهن وتستهدف وجودهن".

وأكدت أن الظلم والاستبداد ضد المرأة مهما امتد ستبقى المرأة صامدة وستكسر بإرادتها القوية وفكرها الحر من يحاول القضاء على وجودها "نؤكد أننا بقوتنا وتكاتفنا، والتفافنا حول شعار Jin Jiyan Azadî سنبني ثورة كونفدرالية في الشرق الأوسط والعالم، وسنحتضن جميع النساء تحت هذا الشعار ونكون قوة لنغير القرن الـ 21 ليكون قرن حرية المرأة، كما ندعو كافة النساء للانتفاض ضد الذهنيات التي تستهدف المرأة".

بدورها قالت نائبة هيئة المرأة وردة شيخو "حققت النساء في ثورة 19 تموز العديد من الإنجازات لذلك سميت بثورة المرأة، فأصبحت تواجه الظلم وسياسة الدولة التي كانت حرمتها من حقوقها، وتصبح قدوة تحتذي بها جميع النساء في العالم، ومن هذا المنطلق أصبحت الكثير من النساء تواجهنّ سياسة الدول الحاكمة.

وأكدت أن شعار Jin Jiyan Azadî رفعتها النساء في الكثير من الدول منها الهند التي تعاني من قمعية الذهنية الذكورية المستبدة بعد مقتل الطبية، مضيفةً أن الدول التي لا تقبل وجود النساء في مراكز صنع القرار ومجلات العمل يتم استهدفهن بشكل مباشر وهذا دليل على خوفهم من وجودها "نؤكد للنساء في الهند بأننا سنقف معهن ضد الظلم كون قضيتنا وهدفنا واحد وهو حرية المرأة أينما كانت".